في الوقت الذي تعترف فيه حكومة الانقلاب بارتفاع إصابات فيروس كورونا، وتزايد حالات الوفاة، وصدور قرارات حكومية بإغلاق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، وفرض غرامة قدرها 4 آلاف جنيه على المخالفين للإجراءات الاحترازية، بزعم حماية المواطنين من الموجة الثانية للعدوى والتي اعترفت الحكومة بأنها أكثر شراسة من الموجة الأولى؛ فوجئ المصريون بافتتاح إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة الانقلابية مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" بدار الأوبرا المصرية، بحضور مشاركين من مختلف دول العالم. وبحسب مراقبين فإن هذا التناقض في السياسات الحكومية يبرهن على أن النظام العسكري لا يكترث بإجراءاته الاحترازية التي وضعها للحد من انتشار العدوى، كما يكشف هذا السلوك المشين على أن النظام حريص كل الحرص على تشجيع الرقص والانفلات الاخلاقى والفوضى، في الوقت الذي يشدد فيه الإجراءات الاحترازية على العمل والإنتاج وقطع أرزاق الغلابة ومنعهم من السعي للقمة العيش. كانت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب قد أعلنت تسجيل 421 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، ووفاة 28 حالة وبذلك يصل إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأربعاء 2 ديسمبر 2020م، إلى 116724 حالة من ضمنها 102949 حالة تم شفاؤها، و 6694 حالة وفاة. الإصابات تضاعفت 4 مرات من جانبه، اعترف الدكتور محمد عبد الفتاح، وكيل صحة الانقلاب للشؤون الوقائية، أن هناك ارتفاعا في أعداد الإصابة بفيروس كورونا بشكل ملحوظ، مؤكدا أن أرقام الإصابات في الوقت الحالى تضاعفت 4 مرات عن فترة الموجة الأولى للفيروس. وزعم "عبد الفتاح" في تصريحات صحفية، أن دولة العسكر استغلت فترة هدوء واستقرار أرقام إصابات الفيروس خلال الفترة الماضية للاستعداد لأي موجة ثانية محتملة، وتم وضع خطة متكاملة للمواجهة وفق تعبيره. وطالب المواطنين بالاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي منعا لتفشى الفيروس وتزايد الإصابات. كما اعترفت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة صحة الانقلاب بزيادة نسبة المصابين خلال الفترة الماضية داخل المستشفيات بنسبة 15%. وزعمت اللجنة أن فصل الشتاء عنصر قوي لانتشار الفيروس مطالبة كل المواطنين بضرورة التعامل بحذر وأخذ كل التدابير المناسبة للتعامل بذكاء مع الفيروس. كما طالبت المواطنين بضرورة التهوية وعدم غلق الشبابيك خلال فصل الشتاء، وارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وعدم المصافحة والتقبيل والأحضان. تسيب وطناش فى المقابل، انتقدت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي في ظل انتشار كورونا، وعدم الالتزام بإجراءات التباعد خلال المهرجان، ونشرت د. منى عبر حسابها على (فيس بوك) صورا تكشف عدم التزام المشاركين فى المهرجان بالكمامات أو بالتباعد. وعلقت عليها: الالتزام حالة عامة، والتسيب والطناش والاطمئنان الزائف أيضا حالة عامة، الصورة من مهرجان القاهرة.. حيث نشاهد على الطبيعة درجة “الالتزام” بالتباعد والكمامات. وأضافت: غير مقنع وغير عملي أن يطالب السادة المسئولون الشعب بالالتزام بالإجراءات الاحترازية ..بينما يسمح نفس المسؤولين بالمهرجانات والماتشات والأفراح والاحتفالات بكل أنواعها. وتابعت د. منى: النتيجة نراها حولنا.. درجة رهيبة من اللامبالاة رغم أن الموت يحصد الأرواح حولنا حصدا، وطبعا وفيات الأطباء والفريق الطبي في المقدمة. واختتمت: الحقيقة مش قادرة أفهم ليه الإصرار على عدم فرض أبسط الإجراءات الاحترازية؟ هل ما فيش أي تمن لأرواح الناس والأطباء اللي بيموتوا يوميا؟ مناعة القطيع وأكد الدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا حتى الآن لم يحدث به أي تغير سواء من حيث الشراسة أو سرعة الانتشار. وقال الخولى فى تصريحات صحفية، إن التعرض الأول للفيروس يكون عنيفا، أما التعرض الثاني فدرجة الإصابة تكون أقل، ومع مرور الوقت يتحول لفيروس عادي بعد زيادة مناعة القطيع أو بعد الحصول على لقاح. وكشف أن الإحصائيات والبيانات تؤكد أن مصر دخلت الموجة الثانية من فيروس كورونا، ولكن هذا الأمر لا يجب أن يؤدى الى إثارة الذعر، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا. وأشار الخولى إلى أن اللقاحات التى تم الإعلان عنها من بعض الشركات لعلاج كورونا مازالت تحت الدراسة، وذلك لبيان مدي فاعليتها، موضحا أنه حتى في حالة توفر لقاح فأمامنا عامان للتخلص من فيروس كورونا. وشدد على أنه لا يوجد لقاح يعطي حصانة بنسبة 100%، ونسبة نجاح اللقاحات تتمثل في توفير مناعة لمن يحصلون على اللقاحات المختلفة بنسبة تفوق ال90%، لافتَا إلى أن تحصين عدد كبير من السكان باللقاح يوفر ما يسمى بمناعة القطيع، وهذا يعني أن نسبة ال10% الذين لم ينجح معهم اللقاح، ستكون فرص إصابتهم بالفيروس أقل. المضادات الحيوية وحذرت الدكتورة مها طلعت، مستشار إقليمي وحدة الوقاية من العدوى بمنظمة الصحة العالمية، من خطورة الإفراط في تناول المضادات الحيوية، تحت شعار معالجة كورونا ضمن ما يسمى البروتوكولات العلاجية التى تعلن عنها وزارة صحة الانقلاب. وطالبت د. مها فى تصريحات صحفية بضرورة تقنين تناول المضادات الحيوية، نظرا لخطورتها، وما قد تؤدي إليه من خطر على صحة الإنسان. كما حذرت مستشار إقليمي وحدة الوقاية من العدوى بمنظمة الصحة العالمية من الجائحة القادمة، حيث ستكون جائحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأكدت أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات، وإنما تعالج فقط البكتيريا.