نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن عدد من المسئولين الأمريكيين قولهم إن "إدارة الرئيس دونالد ترامب يمكن أن تمضي قدمًا في خفض المساعدات لإثيوبيا إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود آخر ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق نهائي". وأضاف بعض المسئولين الأمريكيين أن "مشروع سد النهضة غذى الانقسامات والارتباك بشأن السياسة داخل الحكومة الأمريكية، منذ أن طلب قائد عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسى من الرئيس دونالد ترامب المساعدة في التوسط في المفاوضات بشأن السد العام الماضي". ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن مشاركة الولاياتالمتحدة في المحادثات الرباعية حول السد في وقت سابق من هذا العام، بقيادة وزارة الخزانة، ساعدت على تقدم المحادثات. واستدركت "ومع ذلك، رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق نهائي. الآن هناك قلق متزايد من أن إدارة ترامب تضع إبهامها على الميزان لصالح مصر على حساب إثيوبيا – حتى مع ظهور علامات جديدة على التقدم في المفاوضات". ووصفت المجلة الدبلوماسية الأمريكية السد الإثيوبي الضخم ب"نقطة وميض للتوترات في إفريقيا"، وأنه يزرع الارتباك والخلاف داخل الحكومة الأمريكية، حيث يشعر العديد من المسئولين بالقلق من أن واشنطن تقع في زاوية مصر. موضحةً أن السد الضخم، أكبر سد في إفريقيا، أصبح مؤشر للتوترات الجيوسياسية بين مصر وإثيوبيا، حيث أشار عبد الفتاح السيسي إلى أن بلاده يمكن أن تستخدم القوة العسكرية لوقف المشروع. ويخشى الكثير في مصر من أن السد يمكن أن يهدد إمدادات المياه الخاصة به. مساعدة محسوبة ووصف المسئول الأمريكي المطلع موقف بلاده فقال "لا أحد في البيت الأبيض يبدو أنه ينظر إلى ذلك من خلال عدسة إفريقيا وتأثيرها على إثيوبيا، وهو أمر مهم بنفس القدر". "هذا مجرد إطلاق النار على أنفسنا في القدم". وصف مسئولان في الإدارة تحدثا إلى فورين بوليسي الإعلان بأنه مؤشر على أن المفاوضين وضعوا الأساس لاتفاق نهائي. وأضاف أحد المسئولين: "لقد ساعدت مشاركة إدارة ترامب مصر وإثيوبيا والسودان على إحراز تقدم في المفاوضات خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من السنوات التسع الماضية". وقال "إن العمل الكبير الذي قامت به مصر وإثيوبيا والسودان على مدى الأشهر التسعة الماضية يظهر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن إذا كان هناك التزام بين الجميع للقيام بذلك". في "التفاهم المشترك الرئيسي" الذي توصلت إليه إثيوبيا ومصر والسودان يوم الثلاثاء، اتفقت الدول الثلاث على إجراء مزيد من المناقشات الفنية حول وتيرة ملء الخزان وإجراءات التخفيف من الجفاف مع التركيز على إبرام اتفاق نهائي. وأشارت إثيوبيا يوم الثلاثاء إن الدول الثلاث أحرزت تقدما "كبيرا" في نزاعها في محادثات توسط فيها الاتحاد الإفريقي ووافقت على مزيد من المفاوضات التي تهدف إلى حل شامل لقضايا المياه حول السد. يرسل الإعلان إشارة إيجابية لبعض المسئولين والمراقبين الأمريكيين الذين يخشون من أنه إذا استمرت إثيوبيا في ملء الخزان خلف السد دون اتفاق مع مصر، فقد تتحول التوترات الإقليمية إلى مواجهة عسكرية.