تقدمت الدكتورة إيناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بمجلس نواب الانقلاب، بطلب إحاطة عاجل بشأن نحت تمثال لشامبليون في فرنسا، يضع إحدى قدميه على رأس نسخة من رأس تمثال أحد ملوك العصر الفرعوني. جدير بالذكر أن التمثال الرخام من تصميم أفريدريك بارتولدي عام 1875. وفي البداية تم عرضه في "بارك إيجيبشين" الذي أنشأه عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت للمعرض العالمي لعام 1877، ويجسد التمثال الفرنسي شامبليون، وهو يقف بحذائه على رأس الملك المصري (تحتمس الثالث) أعظم من حكموا مصر طوال تاريخها. وأكدت أن هذا العمل يسيء إلى الحضارة المصرية والتاريخ المصري المشرف، ويظهر الأفكار الميتة لدى الغرب تجاه نظرتهم للشعوب العربية ومعنى الحرية لديهم. وأشارت إلى أن هذا المشهد لا يليق بعظمة وتاريخ الحضارة المصرية بصفة عامة، والفرعونية بصفة خاصة، ويتطلب موقفا حاسما من الدولة المصرية، كما أن هذا الأمر يتعارض مع تصريحات الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، واهتمامه بالآثار المصرية. ولفتت النائبة إلى وجود غضب على المستوى الشعبي من هذا الأمر، وقد يتطور إلى اتخاذ خطوات وقرارات مهينة للشعب الفرنسي وحضارته التي نعتز بها، إذا استمر الحال. حملة للضغط على فرنسا وتجاوب مثقفون مصريون مع حملة ترمي للضغط على حكومة الانقلاب المصرية من أجل تكثيف اتصالاتها بهدف دفع السلطات الفرنسية لمحو الإهانة التي لحقت بأهم ملوك مصر "تحتمس الثالث"، والذي جسده تمثال فرنسي ورأسه تحت حذاء شامبليون. الدكتور حسين دقيل، مسئول الحملة، قال: إنه حري بالمصريين بعد حملة توجيه السهام لأصحاب التماثيل من الطغاة والتي أقيمت في أمريكا وبعض بلدان العالم مؤخرا، المطالبة برفع الإهانة عن واحد من أهم ملوكهم على مدار التاريخ، وأكد دفيل على أنه رغم أنف شامبليون سيظل رأس (تحتمس الثالث) مرفوعا!. واعترف الخبير الأثري بأنه لم يكن لديه علم بوجود مثل هذا التمثال إلا منذ ساعات! وتابع: الغريب أن الحكومة المصرية أيضا لم تكن على علم بوجود مثل هذا التمثال إلا في عام 2013، وحينها انزعجت. وفي عام 2013، اعترفت الحكومة المصرية بأنها فوجئت بوجود مثل هذا التمثال المسيء لمصر وحضارتها؛ ووصفته بأنه "مهين"، ولاحقا كان من المفترض نقل التمثال إلى (فيجا)، مسقط رأس شامبليون، لكن المشروع لم يجد دعمًا كافيًا وبقي في باريس. وفي عام 1878، تم وضع التمثال في موقعه الحالي في فناء "كوليج دي فرانس". عار على مصر جدير بالذكر أن التمثال أثار غضبا واسعا بين المثقفين وعلماء الآثار في مصر في عام 2013؛ فتقدموا باحتجاج إلى وزارتي الخارجية والآثار يدينان التمثال، واصفين إياه بأنه "مهين للحضارة المصرية"، فقامت الحكومة المصرية على إثر ذلك بحث الحكومة الفرنسية على إزالة هذا «التمثال المخزي»، بحسب وصف النخبة، غير أن شيئا لم يتغير على أرض الواقع. وجدد عدد من المثقفين، من بينهم خبراء في الآثار، مطالبهم بحجب التمثال، وذلك إثر اندلاع المظاهرات الأمريكية والأوروبية، التي تناهض العنصرية، كي يتم إزالة هذا التمثال المهين لحضارة مصر وتاريخها، والذي شبهه عدد من الأثريين المصريين بأنه يشبه صورة مقتل (جورج فلويد) تحت قدم ضابط الشرطة. واللافت، حسب رأي دقيل، الذي تبنى حملة رفع هذا العمل المهين، أن التمثال جاء تمثيلا لشخص كان من المفترض أن يظل في عقلية المصريين أنه قام بإنجاز ضخم تمثل في فك رموز حجر رشيد، والكشف عن الكتابة المصرية القديمة!. كما ندد الفنان التشكيلي مجدي ونس بالموقف المتخاذل للحكومة المصرية، واصفا صمتها على الإهانة بأنه يغوي الآخرين على المضي قدما في السخرية من تاريح الحضارة المصرية. وأضاف أن اللحظة الراهنة مثالية لتجديد المطالب برفع التمثال بل وتقديم اعتذار رسمي من قبل السلطات الفرنسية للشعب المصري.