أكد العالم الدكتور مصطفى السيد، الحاصل على قلاد العلوم الوطنية الأمريكية - خلال كلمته أمام الجمعية التأسيسية لوضع الدستور أمس، على أهمية البحث العلمي في اقتصاد البلاد النامية والتعليم ونسبة التعليم في الدخل القومي، مطالبا بضرورة رفع هذه الميزانية المخصصة له. وقال: " لدينا إمكانيات أفضل من الصين لنبدأ رحلة البحث العلمي الذي يساعد في رفع اقتصاد البلاد، وهناك دول إسلامية مثل إيران وتركيا وماليزيا وأندونسيا تسير بشكل جيد في عمليات البحث العلمي، وللأسف إسرائيل تنفق على العلماء أكثر مما تنفقه مصر علي علمائها مائة مرة، في حين أن العقل المصري مبدع، ولذلك حين يكون هناك تمويل للأبحاث العلمية سيظهر الإبداع المصري ونري آثاره ونتائجه". وتطرق السيد إلي مشكلة التعليم قائلا: إن مصر تنفق أموالا كثيرة علي التعليم لكن كم المتعلمين كبير جدًا، وبالتالي يجب أن يزداد الدخل القومي علي غرار ما قامت به الصين، وطريقة التعليم في مصر تعتمد علي الحفظ بينما نحن نعيش في عالم واسع فائض جدًا بالمعلومات، فالمهم ليس مجرد المعلومة بل ما نحتاجه تحديد كم هذه المعلومات وكيفية توظيفها لإفادتنا، وبالتالي فالتعليم المبني علي التفكير أفضل بكثير من الحفظ، لافتا إلي أن العلماء عادة ما يكونوا في مساحة بعيدة عن السياسة. وأشار العالم الكبير إلي أن هناك آليات لزيادة الدخل للمواطن من خلال إتقان العمل، والتفاني فيه، وهذا يؤدي لتحسين الاقتصاد، مضيفًا بأننا نحن الدولة الوحيدة في العالم التي يدفع طلبة البحث العلمي مصاريفهم على أبحاثهم من جيوبهم. وقال: "لا يوجد لدينا نظام متبع كما في الصين، لكن يمكننا أن نصل لهم، من خلال ما يمكن وصفه بجيل من جيش جديد تقوم الدولة برعاته يضم الطلبة في المدارس والجامعات، ويتم تخصيص مكأفات لهم تساعدهم علي الدراسة بشكل جيد، خاصة أنه لدينا أعداد كبيرة من السكان تسمح لنا بإنتاج سلع وأبحاث علمية بأسعار رخصية". وتابع: "لابد أن نضاعف ميزانية البحث العلمي دون أن نكتفي بالتمويل فقط، بل نهتم بالتعليم أيضًا خلال المراحل المختلفة، فالسعودية لأول مرة تسبق مصر في إنتاج الأبحاث العلمية العام الماضي، في حين أن العلماء الذين يقومون بتلك الأبحاث السعودية مصريون، وبالتالي فلا مناص عن تمويل الأبحاث العلمية بشكل أكبر، وزيادة ميزانية البحث العلمي الذي هو مبني عىي الإبداع". وحول مقترح وجود مشروع وبرنامج للعلماء المصريين الموجودين بالخارج من أجل عودتهم لبلادهم، قال: " نحتاج لدخل مخصص لبرنامج العلماء في الخارج، وأن نحدد ما هي الأشياء التي يحتاجها العالم الخارجي منا كي نعمل على إنجازها، على أن تكون هناك فترة مخصصة لعودة العلماء لمصر ثلاثة أشهر في الصيف مثلا، لأنهم لا يستطيعون التفرغ تماما ومرة واحدة من عملهم بالخارج نظرًا لصعوبة ذلك، وبالتالي سيقومون بتعلم المصريين داخل البلاد، وبعد أن تتحسن الميزانية والاقتصاد المصري قد نطلب منهم التفرغ والإقامة في الداخل بعد أن نوفر لهم المناخ المناسب". وحول آخر تطورات علاج مرض السرطان الذي يقوم به، أوضح السيد أن هناك جهات تساعده في ذلك، ويعمل علي تحديد أنواع السرطانات المناسبة وغير المناسبة للإنسان ويسعي لإنجازه، خاصة أن مرضى السرطان الخبيث في مصر كثر.