أكد العالم المصري الدكتور مصطفي السيد أن البحث العلمي يساعد في دعم اقتصادات الدول ومن بينها من الدول الإسلامية إيران وتركيا وباكستان وماليزيا وإندونيسيا والجزء الإسلامي من الهند وقد نمت أبحاثهم من خلال زيادة تمويل هذا المجال بما زاد من صادراتها وهو ما يرتبط باحتياجات العالم من الدولة وبإتقان المنتج مشيرا الي أن مصر لديها الكثير من المقومات ويبقي زيادة التمويل. وأضاف في محاضرة ألقاها أمس في اجتماع الجمعية التأسيسية لوضع مشروع دستور مصر برئاسة المستشار حسام الغرياني، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين جاء إلي الحكم في بلاده وكان الاقتصاد في حالة غير جيدة فطلبوا منه تخفيض الميزانية فوافق علي خفضها في كل مجال ما عدا البحث العلمي. 4.6 % نسبة مشاركة البحث العلمي من ميزانية إسرائيل والعالم هناك يحصل علي ما ينفقونه عليه في بحثه مائة مرة ما تدفعه مصر علي الباحث وهو أكبر من بلدان اخري وإسرائيل لديها تمويل جيد من أمريكا وتهتم كثيرا بالبحث العلمي. ولفت السيد إلي أن إسرائيل مثلا تنفق 9.4 مليار دولار علي البحث العلمي سنويا ومصر تنفق 0.9 مليار علي البحث العلمي سنويا مشيرا الي ان مصر حدث بها تغيير خلال الخمس او الست سنوات الماضية وصار هناك بعض التمويل وهذا لم يكن يعرفه احد. وأوضح ان خمسة من بين الباحثين المساعدين له من المصريين بينما هناك جنسيات اخري،والمصري يفكر باستمرار منوها الي انه حين يكون هناك تمويل للأبحاث ستكون الوضع أفضل. وبشأن التعليم نبه الي ان معظم البلدان المهتمة بالتعليم تنفق مبالغ كبيرة وفي مصر عدد المتعلمين كثير وإذا قسمنا حجم ميزانية التعليم عليهم يكون المتوسط ضئيلا للغاية وضرب مثلا بماليزيا التي تنفق 13 دولارا في تعليم كل شخص في المتوسط وإسرائيل 21 دولارا. طريقة التعليم في مصر يسهل علي المدرس ان يقول للتلميذ احفظ شيئا، وهذا أسوأ شيء، والمعلومات موجودة في الانترنت وفي ثوان يمكن الحصول علي المعلومة بعد تصحيح اللغة الإنجليزية في البحث مثلا، المهم ماهي المعلومات ولماذا من أجل تنمية الإبداع بدلا من الحفظ.ولفت العالم المصري مصطفي السيد الي ان عدد السيارات في العاصمة الصينية بكين مثلا قبل نحو 30 سنة كان أقل من مصر بكثير وخصوصا مع استخدامهم الدراجات، كما ان الثورة الماوية في الصين كانت تقضي بانه اما ان يتقن كل شخص عمله وإما ان يعاقب بالقتل، واستخدمت الحكومات الديكتاتورية ولكن في إصلاح البلاد، فأولا العالم كله يحتاج الي ملابس وقلدوا الماركات العالمية، واستخدموا العدد الضخم وإتقان العمل، وكذلك 80% من لعب الأطفال تصنع في الصين، وقامت ثورتهم علي افكار بسيطة، والأن تحسن اقتصاد الصين وبعد ذلك بدأت تصنع الطائرات والسيارات والتكنولوجيا وزادت الاختراعات بعد زيادة التمويل. وأضاف ان مصر لديها عدد ضخم ايضا ،ولكن ليس لدينا نظام الصين،ومع ذلك نستطيع ان يكون لنا مثل نظام الصين، من خلال إنشاء جيل جديد، نسميه جيش التنمية والاقتصاد، ويستخدم نظام الجيش وتحت نظام التنمية، كما انهم يعلمون الطلبة ويستخدمونهم من الجامعات برواتب جيدة، ويمكننا ان نبدأ بمجال الملابس بعدد ضخم، والصين اتجهت للاليكترونيات مما قلل من العاملين في مجال الملابس ممن كانوا يحصلون علي رواتب زهيدة، فدخلت ماليزيا علي الخط، وسوف تتجه ماليزيا ايضا الي تعليم العاملين التقنيات الحديثة وتتجه بهم الي الاليكترونيات، وعلينا ان نستفيد من كل ذلك، وأن نستفيد من الموارد التي تتوافر لدي الحكومة وهكذا يقوي الاقتصاد وينمو الدخل القومي. وردا علي سؤال من العضو محمد عبدالجواد حول إمكانية تدريس مواد الرياضيات والعلوم الطبية باللغة العربية قال الدكتور مصطفي السيد إن هذا ممكن طبعا، ولكن في الدراسات الأولية، ونحن سبقنا الغرب في مجالات علمية عديدة، أما تعلم العلم الذي تتدفق بها هذه الأبحاث الأحدث فالأحدث في الوقت الراهن ان يكون باللغة الانجليزية، وبالتالي لابد من تعلم لغتهم. وحول العمل السياسي من جانب الطلاب، قال الدكتور العالم المصري ان الامر يتوقف علي كل دولة علي حدة ففي امريكا الطلاب يختارون ممثلين عنهم يحضرون لقاءات الأساتذة ويؤخذ رأيهم. وحول الانفاق علي البحث العلمي أوضح ان عدد المنشورات العلمية في السعودية مثلا سبق مصر في العام الماضي بينما كانت مصر تسبق سنويا، ولكن كل الذين يقومون بالأبحاث مصريون ممن كانوا بالخارج ولم يتمكنوا من عمل أبحاثهم في مصر فيتجهون الي دول اخري تقوم بشراء الاجهزة المطلوبة. وقال إن مصر البلد الوحيدة في العالم التي يدفع فيها الباحثون من جيوبهم علي بحوثهم، وقد ناقشت مع المفتي ذلك فرد بأن أية مصروفات ينفقونها تعتبر زكاة.