بينما يسعى العالم إلى الحد من مخاطر فيروس كورونا القاتل، وتوفير اللوازم الطبية للمواطنين والطواقم الطبية باعتبارها أهم سلاح تمتلكه الدول في هذه الطروف؛ تتجه دولة الانقلاب المصرية إلى شراء صفقات سلاح من دول أوروبية. فعلى مرأى ومسمع الجميع وبتشريفة رسمية عسكرية، قاد الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، تسلم “الغواصة الألمانية” الجديدة، إلى قاعدة الإسكندرية. المتحدث العسكري أعلن وصول الغواصة (S-43) من طراز (209/ 1400)، ألمانية الصنع، قادمة من ميناء كيل بدولة ألمانيا، بعد أن أبحرت لمسافة 7800 كم خلال 20 يومًا بطاقمها المصري إلى قاعدة الإسكندرية البحرية، وتعد هذه الغواصة هي الثالثة من أصل أربع غواصات تعاقدت عليها سلطة الانقلاب على هيئة “رشاوى” لتثبيت أقدام حكم العسكر وانقلابه. يأتى هذا وقد تسلمت القوات البحرية قبل نحو شهر ثانى الغواصات الألمانية حديثة من طراز (209/1400) رقم (s43) بميناء كيل بدولة ألمانيا، في إطار صفقة معدات حربية ب809 مليون يورو!. وتحتل مصر هذا العام رأس قائمة مستوردي السلاح في العالم من ألمانيا، بمشتريات إضافية قيمتها 290 مليون يورو، بعد أن كانت في الترتيب الثالث العام الماضي. جدير بالذكر أن إحدى عضوات البرلمان الألماني قد احتجت على توريد السلاح في وقت قيام العالم بالبحث عن مخرج لانتشار كورونا. وقالت إنه من الأفضل لمصر الآن أن تتلقى من ألمانيا معدات طبية، وليس معدات حربية!. غواصة وزيادة ديون! الغريب أن استلام الغواصة الألمانية جاء بعد ساعات من اعتراف محمد معيط، وزير المالية فى حكومة الانقلاب العسكري، بأن أزمة جائحة كورونا رفعت نسبة الدين العام المحلى إلى 88% من الناتج المحلي الإجمالي بسبب التداعيات الاقتصادية. وكشف البنك المركزي المصري عن ارتفاع الدين الخارجي لمصر، نهاية سبتمبر الماضي، بنسبة 17.7% إلى 109.4 مليار دولار، مقابل 93.1 مليار دولار نهاية سبتمبر 2018. كما أظهرت بيانات البنك ارتفاع الدين العام المحلي بنسبة 7.7% على أساس سنوي إلى 4.186 تريليون جنيه (نحو 266 مليار دولار) بنهاية سبتمبر 2019، مقابل 3.887 تريليون جنيه (نحو 247 مليار دولار) بنهاية سبتمبر 2018، بزيادة بلغت 298.2 مليار جنيه. رشوة مقنعة وقبل أشهر أثار قرار منح عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، وسام “القديس جورج” انتقادات واسعة في أوساط سياسية وثقافية وحقوقية في ألمانيا. وانتقد فرع منظمة العفو الدولية بولاية ساكسونيا القرار، وقال في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: “منح الوسام للسيسي يُعد تشجيعًا لمن يقمع النقد بالقوة، والمسئول عن التعذيب والتعسف والاعتقالات، ويدوس على حقوق الإنسان بالأقدام، يا من منحتم السيسي الوسام نحن لا نتفهم إطلاقًا قراركم هذا”. ونقل موقع الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله” أن معاناة مصر السياسية والاقتصادية وصلت حدودها، وسط مطالبات برحيل الديكتاتور السيسي، التي قالت إنه “يجب أن يرحل! وقال الصحفي راينر هيرمان من “دايلي فرانكفورتر” الألمانية- في مقال له نشرته الإذاعة عبر موقعها: إنه في السنوات الأخيرة تآكلت موارد الطبقة الوسطى لدرجة أن الناس بالكاد يستطيعون دعم بعضهم البعض، وفشلت الخطط الكبرى لنظام السيسي في إفادة الفقراء في الواقع. لقد غرقوا في فقر أعمق. “ريجيني” وصفقات إيطالية! وكشف مراقبون عن أن وزيرة صحة الانقلاب هالة زايد حملت، فى زيارتها الأخيرة لروما، مع الهدايا الطبية خطابًا أمنيًا تسلّمه رئيس وزراء إيطاليا حول صفقات سلاح، بالإضافة إلى ملف آخر حول مستجدات قضية الباحث المقتول جوليو ريجينى. وقبل أيام، كشفت صحف إيطالية عن تفاصيل صفقات سلاح بين روما والقاهرة، يصل سعرها إلى 10 مليارات دولار. وذكرت صحيفة "Il Sole 24 Ore" الإيطالية، أن هناك صفقة لبيع فرقاطتين إيطاليتين من طراز "بيرغاميني" إلى مصر. الصحيفة أضافت أن هذه الصفقة قد تكون جزءا من صفقة أخرى أوسع تصل قيمتها إلى 9.8 مليار دولار بين روما والقارة. ولفتت الصحيفة الاقتصادية إلى أن مصر في انتظار 4 فرقاطات أخرى، و20 لنشًا مسلحًا من فئة "Falaj II". 24 مقاتلة أما المفاجأة الأكبر التي كشفتها الصحيفة فتمثلت في جهود مصرية للحصول على 24 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون"، بالإضافة إلى قمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري، وطائرات تدريب متقدمة، بالإضافة إلى مروحيات من طراز AW149. وتعتبر المقاتلة "يوروفايتر تايفون" من أقوى المقاتلات الجوية على مستوى العالم، وتنتمي إلى الجيل الرابع من المقاتلات، إلا أنها تتمتع ببعض الخصائص الجزئية للجيل الخامس، مثل التخفي الجزئي عن الرادارات. والتايفون مقاتلة متعددة المهام، سمح لها تصميمها بامتلاك قدرات عالية في الحركة، والمناورة، والتخفي، كما أن لديها أنظمة إلكترونية حديثة. ويصل سعر الواحدة منها إلى 98 مليون دولار.