على عتبة الدخول إلى المرحلة الثالثة لانتشار فيروس كورونا فى مصر، يبدو أن الترقب لا يزال السمة الرئيسية في تعامل الدولة مع الوباء. ترقب لا يفي بمواجهة الأسبوعين الأشد خطورة على البلاد، حسبما صرحت وزيرة الصحة نفسها قبل أن تستقل طائراتها صوب روما، حاملة معها شحنة ثالثة من المساعدات الطبية للإيطاليين. المساعدات التي تتضمن مستلزمات الحماية الأولية من العدوى، يعرف الجميع أن كثيرا من المستشفيات في مصر بحاجة إليها، لا سيما بعد الكشف عن إصابة نحو مائة حالة من أفراد الأطقم الطبية، وبنسبة 10% من الإصابة المعلن عنها منذ الاعتراف بدخول الفيروس إلى البلاد. هذا ما اضطرت الوزارة إلى إعلانه بالمناسبة بعد الاعتراف بإصابة سبعة عشر من أعضاء فريق الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام، كانت النية تتجه للتعتيم عليها لولا ثورة الأطباء، وتوالي نشر شهادتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للهجوم على مدير المعهد ورئاسة جامعة القاهرة. “حذرونا من الكلام” يقول أطباء معهد الأورام، “حولوني من ضحية إلى جان” يقول الممرض الشاب “س .م”، هكذا أسمته صحيفة المصري اليوم، كاعتراف ضمني بوضع الشفافية الذي تحدثت عنه الوزارة كثيرا في محاولة حصر معلومات على بياناتها. اعتراف فتحقيق قبل أن يأتي المنقذ والطبيب والفيلسوف حسبما يرى السيسى في نفسه، ليوجه بالكشف على جميع العاملين والمرضى بالمعهد. وهو مطلوب منه أن يقدم لنا إجابة واضحة عن سؤال: كيف تجرى الأمور في مصر؟ والرد عن كل سائل عن إجراءات الدولة لمكافحة العدوى. الأمر احتاج إلى يومين من ثورة الأطباء وبيانين من جامعة القاهرة، ليصدر قرار رئاسي بتوقيع الكشف عن العاملين والمرضى بهذا المعهد. نتساءل هنا عن الوضع فى المحروسة مقارنة بغيرها من بلدان العالم: هل كان العاملون بإحدى المستشفيات فى إيطاليا التي مددنا لها يد العون بحاجة إلى قرار رئاسي لمجرد إجراء هذا الفحص؟ هل كان المشككون في الأرقام المعلنة على حق وهم يؤكدون أنها لا تعبر عن الوضع لقلة عدد المشمولين بالفحص؟ وسؤال أوسع يوجهه الاستشاري الهندسي والناشط السياسي، ممدوح حمزة، لمسئول مكافحة وباء كورونا بالدولة المصرية، فيقول: كم عدد حاملي وباء فيروس كورونا خارج نظامنا الصحي المحدود؟ حاملا في تغريدته الإجابة المنطقية: يجب أن تبدأ بعدد الاختبارات أولا وعدد الإصابات المكتشفة من هذه الاختبارات. وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الطواقم الطبية من أطباء وممرضين في مصر، إلى مائة إصابة على الأقل، علاوة على وفاة طبيبين جراء العدوى. وأعلنت مديرية الصحة في الإسكندرية عن إغلاق مستشفى فاطمة الزهراء بمنطقة العجمي وفرض الحجر الصحي على جميع العاملين فيه، بعد تأكد إصابة طبيب وممرضة في قسم العناية المركزة، فضلا عن إعلان جامعة القاهرة عن فتح تحقيق فى إصابة سبعة عشرة طبيبا وممرضا من العاملين المعهد القومي للأورام. إصابات تعزوها الأطقم الطبية إلى تجاهل مطالب الأطباء إزاء توفير مستلزمات الحماية الأولية فى المستشفيات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات لإرسال هذه المستلزمات كمساعدات إلى الخارج، والتي كانت إيطاليا أحدث محطاتها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية . قناة “مكملين” تابعت، عبر برنامج “قصة اليوم”، الوضع الصحي على ضوء الأرقام الجديد بين الطواقم الطبية. الدكتورة نهال أبو سيف، استشاري أمراض الكلى والباطنة بجامعة برمنجهام، رأت أن تفشي ظاهرة انتشار كورونا بين الطواقم الطبية ترجع إلى نقص الأقنعة الواقية والملابس الواقية من الفيروس، مستنكرة تبرع عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، بمستلزمات طبية إلى إيطاليا والصين في ظل ما تعانيه مصر من نقص شديد. وأضافت نهال أبو سيف أن الشفافية تمثل عاملا مهما في مواجهة انتشار أي وباء والوقاية منه، خاصة في ظل عدم إجراء وزارة الصحة التحاليل للطواقم الطبية للتأكد من سلامتها، مضيفة أن اكتشاف الحالات المصابة وعزلها طبيا يحول دون وصول الفيروس لحالات جديدة. وأوضحت أن منحنى الإصابة بكورونا وصل إلى الذروة في دول متعددة، منها بريطانياوأمريكا وإسبانيا، بينما بدأ المنحنى ينخفض في إيطاليا، مضيفة أن الوضع في مصر خلال الأسبوع الجاري لن يمكن إخفاؤه وستظهر الحاجة الماسة لأجهزة التنفس والأسرة داخل المستشفيات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى. بدورها رأت الدكتورة منى عمران، عضو مركز العلاقات المصرية الأمريكية، أن الدول التي تقدم مساعدات يكون لديها فائض، مضيفة أن أمريكا صادرت شحنة أقنعة كانت في طريقها إلى كندا بسبب وجود نقص لديها، على الرغم من أن كندا أرسلت طواقم طبية لمساعدة أمريكا في أزمة كورونا، وهو ما دفع رئيس وزراء كندا إلى معاتبة ترامب. وأضافت منى عمران أن ترامب هدد عددا من الدول بدفع ثمن باهظ إذا لم يوفروا الأقنعة والأدوات الطبية لبلاده، مضيفة أن أي رئيس يعمل لشعبه ولا يعمل لمصلحة الشعوب الأخرى، مضيفة أن السيسي يتحكم في كل مفاصل الدولة، ويظهر نفسه في دور المنقذ ثم نكتشف أن ما قاله شو إعلامي. وأوضحت أن ظهور السيسي لا يكون إلا تحت ضغوط من السوشيال ميديا، وليس لوجود خطة مسبقة للتصدي لأي طوارئ تحدث في مصر، مضيفة أن الدول المتقدمة يكون لديها نظام لإدارة الأزمات، مضيفة أن وزيرة الصحة زعمت وجود 395 جهاز تنفس صناعي، بينما الدكتور أحمد اللواح كان يستغيث لتوفير جهاز له قبل وفاته. بدوره كشف أحمد محمود، ممرض بمعهد الأورام، عن حقيقة ما جرى داخل المعهد والسبب وراء إصابة عدد من الأطباء وطاقم التمريض بفيروس كورونا. وقال محمود: إن إدارة المعهد تهاونت في بداية الأمر وشخصت عددا من الحالات على أنها نزلة برد، ورفضت إجراء تحاليل للأطقم الطبية للتأكد من إصابتها بالفيروس. وحمل محمود رئيس قسم وحدة الأطفال المسئولية عن تفشي كورونا داخل المعهد، مضيفا أنه يقوم بتحويل حالات من عيادته الخاصة إلى المعهد بالأمر المباشر، وكان من بين هذه الحالات طفلة عمرها سنوات وتم تشخيصها إصابة بكورونا وتسببت في أول إصابة بالمعهد لممرض يدعى (س.م). وأضاف محمود أن الممرض المصاب ظل 12 ساعة في العزل داخل المعهد ولم تستجب الأرقام المخصصة من الصحة لنقل الحالة، فاضطر لنقله في سيارته الخاصة لمستشفى الحميات، وبعد يومين ظهرت التحاليل بإيجابية الحالة، مضيفا أنه بعد يومين ظهرت عليه أعراض الإصابة ويخضع الآن للحجر الصحي هو وزوجته وابنه. يسجلون نحو 10% من المصابين بكورونا في مصر.. الطواقم الطبية تدق ناقوس الخطر تابعونا في قصة اليوم مع الإعلامي سيد توكل Posted by قصة اليوم on Sunday, April 5, 2020