في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم إلى تقديم خدمات مجانية ومنع الاحتكار، تقوم الأنظمة الديكتاتورية بالصيد في الماء العكر واغتنام الفرصة لجني الأرباح، وتدخل الجيش المصري لحل أزمة نقص الكمامات والمطهرات.. هذا ما فعلته وزارة الإنتاج الحربي، بدايةً من اليوم الثلاثاء، بكميات من المواد المطهرة والمعقمة والكمامات، للمشاركة في جهود الدولة للوقاية من فيروس “كورونا المستجد”. وعلى الفور خرج صلاح جمبلاط، رئيس القطاعات الفنية بالهيئة القومية للإنتاج الحربي، ليتحدث أنه خلال ال48 ساعة الماضية، وتم إنشاء خط إنتاج لتصنيع الماسك “3 إم” المعتمد عالميًا والمقاوم للفيروسات، بطاقة إنتاجية بلغت 40 ألف ماسك في اليوم، موضحًا أنه جارٍ رفع الطاقة الإنتاجية خلال أيام إلى 100 ألف ماسك يوميًا. وأضافر جمبلاط – في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة – أن هناك 3 من شركات الإنتاج الحربي (مصانع 18، 45، 81 الحربية) تصنع المطهرات بأنواعها، مثل الكحول الإيثيلي بتركيز 70% والمتوفر بسعر التكلفة بعبوات تبدأ من 175 مللي حتى 4 لترات (بطاقة إنتاجية تبلغ 10 طن/اليوم)، والجيل المعقم للأيدي، إلى جانب المطهرات العادية، مثل الكلور والمطهر الطبي، بالإضافة إلى إنتاج الفورمالدهايد الذي يُستخدم في تطهير المزارع والأرضيات والأسطح (بطاقة إنتاجية تبلغ 100 طن/اليوم). على شاكلة تجارة لبن الأطفال سبق أن تدخل الجيش في صيد الماء العكر؛ حيث أعلنت شركات تابعة للجيش احتكار بيع حليب الأطفال والمنتجات البقرية بكافة أنواعها، في خطوة جديدة نحو احتكارها. ويأتي هذا الإعلان بعدما شاركت مجموعة من الأمّهات بمظاهرة قبل عامين، للشكوى من ارتفاع أسعار الحليب والمطالبة بتوفير حليب الأطفال المدعوم في الأسواق، في حادثة فريدة من نوعها؛ إذ عدن إلى بيوتهن، دون تخوينهن أو اتهامهن بالعمالة لأجندات خارجية، ودون دخول جرافات وسقوط جرحى وقتلى أو أي إعدامات. انفتاح على التجارة والأعمال وباشرت شركات الجيش نشاطاتها في قطاع الأعمال بتسويق عبد الناصر والسادات وحسني مبارك والمنقلب السيسي، إلى جانب خدماتها الأمنية في تحصين الحدود وتأمين المطارات وحماية البلاد من الحكّام المنتخبين والموالين والمعارضين على حدّ سواء، إلاّ أن التراجع الملحوظ في الإقبال على بضائعها المضروبة منتهية الصلاحية، أجبرها على استثمار صفتها كمؤسسة سيادية لدخول عالم الألبان والتجارة والمضاربة، بحثًا عن أي وسيلة تتيح لها المنافسة والاستمرار في السوق. كلهم لصوص وتسببت المخاوف من انتشار فيروس “كورونا” في ارتفاع أسعار الكمامات والمطهرات والتهافت على اقتناء الأدوية لتقوية المناعة؛ الأمر الذي دفع بعض تجار المستلزمات الطبية وأصحاب الصيدليات إلى رفع الأسعار وتخزين عدد من الأدوية والمنظفات؛ لعلمهم بزيادة الطلب الفترة القادمة، وسط غياب تام لدولة الانقلاب. يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية المواطنين من استخدام الكحول غير الطبي من مادة الميثانول؛ الذي يستخدم كمطهر للأيدي ويدخل في صناعات عديدة من المنظفات، خاصةً من مصانع بير السلم وتباع في مراكز المنظفات وعلى الأرصفة، موضحةً أن هذا النوع من الكحول يسبب مضاعفات عديدة لمستخدميه عند تلامسه بالجلد أو استنشاقه عن طريق الأنف. الكحول الإثيليي بدوره، قال الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة صيادلة القاهرة: إن هناك إقبالاً كبيرًا على شراء المنظفات نتيجة الخوف والهلع من انتشار فيروس “كورونا” حول العالم بلغت 300%، ولجوء المواطنين إلى تكثيف تنظيف الأيدي بالمطهرات المختلفة، ولكن لا بد من الاعتناء بالشراء من أماكن تبيع منتجات عليها موافقة صحية وعلامات تجارية معروفة متوافق عليها من وزارة الصحة؛ حتى لا تسبب مضاعفات لمستخدميها، ومنها الكحول الذي لا بد من استخدام النوع الطبي، وهو الكحول الإيثيلي المتوافق عليه في استخدامه كمطهر للأيدي. رفع أسعار الكمامات ومع مخاوف انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، وارتفاع الإقبال على الكمامات الواقية، لم يتوان البعض في استغلال هذا الوضع لتحقيق أرباح خرافية، فقد قفزت أسعار الكمامات والقفازات الطبية أكثر من 600% مع ارتفاع الطلب عليها؛ حيث وصل ثمن علبة الكمامات من 20 جنيها إلى 150 جنيها. فيما يؤكد “م. ي”، بائع مستلزمات طبية بشارع قصر العيني، أن شركات السياحة الخاصة ومراكز التجميل والعديد من شركات الاستثمار والمدارس الخاصة، أكثر الجهات إقبالاً على شراء الكمامات، خاصةً مع بداية التحدث في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الشركات تتعاقد على كميات كبيرة، خوفًا من حدوث أزمة أو عدم توافرها خلال الأيام القادمة. ويوضح آخر أن بعض تجار المستلزمات الطبية في السوق يستغلون قلق المواطنين من فيروس “كورونا” وإقبالهم الكبير على شراء الكمامات، ويرفعون الأسعار أضعاف مضاعفة، منوهًا أن سوق الكمامات كان نائم والمكسب كان منخفضًا جدًّا منذ سنوات، وفيروس “كورونا” أعاد الروح مرة أخرى في السوق والصيدليات لخوف المواطنين من الإصابة بالفيروسات المميتة.