تواجه شركات الطيران فى مصر ودول العالم أزمة كارثية بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث اضطرت الدول إلى تعليق رحلات الطيران لمنع انتشار الفيروس الذى أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تحول إلى وباء عالمي، وبالتالي فرضت إجراءات تلتزم بها الدول حتى تتمكن من مواجهة هذه الكارثة . كان مجلس وزراء الانقلاب قد قرر تعليق الطيران بسبب كورونا، وقال إنه لن يتم غلق المجال الجوي المصري خلال فترة تعليق الطيران، وسيتم استقبال الطيران العارض والدائم (بدون ركاب)؛ للسماح للسائحين المتواجدين بمصر باستكمال برامجهم السياحية، والعودة إلى بلادهم في المواعيد المقررة على رحلاتهم. وأشار إلى أنه لن يتم استقدام أي وفود جديدة خلال فترة تعليق الطيران لمواجهة المرض. من جانبها قالت “الرابطة الدولية للنقل الجوي” (إياتا)، إن خسائر شركات الطيران حول العالم قد تصل إلى 113 مليار دولار، بسبب تفشي “كورونا”. واعتبرت الرابطة أن بقاء الفيروس دون توسع عن مستواه الحالي جغرافيا يشير إلى خسائر حتى 63 مليار دولار، مؤكدة أن الرقم سيبلغ 113 مليارا في حال أخذ الفيروس نطاقا أوسع، وشمل بلدانا إضافية في أوروبا والأمريكيتين. وأوضحت أن الهجمات الإرهابية عام 2001، التي دمّرت صناعة الطيران الأمريكية، كان لها تأثير أقل مقارنة بتداعيات “كورونا”؛ حيث خفّضت الإيرادات بنحو 20 مليار دولار حينها. إفلاس شركات وتوقعت شركة “سي إف إي” المتخصصة باستشارات الطيران، أن تشهر معظم خطوط الطيران الجوية إفلاسها بحلول مايو المقبل؛ بسبب الخسائر المترتبة على قيود حظر الرحلات حول العالم بسبب تفشي “كورونا”. وأوضحت الشركة، في تقرير حديث لها، أنه مع انتشار “كورونا” وتتابع ردود الأفعال الدولية وحظر السفر عليها، فإن بعض الشركات ستعلن إفلاسها في حين ستتخلف بعض الشركات عن سداد ديوانها. وأكد مجلس المطارات الدولي، أن أزمة تفشي “كورونا” تؤثر بنحو بالغ على قطاع الطيران العالمي بأكمله سواء مطارات أو شركات الطيران، وهو ما يلزم بتقديم الدعم لتجنب الانهيار. وأوضح المجلس، الذي يتخذ من جنيف مقرا له، أن مشغلي المطارات حاليا يواجهون انخفاضات غير مسبوقة في تحركات الطائرات وحركة الركاب؛ ما يعيق بشكل كبير قدرتهم على تلبية تكاليف التشغيل وتكاليف النفقات الرأسمالية الثابتة. وقال المجلس، في تقرير له، إن السلطات الوطنية لديها الآن دور رئيسي تؤديه لضمان استدامة نظام الطيران بأكمله، من خلال منح إعفاءات من ضرائب المطار والضرائب على الركاب والضرائب على النقل الجوي بشكل عام، لتحفيز عودة ثقة الركاب للسفر. 7.2 مليار دولار وقالت “الرابطة الدولية للنقل الجوي” (إياتا)، إن خسائر شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بسبب تبعات تفشي فيروس “كورونا” عالميا، بلغت 7.2 مليار دولار حتى 11 مارس الجاري. وأكد “محمد علي البكري”، نائب رئيس “إياتا”، أن 16 ألف رحلة طيران للركاب في الشرق الأوسط تم إلغاؤها. وتوقع “البكري” خسارة السعودية 16 مليون راكب، إضافة إلى 3.1 مليار دولار من الإيرادات الأساسية، وأكثر من 140 ألف وظيفة بقطاع الطيران بسبب “كورونا”. وأضاف أن الإمارات فقدت 13.6 مليون راكب وإيرادات أساسية بقيمة 2.8 مليار دولار.. فيما 163 ألف وظيفة بقطاع الطيران هناك مهددة بسبب الفيروس وبالنسبة لمصر، قال “البكري”: إن كورونا أدى إلى إلغاء حجوزات 6.3 مليون مسافر. الشرق الأوسط وأشار نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط تكبدت خسائر تقدر ب100 مليون دولار حتى الآن بسبب فيروس كورونا، وأن على الحكومات أن تساعد الناقلات خلال هذه “الفترة الصعبة”. وتوقع “البكري” انخفاض مبيعات تذاكر شركات طيران الشرق الأوسط في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، لافتا إلى أن الإيرادات ستواجه مخاطر في حالة تمديد قيود السفر المفروضة في آسيا. وقال: إن التقديرات الحالية تشير إلى خسائر بنحو 1.5 مليار دولار هذا العام، لشركات الطيران العالمية بسبب الفيروس. طيران الإمارات وفى نفس السياق، طلبت شركة “طيران الإمارات” من موظفيها الحصول على إجازة تصل إلى شهر دون راتب، بسبب فيروس “كورونا” الذي أدى لإلغاء رحلات في أنحاء العالم. وألغت “طيران الإمارات” الرحلات لإيران والبحرين ولأغلب الوجهات في الصين بسبب الفيروس، كما فرضت دول حول العالم قيودا صارمة على دخول الأجانب. وقال “عادل أحمد آل رضا”، الرئيس التنفيذي للعمليات: إن الشركة لديها موارد فائضة عن احتياجاتها بسبب خفض وتيرة الرحلات أو إلغائها لبعض الوجهات. وأضاف أنه بالنظر إلى أن موارد إضافية أصبحت متاحة، وإلى حقيقة أن الكثير من الموظفين يريدون الاستفادة من إجازاتهم، فقد قدمت الشركة خيارا لهم للانتفاع بإجازة أو التقدم طوعا للحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر بما يصل لشهر في المرة. وذكرت “وكالة رويترز”، نقلا عن بريد إلكتروني تم إرساله داخليا في مجموعة الإمارات، وهي الشركة القابضة المملوكة للحكومة التي تضم طيران الإمارات بين أصولها، إن المجموعة طلبت من الموظفين التفكير في الحصول على عطلات مدفوعة وغير مدفوعة، مع سعيها للتعامل مع تباطؤ ملحوظ في أنشطتها. وأكدت أن لدى المجموعة أكثر من 100 ألف موظف، بينهم أكثر من 21 ألفا من طواقم الطائرات، و4 آلاف طيار.