تحل على المصريين في الرابع عشر من كل شهر، ذكرى أكبر مذبحة أليمة شهدتها مصر عبر تاريخها.. إنها ذكرى "مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة" والتي تمر علينا اليوم ذكرى مرور 8 أشهر على ارتكابها بيد قوات من الجيش والشرطة وبأوامر من قادة الإنقلاب العسكري الدموي. المجزرة التي لازالت مشاهدها وملامحمها محفورة في أذهان وقلوب الأحرار في مصر والعالم أجمع لم يكن يتخيل أحد أنها ستكون أيقونة الأحرار لمقاومة الظلم والطغيان. ومع مرور الوقت تتكشف للمصريين الحقائق التي دلسها اعلام الإنقلاب العسكري من ادعاء كاذب أن اعتصام رابعة كان مسلحا تارة، وما بين أنه كان يعطل الاقتصاد تارة أخرى. فالاعتصام الذي ادعوا أنه مسلحا تم فضه في ساعات في حين لم تستطع قوات الإنقلاب ان تفض مشاجر بين قبلتين في جنوب مصر اودت بحياة العشرات من المصرين، والإعتصام الذي ادعوا انه يعطل مصالح البلاد، تراجع الإقتصاد المصري عشرات المرات رغم مرور 8 أشهر على فضه بالقوه، وإدعاءات قائد الإنقلاب العسكري عبدالقتاح السيسي بإنه لن يترشح للرئاسة سقط مع ترشحه وإخلاء المشهد وتجهيزه له دون غيره. وعلى الرغم مرور 8 أشهر على فض الإعتصام إلا أن الشوارع والميادين لازالت مليئة بالثوار وترفع شعار "القصاص، ولا تنازل عن حقوق الشهداء" وعلى عكس ماتصور قادة الإنقلاب العسكري أن فض الإعتصام بهذه الطريقة الوحشية سيجعل الأمور تروق له وسينهي صوت الثورة والثوار لكن سرعان ماتحولت كل ميادين وشوارع مصر إلى رابعة العدوية. وأصبحت شارة الأصابع الأربع ترعب قادة الإنقلاب العسكري وتذكرهم بما اقترفوه من إثم وما ارتكبوه من جرم بحق المتظاهرين السلميين العزل الذين لم ينتفضوا إلا لكرامة وحرية هذا الوطن المسلوب، حتى بات الإعتقال والسحل عقوبة لمن يرفع تلك الإشارة في أي مكان، وعلى الرغم من ذلك أتسعت رقعة المؤيدين للشرعية والرافضين لللإنقلاب وازادت أعداد الرافعين لتلك الأشارة في الجامعات والميادين. وبعد تلك الأشهر الثمانية على هذه المجزرة الدامية تأكد للعالم أجمع أن رابعه العدوية لم تعد مجرد ميدان بل أصبحت للعزة والكرامة عنوان، وأن صمود الثوار يؤكد لا محالة أن ثورة الشعب ستنتصر وأن اليوم الذي سيقتص فيه لكل تلك الدماء الزكية بات قريبا.