بعد المشهد المهين الذي اجتمع فيه الرئيس الأمريكي بوزراء الخارجية بشكل مذل؛ أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن أن أطراف النزاع حول سد النهضة، إضافة إلى الولاياتالمتحدة والبنك الدولي، توصلوا إلى اتفاق مبدئي ينزع فتيل الأزمة المستمرة منذ أعوام. واتّفقت الأطراف، عقب مباحثات مطولة استغرقت 3 أيام بواشنطن، على الاجتماع بعد أسبوعين للتباحث حول الصورة النهائية للاتفاق. وجاء الاتفاق من 6 نقاط تغطي المسائل الفنية بصورة وافقت عليها مصر والسودان وإثيوبيا، 4 منها متعلقة بكيفية ملء السد، إضافة إلى وضع آلية تنسيق فعالة ودائمة لفض المنازعات وتأمين مياه مصر والسودان في فترات الجفاف. وقال الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود بماليزيا، إن نتائج الاجتماع لم تحمل جديدًا، وأن النقاط الست التي وردت في اتفاق اليوم لا تختلف كثيرا عن الأمور التي تم طرحها قبل ذلك. وأضاف حافظ، في مداخلة هاتفية لقناة “وطن”، أن من بين النقاط الست التي خلص إليها الاجتماع، ملء السد على مراحل وبطريقة تعاونية، وهذا ما ذكرته المباحثات الأولى، وأيضا دعا البيان إلى تجنب المشاكل المحتملة وهذه أيضا موجودة في نتائج المباحثات السابقة، ولم يحدد كمية المياه التي ينبغي أن تصل من النيل الأزرق والتي يتوقف عليها اعتبار أن هناك مشكلة أو لا، كما ذكر البيان أن ملء الخزان سيكون في موسم الأمطار، وهذا ما اتُّفق عليه سابقا وليس جديدا، مضيفا أن البيان استخدم عبارات فضفاضة. وأوضح حافظ أن الجديد في نتائج اجتماع واشنطن هو الحديث عن أن الملء الأوّلي سيصل إلى منسوب 595، وهذا يعد نوعًا من التقدم في المباحثات؛ لأن هذا المنسوب يمكّن إثيوبيا من تشغيل التوربينات المنخفضة والمرتفعة معا، كما أن هذا يعني أن إثيوبيا ستحجز في التخزين الأوّلى حوالي 17 مليار متر مكعب يضاف إليها 3 مليارات متر مكعب، فيصبح الإجمالي 20 مليار متر مكعب وليس 25 مليارا أو 30 مليارا كما كانت إثيوبيا تريد. وأشار حافظ إلى أن “الاتفاق الأخير يُعد أخفَّ الضَّررين، الآن سيتم خصم 20 مليار متر مكعب من حصة مصر الأولية”، مضيفا أن وجود أمريكا خلال توقيع الاتفاق يعد ضامنًا لالتزام إثيوبيا بتنفيذ الاتفاق .