شارك عدد كبير من المواطنين في تشييع جثمان الصحفي محمود عبد المجيد، الذي توفي جراء البرد والإهمال الطبي المتعمد، السبت الماضي، داخل سجن العقرب سيئ السمعة. و"صالح" من مواليد 14 أكتوبر 1973 ويعمل بالإعلام والطباعة والنشر، ولديه 4 أولاد (نادية، نور الدين، عبد المجيد، سهيلة)، وتوفيت والدته عام 2015 حزنًا عليه، وتتزامن وفاته مع إطلاق عدد من الحقوقيين هاشتاج "#البرد_قرصة_عقرب" للمطالبة بإنقاذ المعتقلين في سجن العقرب من الموت البطيء. يأتي هذا في الوقت الذي طالبت فيه عائلات المعتقلين في سجن العقرب، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، بالعمل على إنقاذ المعتقلين في سجن العقرب من مجرمي الداخلية ومصلحة السجون، مشيرين إلى تعرض المعتقلين في السجن للقتل البطيء، وقال الأهالي، في بيان: إن "إدارة السجن ورئيس المباحث الضابط محمد شاهين يتبعون سياسة القتل البطيء الممنهج مع كافة المعتقلين في ظل البرد القارس باستخدام سياسة التجويع والإنهاك البدني والنفسي، بمنع التريض ومنع الزيارات وغلق الكافتيريا ومنع إدخال الملابس والبطاطين، وكذلك الحرمان من الملح والسكر والمنظفات مع كميات ضئيلة للغاية من الطعام الرديء، بالإضافة إلى التكدس داخل الزنازين بدون أغطية أو ملابس كافية؛ حيث يعيش المعتقلون عمليا في مقبرة حقيقية". وأضاف الأهالي: "يكاد الجميع يختنق من قلة الأكسجين وقلة التهوية مع حملات مستمرة من تجريد الملابس والأغطية القليلة أصلًا وقلة الطعام وعدم الاستجابة لطلبات الكشف الطبي والعلاج؛ حيث استمر الشهيد محمود عبدالمجيد صالح لمدة ساعة يصارع الموت، وسط استغاثة كافة المعتقلين لإنقاذه دون جدوى، ولم يستجب البلوكامين علاء لهذه الصرخات إلا بعد وفاته حيث تم إخراجه من الزنزانة جثة هامدة"، مشيرا إلى "تعرض الشهيد لمدة ساعة كاملةٌ لأزمة قلبية نتيجة البرد الشديد والتجويع كانت كفيلة بإنقاذ حياته لو تم تقديم خدمة طبية عاجلة له". وطالب الأهالي بفتح تحقيق عاجل في هذه الجريمة المروّعة التي لم تكن أولى جرائم القتل الممنهج في سجن العقرب؛ حيث سبقه آخرون منهم: الشهيد عصام دربالة، الشهيد الدكتور فريد إسماعيل، الشهيد مرجان محمد، الشهيد نبيل المغربي، الشهيد أحمد عبدالله محمد عبدالله، الشهيد حسام مروان، الشهيد عماد حسن، بالإضافة إلى الشهيد مدحت أبو شيتة، كما طالب الأهالي بمحاكمة عاجلة لرئيس مباحث السجن الضابط محمد شاهين والبلوكامين علاء الذي رفض إغاثة الشهيد لمدة ساعة كاملة. كما طالب الأهالي أيضا بفتح سجن العقرب لزيارة حقيقية غير مزيفة للنيابة العامة والجهات الحقوقية ومقابلة المعتقلين في مقبرة العقرب ورفع الواقع المميت الذي يعيشون فيه، كما طالبوا كافة المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بالتضامن مع معتقلي مقبرة العقرب، وطالبوا بفتح الزيارات المتوقفة من أكثر من عام وثلاثة أشهر في مخالفة صريحة لصحيح القانون، وفتح الكانتين المغلق منذ 21 سبتمبر 2019، وفتح باب تريض الشمس المغلق منذ 4 أبريل 2017، وفتح تريض الطرقة المغلق منذ 17 يونيو 2019. وطالب الأهالي بالسماح بإدخال البطاطين والملابس الشتوية للمعتقلين في مقبرة العقرب بصورة عاجلة، وتحسين الطعام المقدم للمعتقلين وتوفير كميات مناسبة منه تكفي الشخص البالغ، وإعادة توزيع المعتقلين داخل الزنازين ومنع التكدس، كما طالبوا النيابة العامة بالإفراج عن كافة المعتقلين المحبوسين احتياطيا في هذه المقبرة على ذمة قضايا ملفقة منذ سنوات، مشيرين إلى أن الشهيد محمود صالح استشهد في ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، على الرغم أنه معتقل منذ 6 سنوات على ذمة الهزلية الملفقة رقم 610 لسنة 2014.