كشفت جماعة الإخوان المسلمين حقيقة وأسباب القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الانقلابي للمرة الثانية باعتبار جماعة الإخوان "إرهابية"، وأن هذا يدل على أنهم يعلمون أنهم يفترون كذبا على الجماعة وعلى الحقيقة، ومن ثم فهم يتبعون طريقة: «اكذب واكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الناس»؛ لأن أحدا لم يصدقهم بعد الإعلان الأول. وأضافت الجماعة في بيان لها أن هذا يدل على بحثهم عن إيجاد غطاء للإرهاب الذي يمارسونه ضد الشعب الذي يتظاهر سلميا في الشوارع رفضا لانقلابهم الدموي ، والذي تمثل في قتل الآلاف في أبشع مجازر عرفتها مصر، واعتقال أكثر من 20 ألفا من أحرار مصر وحرائرها وأطفالها، وتعذيب وانتهاك حرمات العديد منهم، ليس ذلك فحسب، بل الإرهاب بأحكام القضاء الظالمة التي وصلت للحكم على 529 شخصا بالإعدام بتهمة قتل ضابط شرطة في محاكمة مدتها يومان، رغم أن زوجة القتل أكدت أن القاتل ليس من بين المحكوم عليهم، إضافة إلى الإرهاب بالتشريعات والقرارات الإدارية من سلطة باطلة، مثل قانون التظاهر والإرهاب، ودخول الشرطة لحرم الجامعات وغيرها. وأكدت البيان أن الجماعة للمرة الألف تؤكد أنها ضد العنف والإرهاب أيا كان مصدره، وأنها مع الحق والعدل والحرية بطريقة سلمية، وأنها ملتزمون بالديمقراطية وسيادة الشعب، ويحترمون إرادته، وأنها وجدت لخدمته في كافة المجالات، وهذا ما دفع الشعب لانتخابهم في كل الانتخابات الحرة، ابتداء من اتحادات الطلاب حتى رئاسة الجمهورية، مرورا بالنقابات ونوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات والبرلمان بغرفتيه، ولا يمكن لشعب مصر بكل طوائفه أن ينتخب إرهابيين. وأوضحت الجماعة في بيانها أن دعوة الإخوان تقوم على الإسلام الوسطي الذي يجرم المساس بالحياة الإنسانية، والذي يرفض الإكراه حتى على الدين، الذي يحض على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وفعل الخير للناس، والتحلي بمكارم الأخلاق، ونشر الحب والسلام بين الناس، وتعمير البلاد، ومقاومة الفساد والاعتداء على الإنسان والمال العام. وأشارت إلى أنه من الواضح أن الانقلابيين يريدون إرهاب الإخوان ومن ورائهم الشعب المصري الحر بهذا القرار الأخير، حتى يخضعوا لسلطتهم المغتصبة، ويتركوهم يجمعون بين السلطة والثروة ويعيثون في الأرض فسادا، فليعلموا أن شعب مصر وخصوصا الجيل الجديد لن ترهبه هذه القرارات أو الأحكام الظالمة أو المجازر؛ لأنه رأى ما حاق بمصر نتيجة حكم العسكر طيلة ستين عاما، وليس على استعداد لتركها لتغرق تماما تحت حكم العسكر الجدد، إضافة إلى أنه لن يفرط في حريته وكرامته وسيادته، ولن يعيش عبدا بعد الآن، وإنما سيعيش سيدا حرا كريما في وطنه، كما خلقه الله وأمره أن يكون، وأنه سيدفع ثمن ذلك كله مهما كان هذا الثمن. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون﴾ ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون﴾.