أثار إعلان “المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية” عن رفضه لتصريحات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، والتي زعم فيها أن حكومة الوفاق في ليبيا “ليست لها إرادة حرة وأسيرة للمليشيات الإرهابية”، العديد من التساؤلات حول توقيت التهديد الانقلابي للشرعية الليبية، ومدى إمكانية المنقلب أن يفعل أكثر مما فعله في دعم حفتر. تهديدات بلا قيمة وقال المجلس، في بيان له، إن “حكومة الوفاق تؤكد شرعيتها ومشروعيتها في أداء عملها واستقلالية قراراتها وبسط سلطتها على كافة المؤسسات، مذكرة “الجميع بالملحمة الوطنية التي قادتها ضد تنظيم داعش في مدينة سرت والقضاء عليه في زمن قياسي”. وأضاف البيان أن “حكومة الوفاق إذ تتفهم حق الدولة المصرية في تحقيق أمنها القومي، فإنها لا تقبل بأي تهديد يمس السيادة الوطنية الليبية، وتأمل أن يكون لمصر دور جوهري يحظى بثقة الجميع في إطار دعم الاستقرار والسلم الأهلي في ليبيا، بدلا من دعم تشكيلات مسلحة خارجة عن الشرعية المعترف بها دوليًّا يقودها مجرم حرب قام بالاعتداء على العاصمة رمز وحدة ليبيا واستقرارها”. ودعت الحكومة الليبية “السلطات المصرية إلى مراجعة موقفها من الأزمة الليبية، ولعب دور إيجابي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ويسعى لتطويرها واستمرارها. رعب السيسي بيان المجلس الرئاسي الليبي جاء ردًّا على تصريحات السيسي في مسرحية “مؤتمر الشباب”، والتي قال فيها إن “مصر قادرة على التدخل عسكريًّا في ليبيا، وإن مصر أحجمت عن التدخل عسكريًّا في ليبيا؛ لأن الشعب الليبي لن ينسى لها ذلك التدخل”، مضيفا أن “السيسي زعم أن حكومة الوفاق ليست لها إرادة حرة وأسيرة للمليشيات الإرهابية”. يأتي هذا بالتزامن مع وجود تحركات تركية لتنفيذ الاتفاق مع حكومة الوفاق الليبية، حيث حطَّت طائرة مسيرة مسلحة تركيا، اليوم الاثنين، في شمال قبرص، حيث ستتمركز في أجواء من التوتر الشديد بين تركيا ودول أخرى في شرق المتوسط بشأن احتياطيات الغاز، وتعد الطائرة المسيرة من نوع “بيرقدار تي بي2″، وحطت في مطار “غجيت قلعة” في منطقة فاماغوستا بشرق الجزيرة المقسومة، وهي أول طائرة مسيرة تحط في هذا المطار منذ موافقة السلطات القبرصية التركية على نشر هذا النوع من الطائرات في شمال الجزيرة. كما تأتي تصريحات السيسي في الوقت الذي تحقق فيه قوات حكومة الوفاق تقدمًا ضد مليشيات الانقلابي خليفة حفتر، حيث استولت قوات حكومة الوفاق الليبية على ناقلة جنود تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمحور الكازيرما جنوب العاصمة طرابلس، ونشرت عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق، صورا للناقلة وأفادت بهروب العناصر الذين كانوا على متنها. وتأتي أيضا بالتزامن مع إعلان مدينة مصراتة “النفير”، وتسخير كافة إمكانياتها لدعم الحكومة الليبية في التصدي لهجوم قوات الانقلابي خليفة حفتر على طرابلس، وأعلنت قيادات مدينة مصراتة المدنية والعسكرية في بيان مصور “النفير الحاسم لاستئصال الطغيان والاستبداد”، وقالت إنها “تضع كل إمكانياتها وثقلها تحت تصرف الدولة من أجل معركة الحسم”. ودعت مكونات مدينة مصراتة المجلس الرئاسي إلى استغلال كل الفرص والإمكانيات وتسخير كافة قطاعات الدولة من أجل المعركة، كما دعا البيان أيضا “كل المدن الليبية إلى تسجيل موقفها في معركة الوطن ضد قوى البغي والعدوان”.