من بوابة تقليل موازنة الدفاع وتحقيق الاكتفاء الذاتي للجيش، خطَّ قادةُ المؤسسة العسكرية بسلطة الانقلاب طريقهم للانخراط في الأنشطة الاقتصادية، فيما كان يجري في المقابل تعويض كبار الضباط المتقاعدين بفرص الحصول على دخل ومزايا إضافية من بوابات ندبهم إلى الوزارات والمؤسسات الحكومية، أو منحهم امتيازات خاصة بين منافسيهم في سوق العمل. هذا الميزان شديد الحساسية لجهة كبار الضباط بات أحد أخطر الأسباب الموجبة للإخلال بميزان الاقتصاد المصري، مدفوعًا برغبة النظام في تثبيت أركانه على أساس المصلحة وضمان ولاء جميع القوى في بنيته. هؤلاء هم أولياء جمهورية الضباط بحسب وصف الدراسة الأخيرة لمعهد كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط، لتؤكد أن السيسي يفتش عن مشروعات ضخمة من أجل أغراض سياسية استعراضية، وصنع هالة إعلامية لشخصه، فيما تمثل في المقابل مصدر دخلٍ ثابت لضباط المؤسسة العسكرية. تبدأ حكومة الانقلاب في إجراءات نقل موظفي دواوينها الرئيسية إلى ما يعرف بالحي الحكومي في العاصمة الإدارية الجديدة، مطلع مارس المقبل، وفق ما صرح به المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، مؤكدا أن الموظفين سيتم نقلهم تدريجيًّا إلى الحي الحكومي الجديد. تصريحات نائب وزير الإسكان تأتي بعد يومين من اجتماع السيسي برئيس الحكومة، في حضور وزير التخطيط والإصلاح الإداري ورئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة؛ لاستعراض الخطة التنفيذية لعملية انتقال الوزارات والمؤسسات الحكومية، والذي شهد الحديث عن آلية انتقاء الموظفين لهذا الانتقال، ما يجدد التساؤل عن معايير هذا الاختيار التي اعتبرها مسئولون- في تصريحات سابقة- أحد مظاهر برامج الإصلاح الإداري التي تستهدف تهميش الفئات غير النشطة من الموظفين، وإبقائهم بالمقار الحكومية القديمة، فيما أعلنت شركة العاصمة الإدارية الجديدة عن سعيها لطرح 6 آلاف فدان للبيع حتى يونيو 2020، في إطار سياستها المعلنة لتنفيذ مشروعات المدينة من حصيلة بيع الأراضي. من هم "أولياء الجمهورية" في مصر؟ من هم "أولياء الجمهورية" في مصر؟ #قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Monday, December 9, 2019 قناة “مكملين” ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، دولة الضباط وتداعيات هيمنتها على بنية الاقتصاد المصري، والانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وسط جيش يدير ما يشبه منطقته الخضراء. الدكتور أحمد ذكر الله، أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم الدراسات الاقتصادية بأكاديمية العلاقات الدولية، يرى أن تصريحات اللواء كامل الوزير، وزير النقل بحكومة الانقلاب، حول تمويل العاصمة الإدارية الجديدة من حصيلة بيع الأراضي وليس من الموازنة العامة للدولة، يعد نوعا من أنواع التدليس، فلا يوجد أموال خارج الموازنة العامة، فالأصل أن كل الأموال ملك للشعب، وأي عائد من بيع الأراضي أو خلافه يجب أن يدخل الموازنة العامة ثم يُنفق على المشروعات. وأضاف “ذكر الله” أن السيسي اقترض 1.2 مليار دولار من الصين لتنفيذ مشروع قطار المونوريل، وقبله 3 مليارات دولار لإنشاء المنطقة الحكومية المركزية في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وهذه القروض سيتم سدادها من الموازنة العامة للدولة. وأوضح “ذكر الله” أن الإدارات الحكومية تنقسم إلى جزأين رئيسيين: الأول ما يتعلق بديوان عام الوزارات وهو الذي سيتم نقله الآن، والثاني الإدارات الفرعية لكل الوزارات والمديريات العامة في المحافظات، ثم المديريات الفرعية في المدن، مؤكدا أن هذا يعتبر المدخل الخلفي لتقليل عدد الموظفين بالجهاز الإداري طبقًا لخطة صندوق النقد الدولي. وأشار “ذكر الله” إلى أن عدد موظفي الجهاز الإداري يبلغ 5.5 مليون موظف، وتستهدف حكومة الانقلاب تسريح ما يقرب من 3 ملايين موظف من خلال فتح الأبواب الخلفية للموظفين للخروج، كالمعاش المبكر والمكافآت، أو الحصول على قروض ميسرة، أو المشروعات التي تعد للبيع من مشروعات القطاع العام تحت شعار الطرح الحكومي، ويتم تسريح العاملين بعد أن يحصلوا على مكافأة نهاية الخدمة، وتخسر مصر خبرات هذه الشريحة الكبيرة. بدوره رأى الناشط السياسي، محمد كمال، أن أي نظام سياسي يستقي شرعيته من شرعيتين: التأسيس والإنجاز، ونظام السيسي فاقد لشرعية التأسيس، فاتجه إلى شرعية الإنجاز عبر مشروعات وهمية، وهو ما أكده السيسي نفسه في تصريحه حول مشروع تفريعة قناة السويس، وأنه كان بهدف رفع الروح المعنوية للشعب. وأضاف كمال أن العاصمة الإدارية الجديدة ليست لها جدوى اقتصادية، فلدينا مدينة السادات التي أُنشئت قبل ذلك لهذا الغرض، وأيضا هناك مدينة 6 أكتوبر، والمدينتان تصلحان كعاصمة جديدة، لكن السيسي تعلّم من درس ثورة 25 يناير، ويريد حصر الأجهزة السيادية للدولة ومساعديه ومعاونيه في منطقة لا تصل إليها يد الشعب. محمد كمال: السيسي فاقد لشرعية التأسيس فاتجه مباشرة إلى شرعية الإنجاز الوهمي الناشط السياسي محمد كمال: السيسي فاقد لشرعية التأسيس فاتجه مباشرة إلى شرعية الإنجاز الوهمي بالانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة #قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Monday, December 9, 2019