أكدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في تقرير لها أنها رصدت عدة شهادات تفيد بأن المعتقلين فى سجون مصر ومن بينهم أطفال ومراهقون يتعرضون للضرب بوحشية واعتداءات جنسية وصعق بالصدمات الكهربائية فيما تمر هذه الجرائم دون عقاب. وقالت «بي بي سي»، فى التقرير الذى أعدته مراسلتها بالقاهرة أورلا جورين إن التعذيب أصبح «منهجيًا» في مراكز الشرطة والسجون في مصر. وأشار التقرير أن العديد من أولئك الذين خرجوا من الاحتجاز خائفون جدًا من الإفصاح عما جرى لهم، إلا أن كاتبة التقرير تمكنت من الوصول إلى معتقلين آخرين قدموا شهادات مفصلة وذات مصداقية حول ما تعرضوا له من انتهاكات شديدة. ورغم أن التقرير يقر بأنه لا يمكن التحقق من هذه الشهادات بشكل مستقل إلا أنه يعترف بأن هذه الشهادات تتفق تماما مع تقارير لمنظمات حقوقية تؤكد تفشى المعاملة الوحشية والتعذيب فى أماكن الاحتجاز. ويكشف التقرير أن أعداد المعتقلين منذ الانقلاب على مرسى فى 3 يوليو الماضى يبلغ 20 ألف معتقل، وأن العدد آخذ فى الازدياد، مشددا على أنه رغم نفى الحكومة المصرية إلا أن هناك شهادات خطيرة توثق انتشار التعذيب الشديد بمراكز الشرطة والسجون. ونقل التقرير عن أحمد عبدالفتاح، 15 عاما، تعرضه للصعق بالكهرباء عدة مرات في أماكن حساسة، والعمود الفقري، والذراع، وقال: «عندما كانوا يصعقونني كنت أسقط مغشيًا عليّ، ولا أستطيع الوقوف، وكانوا يضربونني أيضًا، وفي بعض الأحيان يرشون عليّ الماء لزيادة قوة الصعق". ويضيف«عبدالفتاح» أن السلطات اعتقلته في، 24 يناير الماضي، عندما كان يصور بهاتفه إحدى مسيرات جماعة الإخوان المسلمين، على مقربة من منزله بمحافظة الشرقية. كما ينقل التقريرعن ياسين محمد، 19 عامًا، أحد النشطاء الداعين للديمقراطية، الذي احتجزته السلطات لمدة 24 يومًا، شهادته: «قوات الأمن أوصلت الأسلاك الكهربائية بجسدي، بعد نزع ملابسي، وكنت أصرخ عاليًا»، مضيفًا أن «الكثيرين غيره تعرضوا للصعق بالكهرباء، والضرب، وأيضا الاعتداء الجنسي" ويوثق التقرير شهادة إحدى الطالبات" آيات حمادة" التى تبلغ من العمر 19 عاما، بأنها «تم تهديدى بالاغتصاب، ثم تعرضت للاعتداء الجنسي، أثناء اعتقالى»، وهو ما وصفه التقرير بأنه «اعتراف نادر من امرأة في هذا المجتمع المحافظ" وينقل التقرير عن نيكولاس بياتشود من منظمة العفو الدولية، تأسفه لما يجرى فى مضر فى ظل حكومة الانقلاب: «السلطات في مصر لا تأخذ على محمل الجد أنباء التعذيب، ومعظم هذه الجرائم تمر دون عقاب"!..