ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن تصحيح علاقة الحكومة مع بدو سيناء الذين عانوا طويلا من التهميش والقمع هو الاختبار الحقيقى الحاسم للحكومة المنتخبة حديثاً والرئيس د.محمد مرسى بعد تفاقم الأوضاع الأمنية بالمنطقة والتى أسفرت عن وقوع الهجوم الإرهابى على نقطة أمنية فى رفح شمال سيناء والذى راح ضحيته 16 ضابطا وجنديا، فضلا عن إصابة 7 آخرين. وأضافت أن الرئيس محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر يواجه تحديات ضخمة بدءا من المعارضة "المتضخمة" إلى شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنياً وسياسيا, لافتة إلى أن مرسى تسلم البلاد القائمة على بيروقراطية فاسدة فى معظم أجهزتها واقتصاد منهار, بالإضافة إلى المجلس العسكرى الذى أثبت حتى الآن أنه غير مستعد للتخلى عن السلطة بشكل كامل. وأشارت المجلة إلى الحملة الأمنية لتعقب مرتكبى هجوم الأحد حيث انتشرت وحدات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء جنبا إلى جنب مع الطائرات الحربية للبحث عن منفذى الهجوم الإرهابى بعد توجيهات الرئيس مرسى الذى تعهد بالقصاص لدماء الشهداء. ولفتت "تايم" إلى الغياب الأمنى الذى عانت منه شبه جزيرة سيناء طوال السنوات الماضية حيث يغيب القانون عن حدود مصر الشرقية مضيفة أن رجال القبائل البدوية المسلحة أكثر فعالية من قوات الشرطة فى هذه المنطقة على حد وصف المجلة لافتة إلى أن أهالى سيناء تلقوا وعودا دائمة بتغيير هذا الوضع خلال السنوات الأخيرة إلا أن السلطات المصرية لم تنجز هذه الوعود حتى الآن. وأضافت تايم نقلا عن أحمد أبودرع صحفى محلى من العريش الذى انتقل إلى مكان الحادث فور وقوعه قوله "الحادث يمثل أجرأ اعتداء على القوات المصرية فى سيناء منذ حرب 1973 بين مصر وإسرائيل" مضيفا أن "التوقيت الذى وقع فيه الحادث يزيد من جسامته حيث تم وقت إفطار الجنود فى شهر رمضان". وتابعت المجلة أن هذا الحادث لا يعنى أن العنف لم يكن متوقفا بسيناء ولكن كانت هناك "علامات تحذيرية"، خاصة مع انخفاض قوات الأمن خلال ال 18 شهر الماضية منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بعد 30 عام من النظام الاستبدادى.