«الأسوأ منذ ثلاثة عقود».. بهذه العبارة وصفت الصحف الأمريكية أمس الهجوم الذى شنه مسلحون مجهولون على نقطة للقوات المصرية جنوب معبر رفح فى شبه جزيرة سيناء مساء أمس الأول؛ ما أودى بحياة 16 جنديا مصريا. فبحسب، «نيويورك تايمز» يعد هذا الهجوم جزءا من عمليات القتل والعنف المتصاعد فى المنطقة المهملة من قبل الحكومة «أمنيا»، مضيفة أن هذا الهجوم هو أول أزمة أمنية حقيقية تواجه الرئيس محمد مرسى منذ توليه رئاسة الجمهورية فى الثلاثين من يونيو الماضى.
ورأت أن الحادث «زاد من حدة التوتر فى العلاقات بين كل من القاهرة وتل أبيب». وهو الأمر الذى ركزت عليه أيضا مجلة «تايم»، بقولها إن هجوم سيناء يزيد من مخاوف الاسرائيليين من عدم قدرة الحكومة المصرية على إعادة سيطرتها على شبه جزيرة سيناء التى تعانى من غياب أمنى.
وقالت إن المنطقة الحدودية كانت هادئة طيلة ثلاثة عقوم منذ ابرام اتفاقية السلام بين الجانبين المصرى والإسرائيلى عام 1979، إلا أنه منذ الاطاحة بالرئيس حسنى مبارك فى ثورة 25 يناير، اصبحت الفوضى سائدة فى سيناء، مضيفة أن المسلحين استغلوا تدهور الأمن وشنوا ثلاث هجمات على الجانب الإسرائيلى.
وذكرت وكالة «أسوشيتدبرس» أن مقتل 16 جنديا هو الخسارة الأكبر فى تاريخ القوات المصرية الحدودية، والتى أصبحت فى ظل الغياب الأمنى صيدا للعناصر المسلحة التى يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة.
أما صحيفة «واشنطن بوست» فقالت إن الهجوم كان مخططا له على جزءين، أحدهما داخل الحدود المصرية، حيث قامت العناصر المسلحة بذبح جنود مصريين أثناء تناولهم وجبة الإفطار، واستولوا على مدرعتين، أما الجزء الأخير من المخطط فهو محاولة الدخول إلى الجانب الإسرائيلى من الحدود، وهو ما أحبطه الجيش الإسرائيلى، خاتمة بأن «الفوضى الأمنية فى سيناء تشكل تهديدا صريحا للتعايش المضطرب بين مصر وإسرائيل».