انتشرت على شبكة الإنترنت فى الفترة الأخيرة صور تعبر عن إبادة جماعية للمسلمين فى بورما دون أن نسمع أو نشاهد أى رد فعل عربى أو إسلامى أو دولى نحو ما يجرى هناك. ميانمار أو بورما هى من الدول التى يجهل الناس عنها تقريبا كل شىء، ولا تظهر فى الأخبار إلا مع الكوارث، وهى محكومة بمجموعة من الجنرالات منذ ما يقرب من ثلاثين سنة، ومن أكثر دول العالم فقرا، وهى متعددة الإثنيات، وتوجد بها قومية صغيرة مسلمة، أصلها من بنجلاديش اسمها "الروهينجا" يسكنون فى الشمال فى منطقة تسمى "أراكان"، ويزعم القائمون على بورما أن الروهينجا نازحون من بنجلاديش، ويبلغ عددهم حوالى 800 ألف مسلم، وتعتبرهم الأممالمتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد فى العالم. ويقال: إن سبب الأزمة الأخيرة أنه فى بداية شهر (حزيران) يونيو 2012، أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة فى أراكان، فغضب البوذيون كثيرا بسبب هذا الإعلان؛ لأنهم يدركون أنه سيؤثر فى حجم انتشار الإسلام فى المنطقة، فهاجموا حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا عائدين من أداء العمرة، ثم ربطوا العلماء العشر من أيديهم وأرجلهم وانهال عليهم 450 بوذيا ضربا بالعصى حتى استشهدوا. ولكى يجد البوذيون تبريرا، قالوا: إنهم فعلوا ذلك انتقاما لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية وقتلها، وكان موقف الحكومة مخزيا للغاية، فقد قررت القبض على 4 مسلمين بحجة الاشتباه فى تورطهم فى قضية الفتاة، وتركت القتلة ال450 بغير عقاب!!. وفى يوم الجمعة 3 يونيو 2012 أحاط الجيش بالمساجد ومنعوا المسلمين من الخروج دفعة واحدة، وأثناء خروج المسلمين من الصلاة ألقى البوذيون الحجارة عليهم واندلعت اشتباكات قوية، ففرض الجيش حظر التجول، وشدده على المسلمين فيما ترك البوذيون يعيثون فى الأرض فسادا، ويتجول البوذيون فى الأحياء المسلمة بالسيوف والعصى والسكاكين ويحرقون المنازل ويقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن، وبدأ العديد من مسلمى أراكان فى الهروب ليلا عبر الخليج البنغالى إلى الدول المجاورة، ويموت الكثير منهم فى عرض البحر. وسط التعتيم الإعلامى الشديد على قضية بورما، راح ضحية الإبادة أكثر من 2000 مسلم وتم تشريد ما يزيد عن 90000 منهم، ودعا رئيس ميانمار السفاح إلى تجميع الأقلية المسلمة فى معسكرات لاجئين، لحين طردهم خارج البلاد!!. ويجب علينا نحن العرب والمسلمين والأحرار فى كل مكان فى العالم ما يلى: 1- أن يقوم المسلمون وأحرار العالم بمحاصرة كل سفارات بورما فى أنحاء العالم، والضغط عليها حتى يتوقف نزيف الدم. 2- أن تقوم الدول الإسلامية والعربية بطرد سفراء بورما لديهم وسحب سفرائهم من هناك، وقطع العلاقات تماما حتى يكفوا أيديهم عن المسلمين. 3- أن يُظهر المسلمون وشرفاء الإنسانية غضبهم فى كل مكان احتجاجا على هذه الإجرام والإبادة الوحشية. 4- أن تضع منظمة التعاون الإسلامى حلولا عملية ناجزة فى مؤتمرها القريب القادم فى أواخر شهر رمضان الجارى، لإنهاء هذه المأساة، بما يحقق ردع المعتدين وكف أيديهم. 5- أن جزءا كبيرا من الدعم الحقيقى لقضيتهم يكون بالاستثمار فى تلك المنطقة من قبل دول غنية إسلامية واشتراط تحسين أوضاعهم المعيشية والسياسية على حكومة بورما، نسأل الله تعالى أن يكشف كربهم، وينفس همهم، ويحقن دماءهم، ويهلك أعداءهم. ----------------- رئيس مركز بناء للبحوث والدراسات