يعيش مسلموا ولاية آراكان الواقعة في غرب بورما أوضاعا مأساوية ، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين في بورما, فقبل عدة أيام قتل عشرة من دعاة بورما المسلمين لدى عودتهم من العمرة على يد مجموعات بوذية, قامت بضربهم حتى الموت وذلك بعدما اتهمتهم الغوغاء ظلما بالوقوف وراء مقتل شابة بوذية. ومنذ ذلك الحين تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان, تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة "مونغاناو" في شمال الولاية، إضافة لمدينة "سيتوي" عاصمة ولاية آراكان. و تقع أركان داخل منطقة بورما في جنوب شرق آسيا بعد أن ضم إليها قهراً ، تحدها من الشمال والشمال الشرقي والغربي : الصين والهند وبنغلاديش وخليج البنغال ، ومن الجنوب والجنوب الشرقي والغربي : لاوس وتايلند وبحر الهند . والجدير بالذكر ان أراكان دولة مسلمة منذ القرن السابع الميلادى ، لكن إحتلتها دولة بورما سنة 1748م .. بورما دولة ذات أغلبية بوذية, ومنذ ذلك الحين و سكانها المسلمين بيتعرضون لأشد أنواع التعذيب من قبل سكان بورما البوذيين وفى سنة 1942 حصلت مذبحة كبرى ضد مسلمى أراكان استشهد فيها اكثر من مائة ألف مسلم .كما تعرضوا بعدها للتهجير من أراضيهم بين عامى 1962 و 1991 ، تم تهجير حوالى 1.5 مليون مسلم إلى بنجلاديش . فى الإنتخابات حصلت ولاية أراكان على 46 مقعداً فى البرلمان ، أعطى منها 43 مقعداً للبوذيين و 3 مقاعد للمسلمين . فى بداية شهر يونيو من هذا العام ، أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة فى أراكان مما ادى إلى غضب البوذيون كثيرا بسبب هذا الإعلان لأنهم يدركون أنه سيؤثر فى حجم إنتشار الإسلام فى المنطقة فخططوا لإحداث الفوضى . وبعدها قام البوذيون بمهاجمه حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا عائدين من أداء العمرة ، شارك فى المذبحة أكثر من 450 بوذى وتم ربط العلماء العشر من أيديهم و أرجلهم و إنهال عليهم ال 450 بوذى ضربا بالعصى حتى استشهدوا , ولكى يجد البوذيون تبريرا ، قالوا إنهم فعلوا ذلك إنتقاما لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم بإغتصاب فتاة بوذية و قتلها . ولكن كان موقف الحكومة مخزيا للغاية ، فقد قررت القبض على 4 مسلمين بحجة الإشتباه فى تورطهم فى قضية الفتاة ، و تركت ال 450 قاتل بدون عقاب . وادى ذلك إلى أحاطط الجيش دائما بالمساجد تحسبا لخروج مظاهرات بعد الصلاوات . وفرض الجيش حظر التجول و شدد الحظر التجول على المسلمين من دون البوذيون. يتجول البوذيون فى الأحياء المسلمة بالسيوف و العصى و السكاكين و يحرقون المنازل و يقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن . وبدأ العديد من مسلمى أراكان فى الهروب ليلا عبر الخليج البنغالى إلى الدول المجاورة ، و يموت الكثير منهم فى عرض البحر . وسط التعتيم الإعلامى الشديد ، هناك أكثر من 10 مليون مسلم فى أركان يتعرضون لعملية إبادة ممنهجة و تُغتصب نساؤهم و يُقتل أطفالهم .