شهدت بعض البلدات فى عكار شمال لبنان سقوط عدة قذائف فجرا من الجانب السورى، خاصة على المنطقة الواقعة بين بلدتى البيرة وخربة داوود فى عكار وتبعد حوالى 5 كيلو مترات عن الحدود السورية، مما اضطر بعض الأهالى إلى النزوح داخليا خشية تعرضهم لهذه القذائف، إلا أنهم عادوا إلى منازلهم صباحا بعد الهدوء الحذر الذى يخيم على المنطقة بالكامل. وأوضح رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط ورئيس بلدية خربة داوود محمود عبدالمجيد أن بعض المنازل تضررت جراء سقوط القذائف عليها وأصيب اثنان منالمواطنين بجروح خفيفة تم تقديم العلاج لهما. ولفت إلى أنها المرة الأولى التى تبلغ القذائف السورية هذا المدى البعيد نسبيا عن الحدود، وهذا أمر بالغ الخطورة وعلى الدولة اللبنانية تحمل مسئولياتها إزاء المخاطر الكبيرة التى تنجم عن مثل هذه الانتهاكات. ومن ناحية أخرى، اعتبر مصدر أمنى لبنانى لصحيفة (الأخبار) اللبنانية أن التعزيزات العسكرية السورية خلال الساعات الماضية على طول خط الحدود مع لبنان تعتبر الأكثر نوعية. وشملت نشر بطاريات صواريخ أرض - جو جديدة قرب الحدود مع لبنان فى مناطق سهل كفر يابوس ومشارف الطفيل اللبنانية، إضافة إلى بطاريات مدفعية ثقيلة استخدمت منذ أيام فى قصف الزبدانى ومضايا، وقد سمع دويها بوضوح فى القرى اللبنانية المتاخمة، وكذلك نقاط العبور الرسمية نحو لبنان كمعبر جديدة يابوس وجوسيه قرب القاع. وقال المصدر إن الجيش السورى ينفذ ليلا انتشارا عسكريا واسعا على طول الحدود ورفع سواتر ودشما جديدة على طول خط الحدود مع عرسال وشرق مشاريع القاع، وبدأ إزالة الأشجار التى تعرقل رؤية الأراضى اللبنانية المتاخمة. وأوضح المصدر أن الجيش اللبنانى عزز مواقعه فى المنطقة وأقام مراكز مراقبة جديدة، فيما تحدث مواطنون لبنانيون عن صعوبة فى التنقل ليلا داخل بساتين مشاريع القاع وحقولها الزراعية بسبب الرصاص السورى، بينما حركة العبور غير المشروعة من القرى والمزارع السورية المتاخمة لمشاريع القاع تراجعت إلى حدود الصفر منذ عدة أيام.