أكتب إليك وأنا أعرف وأقدر قيمة الكتابة لمظلوم، سلب منه حق، أو اتهم بالباطل دون حق. أكتب إليك وأنا أرى ملامح اليأس التى قد تسربت إلى قلبك، وبدت ملامحها على وجهك. أكتب إليك وأنا أراك محاصرا بأحزانك الكثيرة، وهمومك الثقيلة لأنك ظلمت. أكتب إليك وقد لا تقرأ ما أكتب، فربما تكون قابعا خلف أبواب زنزانتك التى أوضعت فيها بلا ذنب ولا جريرة. أكتب إليك لأننى على يقين أن كلماتى ستصل إلى قلبك، وإن لم تقرأها عيناك. أكتب إليك لأن هذا واجب، وشرف، وهل هناك أشرف من الكتابة بحثا عن العدل، وانتصارا للحق. أكتب إليك أيها المناضل الحق، يا من قررت أن تصدع بكلمة الحق، وترفع راية التغيير فى وطنك، ثم فوجئت بجحافل الأمن تقتحم بيتك ومكتبك لتعتقلك والتهمة "مواطن حر" و"مواطن شريف". أكتب إليك يا أخى فى الإمارات، يا من لست أعرفك ولم ألتقيك من قبل، وقد نالتك يد الظلم من أجهزة الأمن فى بلد كنت أعتقد أنه بلد آمن ولكن للأسف تحول إلى بلد "أمن" تحكمه قوات أمن الدولة التى تدربت على يد أمن الدولة فى مصر وسوريا!!! أكتب إليك أخى المعتقل وأنت الذى لم تتوقع يوما ما أن يحدث هذا فى بلدك لأنك لم تقدم لبلدك ولقيادات وطنك سوى الخير والمحبة والولاء.. ولكن البعض فى أجهزة الأمن يريدونك راكعا من دون الله.. معاذ الله. أكتب إليك لأقول لك أنت كبير وعظيم، وإن كنت خلف القضبان. أنت أكبر من سجانيك، وممن يساومونك على العيش بهوية الوطن منحنيا، وبين البقاء فى أقبية السجون واقفا شامخا لا تنحنى إلا لله. اثبت على ما أنت عليه، فو الله إن الحق منتصر، والباطل إلى زوال... ولقد قص علينا القرآن من قصص الطغاة، ومن حكايات الفاسدين والمجرمين "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ".. اصبر، فالوقت لصالحك، وهو ضد الظالمين، كل دقيقة تمر ترفع من قدرك، وتخفض من قيمتهم. كل دقيقة تحتسبها فى سجنك، بينما تمر الثوانى على الظالمين كأنها الدهر.