الأقصر من أكبر محافظات مصر السياحية وهي ترمومتر السياحة، تضم أكثر من ثلث آثار العالم، وتعد السياحة هي المصدر الرئيسي للدخل لمعظم أبنائها. ونقابة المرشدين السياحين بالأقصر تعد أكبر نقابة للمرشدين السياحيين على مستوي الجمهورية حيث إنها تضم حوالي 4000 مرشد سياحي. يقول وائل محمد إبراهيم، نقيب المرشدين السياحيين: "هناك مجموعة كبيرة من المرشدين كانت تشعر بالخوف من التيار الإسلامي، وأعلنت وقوفها ضده في الانتخابات إلا أن النقابة بالأقصر أعلنت حيادها بل وأعلن مجموعة من المرشدين تأييدهم للدكتور محمد مرسي". وأضاف إبراهيم أن فوز مرسي بالرئاسة هو أمن وأمان لمصر؛ لأنه يجد قبولا عالميا شديدًا، ويتمتع بثقل سياحي عالي والرئيس الوحيد الذي تسال عنه أمريكا والدول الأوروبية وليس هو من يسأل عنها وهذا ما يجذب السياح في المستقبل. وأكد ضرورة تغيير الكوادر السياحية في مصر ووضع قوانين منظمة للسياحة، وانتقد المضاربة بالسياحة في مصر من قبل الشركات السياحية واعتبرها أساس تخلف السياحة في مصر. وطالب إبراهيم بضرورة إنشاء ميثاق شرف سياحي لشركات السياحة التي تتنافس بطريقة غير شرعية وضرورة جدولة وتنظيم المنظر السياحي في البلد. وانتقد وزارة السياحة التي تستخرج تصاريح ترجمة للأجانب والتي تضر بالمرشدين، في الوقت الذي من المفترض أن تحمي فيه المرشد. ويقول محمد صادق، مرشد ألماني،: "إن مصر غنية بالطبيعة والمعالم الأثرية وهي مقصد للسائح"، ويوضح أن الرئيس تم انتخابه في الصيف والصيف ليس موسما سياحيا ولكن بمجرد عقد مقارنة بين العام الماضي وهذا العام نجد تزايدًا ملحوظًا في تدفق السياح. وأضاف صادق، أن المنظومة بالكامل بحاجة إلى تغيير، لاسيما الإعلام الذي يضخم كثيرًا من الأحداث، موضحا رؤية وقوف مجموعة من شباب الحرية والعدالة أمام المتحف المصري وتوزيعهم هدايا علي السياح بمثابة رسالة طمأنة للسياحة. وأشار إلى أن هناك قرارًا من رئيس الجمهورية بدخول السائح إلي مصر فترة الصيف مجانا وطبق هذا القرار على الجنسية الروسية وتمنى تطبيقه على باقي الجنسيات لفترة محدودة وذلك لدعم السياحة في مصر هذه الفترة. وتقول نجوي محمد علي، رئيس جمعية المرشدين السياحيين: "إنني متفائلة لأن الرئيس محمد مرسي وعد بأن السياحة ستعود"، وأضافت، أن وقف الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات يكون له دور في عودة السياحة لأنها ستعطي صورة للسائح بأن مصر بلد أمان ولابد من استقلال المرشدين السياحيين عن وزارة السياحة وعمل سعر موحد للشركات وعدم التضارب في الأسعار، كما لابد من تعزيز دور النقابات في تثقيف المرشين السياحيين حتى يعرفوا تاريخ بلادهم والجديد من المكتشفات الأثرية مما يجعل السائح يحترمهم أكثر ويفهم أكثر عن بلادنا. بينما يقول مصطفى وزيري، مرشد إيطالي: "إن الغرب لديه" فوبيا من الإسلام "وهم يعتقدون أنهم متطرفون، وعلى حزب الحرية والعدالة دور هام في تغيير الصورة الذهنية لدى السائح الأجنبي وتغيير صورته الذهنية عن الإسلاميين وتسويق أفكار الحزب بصورة مبتكرة عبر وسائل إعلامهم وبأساليب حديثة، وعليهم التعلم من تجارب الدول الأخرى مثل التجربة التركية في السياحة. ويقول هيثم جبريل، مرشد انجليزي: "إن ما يحدث في مصر حرب اقتصادية لأن السياحة يعمل بها أكثر من 4 ملايين مصري ولها عائد سريع أسرع من أية تنمية أخرى في أي مجال فلدينا 320 غرفة سياحية لها إمكانيات عديدة والسياحة من الممكن أن تعود أقوى مما كانت عليه عن طريق عقد المؤتمرات خارج مصر وسفر البعثات من قيادات الحرية والعدالة إلى الخارج لطمأنة السائح". ويضيف "كان لفساد وزارة السياحة وتدخل رأس المال فيها دور كبير لما وصلنا إليه الآن. "الكاس واللباس" هما أهم ما يخيف السائح هذه الفترة، فمن فترة قريبة كان لدي مجموعة سياحية تسأل عما إذا كان هناك حرب أهلية في مصر، أيضا كان معي سائح من بريطانيا اسمه "توني" سألني عند نزولنا من الأتوبيس السياحي عما إذا كان على زوجته ارتداء الحجاب وأخبرته بأنه ليس ضروريا، وأن هذا الكلام غير صحيح فالإعلام أقوى سلاح لا بد من استخدامه والاستفادة منه". جدير بالذكر أن الرئيس محمد مرسي وعد أثناء زيارته للأقصر في جولته الانتخابية بأن السياحة التي يعمل بها 14 مليون شخص ستعود إلى ما تستحق، وأن أعداد السائحين بالنسبة لمشروع النهضة سيرفع من 12 مليون سائح إلي 20 مليونًا في المرحلة الأولي، وهي 4 سنوات، ووعد بإعادة هيكلة الخريطة السياحية واستثمار جيد في القطاع السياحي وحسن استغلال الأماكن السياحية لكي تكون جنوبالوادي ومن ضمنها الأقصر من أكبر المناطق السياحية.