لم يكن يتخيل الشاب السكندرى اليافع سيد بلال أن يصبح أحد أيقونات ثورة 25 يناير بعد أن أقدم ضباط أمن الدولة فى عهد المخلوع مبارك على قتله بدم بارد لتطوى صفحة فى حياة بلال وتبدأ صفحة جديدة فى تاريخ مصر الحديث؛ حيث بدأ بعدها طوفان من ثوار مصر التحرك نحو خلاص البلاد من عصابة حكمتهم طوال 30 عامًا ذاق خلالها المصريون شتى أنواع العذاب البدنى والنفسى والمعنوى. تمر اليوم الذكرى الثالثة للشهيد سيد بلال، وهو من مواليد 1981 والذى كان يبلغ من العمر وقتها 30 عاما ، حصل على دبلوم الصنايع ثم التحق بإحدى شركات البترول عام 2006، تزوج وأنجب عبد الله، وبعد وفاته رزق ببلال حيث كانت زوجته حاملا فى شهرها الخامس. حقق رجال جهاز أمن الدولة السابق فى عهد مبارك معه في تفجير كنيسة القديسين بسيدى بشر شرق الإسكندرية وقاموا بتعذيبه حتى الموت بعد استجوابه عقب اقتياده فجرًا من منزله يوم الأربعاء 5 يناير، عاد بعدها بيوم واحد جثه هامدة! خالد شريف -محامي سيد بلال- وهو أيضًا صهره، قال: إن الضابط حسام الشناوي هاتَف سيد بلال صباح الثلاثاء 4 يناير وطلب منه الحضور في المساء من أجل استجوابه في قضية ما، ولما حضر سيد بلال إلى مقر أمن الدولة بشارع الفراعنة بالإسكندرية ذهبوا بمرافقته إلى منزله لتفتيشه، وبعثروا محتوياته، واستولوا على القرص الصلب الخاص به، وفي السابعة من صباح الخميس ورد اتصال من مركز طبى إلى أهل سيد يطلب منهم الحضور لاستلام جثة سيد بلال.. حيث وجدوا بها جروحا ثاقبة في جبهة الرأس وسحجات متعددة بالساعدين الأيمن والأيسر وبالقدمين إضافة لسحجات وزرقان عند الخصر والعانة. وقال شهود عيان وقتها إن مجهوليْن ألقيا بجثة سيد بلال أمام المستشفى ثم لاذوا بالفرار، بعدها حررت أسرة سيد بلال محضر اتهام لجهاز أمن الدولة بتعذيب ابنها حتى الموت أمام النيابة العامة، وأرفقت معه التقرير الطبي. حيث شرعت نيابة الإسكندرية في فتح تحقيق موسع واستدعاء كل الضباط الذين وردت أسماؤهم في المحضر للتحقيق. فيما واصل النظام السابق دناءته وهدد شقيق الشهيد إبراهيم بلال وصهره المحامى خالد يوسف باعتقالهما إذا لم يتنازلا عن اتهام جهاز أمن الدولة . بعد أشهر تمت محاكمة قتلة بلال ضباط أمن الدولة غيابيًا عدا اثنين، وكانت المفاجأة أن حكمت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار مصطفى تيرانة ببراءة المتهم الرئيسى أحمد البرعى ضابط أمن الدولة المنحل، من تهمة قتل سيد بلال! رغم أن المحكمة كانت قد أصدرت فى وقت سابق حكما غيابيا على الضابط المتهم بالسجن المؤبد غيابيا لاتهامه بالاشتراك مع أربعة من زملائه فى قتل وتعذيب سيد بلال داخل مقر أمن الدولة بالإسكندرية على خلفية أحداث تفجير كنيسة القديسين يناير 2011 إلا أنه سلم نفسه لتعيد المحكمة إجراءات محاكمته . وعلى الوتيرة نفسها شهدت محكمة جنايات الإسكندرية براءة كل من المقدم محمد الشيمى والمقدم محمود عبد العليم الضابط بقسم المفرقعات والمقدم أسامة الكنيسى بعد أن تقدموا لإعادة محاكمتهم وقضت المحكمة بالبراءة لكل من الشيمى وعبد العليم والسجن للمقدم أسامة الكنيسى لمدة 15 عاما بتهمة قتل سيد بلال. ثلاثة أعوام مرت على استشهاد مواطن بسيط دون ذنب، ترك خلفه أسرة يتيمة وزوجة ثكلى وأطفالا أيتاما وأما مكلومة تبكى كل يوم فراقه، فيما ما زال قتلة الشهيد أحرارا.. وكله بقوانين الانقلاب وعصابات المخلوع!