"الأهلي لن يتوج ببطولة مونديال الأندية" هكذا أهل حسام البدري المدير الفني للأهلي لاعبيه للسفر لليابان، وكان ينقصه فقط أن يضيف إلى الجملة "سنذهب للتسوق". واعتقد البدري الذي شارك في قيادة الأهلي في مونديال الأندية بالفعل في المرات الثلاثة السابقة وقت عمله مع مانويل جوزيه كمدرب عام لم يكن موفقا في الطريقة التي حاول بها إعداد لاعبيه نفسيا. البدري شبه الأهلي الآن بأهلي 2005 الذي سافر اليابان حاملا طموحات جماهيره في المنافسة على البطولة وعاد بخيبة المركز الأخير، ولكن المدرب الأهلاوي تناسى أن المشاركة الأولى تختلف عن المشاركة الرابعة. فأهلي 2012 يختلف كثيرا عن الفريق في 2005 وأصبح الآن مطالبا بالمنافسة على البطولة، بالنظر إلى عدد من النقاط أحاول سردها .. لا للتمثيل المشرف مشاركة الأهلي في البطولة للمرة الرابعة في تاريخه ليس شرفا في حد ذاته، ولا تعني شيئا من الأساس. هذا فقط لتفويت الفرصة على الأقلام والقنوات الرياضية التي قد تبدأ في القريب العاجل في الحديث عن أشياء من نوعية؛ أنه يكفي رفع علم مصر في اليابان، وأن التاريخ سيذكر أن الأهلي شارك في البطولة أربع مرات. الحقيقة أن التاريخ يذكر فقط المتوجين في مثل هذه البطولات الشرفية، وأكبر دليل على ذلك أن المشاركة في بطولتي 2005 و2008 ممحية تماما من ذاكرة الأهلاوية أنفسهم، ويتبقى فقط برونزية 2006 للافتخار بها. ولو على المشاركة، فأوكلاند سيتي شارك أيضا أربع مرات ولكن لا أحد يتذكر علم نيوزلندا عندما رُفع في اليابان! أحلام إفريقيا لا إنجاز في تكرار الإنجاز .. هذا ما يجب أن يضعه الأهلي في حسبانه عندما يبدأ مشواره في اليابان. التاريخ يتذكر أن الأهلي صاحب إنجاز أول فوز إفريقي في مونديال الأندية وأيضا أول ميدالية إفريقية، ولكن هذا كله تلاشى مع فضية مازيمبي في 2010. فالفريق الأحمر ليس مطالبا الآن ببرونزية جديدة، ولكنه مطالبا بالوصول للنهائي هذا ما يجب أن يدركه اللاعبون. فالفريق الأحمر الآن تحول من ممثل لمصر إلى ممثل لإفريقيا، وعلى هذا الأساس لا تنتظر منه القارة أقل مما حققته من قبل في البطولة. ذكرى طيبة وفاة محمد عبد الوهاب كانت دافعا للفريق للفوز بدوري أبطال إفريقيا وإهداء اللقب إلى روحه، وأيضا المشاركة في المونديال والتتويج بالبرونزية. نفس الدافع تقريبا مع اختلاف المصاب باستشهاد 72 مشجعا أهلاويا في كارثة بورسعيد أهل الأهلي للتتويج بدوري الأبطال لإهدائه لأرواحهم، والآن يتبقى تخليد ذكراهم بمشاركة في المونديال. ويحتاج لاعبو الأهلي تحقيق إنجاز في مونديال الأندية يضاف إلى التتويج بدوري الأبطال حتى يستطيع الأهلاوية فيما بعد تذكر عام 2012 بشئ إيجابي ينسيهم -ولو بقدر بسيط- الحزن على 72 شابا. الاستمتاع والإمتاع
محمود الخطيب نائب رئيس الأهلي قال: هدفنا الفوز باللقب بعد ثلاثة مشاركات جوزيه قبل السفر لمونديال 2006 قال أن الأهلي سيصل للمباراة النهائية وأن الأهلي لم يأت لليابان للاستمتاع فقط، بل للإمتاع أيضا. ما قاله جوزيه عن إمتاع الجماهير بأداء الأهلي كان في بطولة يشارك فيها برشلونة، وهو ما يكاد يكون أقرب إلى الجنون. جوزيه حاول أن يهيأ لاعبيه إلى أن رهبة المشاركة الأولى في 2005 واحتلال المركز الأخير لن تقبله الجماهير في المشاركة الثانية ولذلك كانت السخرية والاستهزاء في استقبال الأهلي بعد احتلال المركز السادس في 2008، فما بالك بالمشاركة الرابعة؟. أبو تريكة الذي سار على نفس نهج مدربه في التصريحات قبل البطولة وقال أن جميع الأسباب التي أدت إلى نتائج 2005 زالت؛ حمل مع زملائه مسؤولية الرد على المشككين في مدربهم الذي كان يتعرض لحملة انتقادات معتادة من الصحافة المصرية قبل البطولة. وهو نفس الدور الذي يجب أن يقدمه اللاعبون تجاه البدري الذي لم يسمع كلمة طيبة منذ تولي الإدارة الفنية للأهلي إلا في مباراة الترجي، والظهور بشكل سئ في المونديال كفيل بنسفها تماما. الأسماء الكبيرة أبو تريكة، وائل جمعة، محمد بركات، عماد متعب، حسام عاشور أسماء ستخوض البطولة الرابعة مع الأهلي في مونديال الأندية، وهي الأكثر مشاركة أيضا بين لاعبي جميع الفرق المشاركة. هؤلاء اللاعبون يشاركون بطموح تخطي إنجاز برونزية 2006 وهو الطموح الذي يجب أن ينقلوه إلى باقي اللاعبين الذين منهم من يشارك للمرة الأولى في البطولة. هذه الأسماء يجب أن تنقل روح مشاركة 2006 لباقي لاعبي الفريق الذين منهم من شارك في بطولة 2008 في الظهور الأسوأ للأهلي في البطولة. خبرة هؤلاء اللاعبين في اللعب مع منتخب مصر في بطولات إفريقيا وفي المناسبات الدولية، ستكون داعما أيضا لباقي اللاعبين في مباريات البطولة التي تطرد المغلوب. كما أن ما ستحققه هذه الأسماء في البطولة، سيتحدد على إثره عناوين صفحات الرياضة المصرية عقب البطولة .. إما "عواجيز الأهلي" أو "الأهلي العالمي"! الهروب من الجحيم أخيرا، البدري نفسه عليه عبئ للهروب من شبح العودة لهتافات "ارحل يا بدري" من جماهير الأهلي. فالمدرب الذي عاد لقيادة الأهلي مع مرحلة المجموعات من دوري الأبطال، لم ترض عنه الجماهير غير في مباراة واحدة فقط من أصل 10. البدري عليه الآن أن يثبت أن نجاحه ليس محل صدفة أو بسبب سوء حالة الترجي في مباراة الإياب في نهائي إفريقيا، وذلك لن يتحقق سوى بالظهور بالشكل الذي يرضي الجماهير في اليابان. وحتى ينسي البدري جماهير الأهلي جوزيه تماما عليه تجاوز ما وصل إليه في 2006. للتواصل مع الكاتب: عبر فيس بوك : http://www.facebook.com/amir.elhalim عبر تويتر : https://twitter.com/#!/AmirAbdElhalim