من الطبيعي أن يلعب الشعراوي لإيطاليا ويتجاهل مصر، لكن من غير الطبيعي أن يهاجمه المصريون على قراره ويتركون من تسبب في ذلك. شاهد ايضا * بالفيديو .. كيف صعد الشعراوي لصدارة هدافي الكالتشيو * هدف الشعراوي في باليرمو اكتشفت من تعليقات أصدقاءنا على شبكات التواصل الاجتماعي انقساما شديدا حول النظرة التي ينظر بها المشجع المصري لستيفان الشعراوي مهاجم ميلان الواعد. فقد انقسم المصريون المتابعون لقصة الشعراوي إلى صفين، أولهما يرى أنه خائن وفضل الانضمام للأتزوري عن منتخب مصر، كما أن هيئته وتسريحة شعره لا تمت لمصر والعرب بصلة، ولذلك لا يستحق المتابعة. بينما يرى البعض الآخر أن علينا الفخر به كونه ينحدر من أصول مصرية ويلعب مع أحد عمالقة الكرة الأوروبية ميلان، وتدور تعليقاتهم في إطار "المصري معروف بجبروته" و"يا ابن مصر يا جامد". وقبل أن أوجه حديثي للطرفين، علي أن أذكر بالأسطورة زين الدين زيدان الذي مر بالظروف نفسها، والذي يتشابه موقفه مع الشعراوي فهو من أب وأم جزائريان، بينما ولد مهاجم ميلان من أب مصري وأم إيطالية. قبل سنوات سرت شائعة بأن زيدان كان باستطاعته أن يختار اللعب للجزائر أو لفرنسا حين كان شابا، ولكنه قرر تمثيل الديوك بعد أن رفضه مدربي الخضر بحجة افتقاده للسرعة في أسلوب لعبه. ورغم أن زيزو نفى هذه الشائعة إلا أن الجماهير العربية ساندته، بالطبع كان لمهاراته العالية نصيبا من هذا الانحياز نحو زيدان، لكن ما جمع القلوب حوله أكثر هو أصوله العربية. أما الشعراوي وقصة انضمامه لمنتخبات مصر من عدمه، فأنني أعلم جيدا أن المسؤولين في مصر لم يحاولوا سوى لمرة أو مرتين التواصل مع اللاعب الذي لا يجيد سوى التحدث باللغة الإيطالية، ولذلك فشل الأمر الذي لم نسع إليه بقوة. ومن الطبيعي أن يختار الشعراوي اللعب للبلد التي نشأ وترعرع فيها وارتدى قمصان منتخباتها على مدار المراحل السنية المختلفة والتي ينافس منتخبها الأول على لقب كأس العالم وبطولات اليورو. والمنطقي أيضا أن يرفض الانضمام لمنتخب لا يجيد التحدث بلغته ولم يسع بشتى الطرق لضمه، ولا تزيد نسب تأهله لكأس العالم عن 30 %.
وزر ضياع فرصة انضمام الشعراوي لمنتخب مصر يقع على عاتق مجالس إدارة اتحاد الكرة والأجهزة الفنية المتعاقبة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، منذ ظهور اللاعب في صفوف شباب جنوه. وعلى الرافض لهذا المبدأ أن يسأل نفسه، إذا كان لاعبا مثل الحارس رمزي صالح ولد في مصر وعاش فيها على سبيل المثال ويحمل الجنسيتين المصرية والفلسطينية وخير بين المنتخبين، بكل تأكيد سيختار الفراعنة. وزر ضياع فرصة انضمام الشعراوي لمنتخب مصر يقع على عاتق مجالس إدارة اتحاد الكرة والأجهزة الفنية المتعاقبة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، منذ ظهور اللاعب في صفوف شباب جنوه. وهناك أكثر من لاعب في طريقه لهذا المصير، مثل ياسين عبد الله لاعب باريس سان جيرمان الشاب وصاحب الجنسيات الثلاثة، المصرية لوالده والجزائرية لأمه والفرنسية لولادته هناك. فقد انضم اللاعب الموهوب للفريق الأول هذا الموسم بعد أن تدرج في فرق الناشئين بالنادي والمنتخبات الفرنسية، وأتمنى أن تبدأ الأجهزة الفنية المصرية في السعي لضمه بعد أن أفصح عن حلمه باللعب للفراعنة، والأمل في بوب برادلي. وهناك أيضا مدافع هوفنهايم الشاب رامي الغندور صاحب الجنسية المصرية الذي يتألق مع منتخب ألمانيا دون 17 عاما في الوضع نفسه، وغيره من اللاعبين الذين يحملون جنسية أخرى إلى جانب المصرية ممن اكتشفهم الموقع الصديق EParena.com على مدار سنوات. .. بالعودة للحديث عن الشعراوي فالمهاجم الذي يتمتع بمهارات عالية قد يصبح خلال عامين أحد نجوم العالم مثل ميسي ورونالدو وفان بيرسي وروني ودروجبا الذين يجدون متابعة مكثفة من وسائل الإعلام. وقد يزداد عدد معجبيه بالملايين حول العالم وتجد الكثيرين يضعون صوره على صفحاتهم الشخصية ويرتدون قمصانه بغض النظر عن أصوله المصرية، مثل أندريه شيفتشينكو الأوكراني على سبيل المثال. فهو يلعب بشكل مستمر مع ميلان أحد أكبر أندية إيطاليا الذي نتابعه عن كثب منذ عشرات السنوات فمن الطبيعي أن نهتم أكثر حين نشتم الرائحة المصرية فيه وحتى لو كان لاعبا لن يفيد منتخبنا. تابعوني على تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy وعلى فيس بوك: www.facebook.com/7elmy7elmy