شعرت بأنني أعود إلى زمن مضى واستعيد طفولتي مع فوز البرتغال على هولندا 2-1 وتأهلها لربع نهائي اليورو، وتذكرت أيام كان أقصى طموحي فيها نطقي فيها اسم "لويس فيجو" بطريقة صحيحة. أداء البرتغال في يورو 2012 فتح الباب لعودة برازيل أوروبا من جديد، بعدما دخلت البطولة مرشحة للخروج من مجموعة الموت إلا أنها تحولت "بسبب اللعب الجماعي". وقد نجحت البرتغال في التحول من الفريق الفاشل الذي ظهر في بداية البطولة إلى مرشحة للتتويج بعد فترة صارت فيها فريق النجم الأوحد "رونالدو". فحتى الهزيمة الوحيدة بهدف من ألمانيا جاءت بالرغم من السيطرة البرتغالية، ولا دليل على جماعية البرتغال أكثر من أن رونالدو تأخر في التهديف حتى المباراة الأخيرة أمام هولندا ولم يسجل من مهارات فردية. فبصرف النظر عن أنني من مشجعي البرتغال في اليورو ومن أقوى أسباب هذا تشجيعي لريال مدريد الذي يضم ثلاثة لاعبين أساسيين من البرتغال، إلا أن فوز برازيل أوروبا أعادني بالذاكرة إلى سنوات لم تكن يوما منسية في حياتي. فالبرتغال استعادت بشكل كبير جماعيتها التي كانت سببا في نجاح الفريق، وسببا في تشجيعي ومعي الكثير من جيلي لهذا المنتخب. فمواليد أواخر الثمانينات وبداية التسعينات بالذات يرتبطون بعلاقة قوية بمنتخب البرتغال، والذي بدأ عدد ليس بقليل من الشباب المصري في تشجيعه بداية من يورو 2000. هذه الفترة التي كانت تذاع فيها جميع مباريات اليورو على التليفزيون المصري، وكان أخرنا نظبط "الآريال"، وكانت أقصى أحلامنا أن يعلق محمود بكر أو طارق الأدور على المباراة. فجيل لويس فيجو ونونو جوميز وروي كوستا وفيتور بايا قدم نفسه في نسخة 2000 بأفضل طريقة، ولا ينسى ممن لا تقل أعمارهم عن 20 سنة مباراة إنجلترا الافتتاحية التي انتهت بفوز البرتغال 3-2. وبالرغم من أن البرتغال كان منتخبا مغمورا وقتها للشباب المصري الذي كان يفضل تشجيع فرنسا بطل العالم وإيطاليا وهولندا، إلا أن البرتغال فرضت نفسها "بسبب اللعب الجماعي" بعد أن واصل شبابه الأداء المبهر وأسقط ألمانيا التي كانت تضم أليفر كان وميمت شول ومايكل بالاك ولوثر ماتيوس 3-0. جيلنا جيل بداية العشرينيات ما زال يتذكر مواجهة البرتغال وفرنسا في نصف النهائي التي خسرتها 2-1 بهدف زين الدين زيدان في الوقت الإضافي، والتي دفعت البعض لتشجيع إيطاليا في النهائي نكاية في الديوك. وصارت البرتغال تميمة اللعب الجمالي في قارة أوروبا بالنسبة للشباب المصريين، خاصة أن أغلب الفرق الأوروبية لعبها "بارد" ولا تعتمد على المهارات. ولم يتمالك الكثير منا نفسه مع دموع لويس فيجو في نهائي يورو 2004 التي كنا نشجع فيها البرتغال كمنتخب مصر، لأنها كانت الفرصة الأخيرة لهذا الجيل في التتويج ببطولة. وداع فيجو قابله استقبال مشجعي البرتغال ميلاد كريستيانو رونالدو الشاب وقتها، وبالرغم من مهارات أول لاعب برتغالي ينضم لصفوف مانشستر يونايتد إلا أنه فشل في دخول القلوب كفيجو. ما زلت أتذكر متابعة مباريات البرتغال في مونديال 2006 وقت امتحانات الثانوية العامة على أي قهوة بعدما أصبحت مباريات كأس العالم "مشفرة" على ART. هذه الفترة من حياتنا انتهت بعد اعتزال أغلب النجوم الذين دفعونا لتشجيع البرتغال لتنتهي أسطورة اللعب الجمالي والمهاري. والفرصة الآن أمام رونالدو ورفاقه لصناعة تاريخ جديد للبرتغال واستكمال مشوار البطولة مع مواجهة التشيك "الأسهل نسبيا" في ربع النهائي. للتواصل مع الكاتب: عبر فيس بوك : http://www.facebook.com/amir.elhalim عبر تويتر : https://twitter.com/#!/AmirAbdElhalim