حدث تاريخي يشهده استاد صالح سليم الدولي بمدينة السادس من أكتوبراليوم في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف الليل , حيث تقام المباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 بين منتخبي البرازيل وإنجلترا , والتي يترقبها عشرات الملايين في مصر وفي جميع أنحاء العالم عبر شاشات القنوات التليفزيونية العالمية الخاصة ومواقع الإنترنت المتلفزة. المبارة تقام في هذا التوقيت المتأخر بناء على طلب الولاياتالمتحدة صاحبة أعلى نسبة مشاهدة جماهيرية لمباريات المونديال , وذلك حتى تتمكن الغالبية العظمى من المشاهدين بنظام التليفزيون الكابلي من متابعة المباراة في التوقيت المناسب لها , في حين أن المباراة غير مذاعة على القنوات الأرضية للتليفزيون المصري , وستذاع لقطات منها فقط على قناة النيل للرياضة الجديدة المشفرة "نايل مونديال" , وذلك بموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل البطولة حول موضوع بث مباريات الحدث الكبير. المباراة - التي سيعقبها حفل ختام أسطوري رائع ينطلق من سفح أهرامات الجيزة وستغني فيه المطربة الكبيرة "روبي" - ستكون مسك الختام لهذا الحدث العالمي الكبير الذي نجحت مصر إلى حد كبير في استضافته وإنجاحه على الرغم من العديد من السلبيات التي شابت عملية التنظيم , وكان من الممكن أن تحقق مصر نجاحا أكبر من الناحية الاقتصادية من وراء استضافة المونديال لو كانت قد أحسنت التخطيط لذلك من قبل استضافة البطولة بفترة طويلة , كما شاءت الظروف أن يخرج المنتخب المصري من دور الثمانية لهذه البطولة , بعد أن كان خبراء الكرة المصرية يجمعون على أن منتخب "الفراعنة" سيكون طرفا في المباراة النهائية على الأقل , وهو ما سبق أن وعد به "الحاج" محمود الجوهري المدير الفني للفريق قبل البطولة! وكان الفريق المصري قد قدم عروضا قوية للغاية في الدور الأول للبطولة , فقد تأهل عبر مجموعته التي ضمت منتخبات إنجلتراوبلجيكا وكوستاريكا , حيث جاء في المركز الثاني بعد منتخب إنجلترا , حيث لقي فريقنا في أولى مبارياته هزيمة ثقيلة أمام المنتخب الإنجليزي بثلاثة أهداف نظيفة باستاد القاهرة الدولي أحرز ثلاثة منها اللاعب الكبير ويان روني , في حين أحرز الهدف الرابع كابتن الفريق مايكل أوين , ولكن الفريق المصري تعادل في المباراة الثانية مع البلجيك بنتيجة صفر- صفر , وتأهل بالفوز في المباراة الثالثة على كوستاريكا بنتيجة 3-1 , ونفعه فوز بلجيكا على كوستاريكا بهدف واحد فقط , وهزيمتها أمام إنجلترا بنتيجة 4-صفر , فتأهل "الفراعنة" بفارق الأهداف. وفي دور الستة عشر , لعب منتخبنا مباراة صعبة مع نظيره الدنماركي بطل المجموعة الثانية , وخدمت الظروف منتخبنا بإقامة المباراة في استاد أسوان الدولي في الساعة الواحدة من بعد الظهر بتوقيت القاهرة تحت درجة حرارة بلغت 49 درجة مئوية , وهو ما ساعد الفريق المصري المتأقلم نوعا ما مع هذه الحرارة المرتفعة في شهر يوليو 2010 , في حين كان المنتخب الدنماركي قد لعب مبارياته في الدور الأول في أسوان أيضا في المساء في ظل درجات حرارة مرتفعة ولكن معقولة نسبيا! وبفضل ذلك , وبفضل دعوات الملايين , نجح منتخبنا في تحويل تأخره بهدف في الشوط الأول إلى تعادل بهدف أحرزه أحمد حسام "ميدو" المحترف في فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي في الدقيقة 10 من الوقت المحتسب بدل الضائع للمباراة , وعندما احتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي , بدا الإرهاق واضحا على لاعبي منتخب الدنمارك , واضطر ثلاثة منهم إلى الخروج من أرض الملعب بعد إصابتهم بنوبات دوار وقيء نتيجة الحر الشديد , ومع ذلك فشل الفريق المصري في إحراز أي هدف بسبب لجوء الفريق إلى التمرير العرضي وتأمين الدفاع , ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي انتهت بفوز الفراعنة بعد تألق شريف إكرامي حارس مرمانا في صد ركلتي جزاء , وسجل الركلة الحاسمة لمنتخب مصر اللاعب الكبير إبراهيم سعيد الذي لفت الأنظار إليه في البطولة بمستواه و"الشورت الشرعي" الذي ارتداه طوال البطولة وبلحيته الطويلة. وفي دور الثمانية , وجد الفريق المصري نفسه في مواجهة المنتخب الإيطالي الذي نجح في "نرفزة" لاعبينا منذ بداية المباراة التي أقيمت في استاد الغردقة الدولي الذي لم يكن لاعبونا قد اعتادوا اللعب عليه أو لعبوا عليه أصلا في حياتهم , وأحرز الطليان هدفا مبكرا بواسطة لاعبهم "العجوز" فرانشيسكو توتي في الدقيقة 15 , ثم يتعرض لاعبا الفريق المصري عماد متعب وجمال حمزة للطرد بسبب العصبية والاعتراض على الحكم , وهو ما ساعد الفريق الإيطالي على إحراز هدفين آخرين ليتقدم 3- صفر مع بداية الشوط الثاني بفضل الهجمات المرتدة , وعندما وجد الجمهور المصري أن فريقه خسر المباراة وأنه غير قادر على مواجهة الخطة الدفاعية الصلبة التي لعب بها باولو مالديني مدرب م