اختفت نغمة "أخطاء واردة" و"أخطاء تحكيم" ضمن متعة المباراة والحكم بشر مش ملاك، كل هذا عقب فوز الزمالك بسداسية على غزل المحلة بعد أن حول تأخره بهدف لفوز ساحق. طالما عانى الزمالك من حكام الراية وكان الرد "الأخطاء واردة" والحكم جزء من اللعبة واللاعب يخطئ والحكم يخطئ .. الخ. لا نختلف أو نحاول إثبات صحة الهدفين المثار حولهما الجدل، ولكن أحرز الزمالك ستة أهداف بينهم أثنين من خطأ حكم الراية. لكني لم أسمع محللا فنيا أو حكما متقاعدا يقول الجملة المشهورة "الأخطاء واردة"، وتناسى الجميع حكم الراية الذي أضاع الدوري من الزمالك باحتساب تسلل "عجيب" على حسن شحاتة حين كان لاعبا في الفريق الأبيض. وفي الموسم المنقضي عندما أُلغى حكم هدفا لمحمد عبد الشافي في مرمى مصر المقاصة، وركلة جزاء لم تحتسب للزمالك كانت النغمة السائدة "أين الزمالك طوال ال90 دقيقة"، ومر الأمر مرور الكرام وخسر الفريق الأبيض المباراة وتقلص الفارق بينه ومنافسه الأحمر حتى فاز الأخير بالمسابقة. في الموسم المنقضي أيضا مباراة الزمالك والمقاولون العرب النتيجة 0-0 وجعفر أحرز للزمالك الهدف الأول ولكن ظهرت صافرة الحكم دون سبب واضح لتلغي هدفا صحيحا للأبيض. في الموسم قبل الماضي ألغي لعمرو الصفتي كرة بداعي التسلل ولم يُعرف سببه حتى الآن، وكانت الإجابة الحكم بشر ! في الموسم قبل الماضي هدفا صحيحا لمصطفى جعفر، يُلغى بداعي التسلل! وآخر لشيكابالا في الشرطة الموسم المنقضي ! كل هذا والمزيد والمزيد .. ولكن نكتفي لإيصال الرسالة بالثبات على مبدأ .. إما أن تكون الأخطاء واردة دائما، أو الفوز دائما يأتي بالتحكيم. الحقيقة المُرة فلنضع أيدينا على الحقيقة التي يغفلها الكثيرون، نتجنب المواقف الفردية وننظر للأمر بشكل عام وهو سبب تدني الأداء التحكيمي في مصر ليس فقط في هذه الفترة، وإنما هو ظهر في الفترة الحالية مع انتشار وسائل الإعلام واستوديوهات التحليل التي تعيد وتزيد وتحلل وتتقصى عن كل لعبة في المباراة. ديما كان هناك كوارث تحكيمية لم تظهر للنور، والحقيقة هي انعدام الاحتراف في منظومة التحكيم في مصر. الزمالك عانى كثيرا من سوء التحكيم، وأصبح من الصعب أن تجد حكم راية مصري في محفل عالمي أو بطولة دولية أو حتى إقليمية، الأمر الذي لابد أن يشغلنا الآن، إن كان هذا مستوى حكامنا فلابد من إعادة النظر في أساليب ومعايير انتقاء الحكام. أصبح التسلل يحتسب "بالنية" وأصبحت ركلات الجزاء معيارها الأساسي طريقة "السقوط" والحذر كل الحذر من وقوع مأساة بسبب عدم احتساب هدف صحيح أو إلغاء هدف صحيح، فالانفلات الأمني يسمح بحدوث كارثة جماهيرية، قد يكون سببها حكم سيئ أو رافع راية اختفى عنه التركيز.