هذا حدث علي مسئوليتي.. حكم شاب اتصل بياسر محمود الحكم الذي ادار مباراة الزمالك والمقاصة وسأله: ليه يا كابتن محسبتش ضربة الجزاء وهي واضحة ولا تحتمل الجدل لان لاعب المقاصة اخرج الكرة بيده ولم يكن في وضع احتكاك مع أي من لاعبي الزمالك.. فرد عليه ببساطة قائلا: والله يا ........... أنا شفتها بس مقدرتش اصفر!! بصرف النظر عن نتيجة المباراة لان الزمالك لم يكن يستحق الفوز وهو يلعب مكتملا أمام فريق ناقص العدد منذ الدقيقة 53 من الشوط الأول ورغم ذلك فشل في السيطرة عليه وعلي الملعب وعجز عن اختراق دفاعاته رغم ما يملكه من حلول جماعية وفردية بما يعكس خللا فنيا واضحا اثر علي نتيجة المباراة ورغم ما يضمه الفريق من نجوم قادرين علي الحسم »الفردي« مثل عمرو زكي وحسين ياسر المحمدي وشيكابالا. اذن هناك مسئولية فنية يتحملها حسام حسن واللاعبون.. لكن في نفس الوقت يصعب في هذه المباراة بالتحديد اخلاء سبيل الحكم ومساعده الذي يقول انه لم يستطع النوم بعد المباراة.. لماذا؟ لان حالتي ضربة الجزاء والهدف الملغي واضحتان وضوح الشمس ولا يدخلان في دائرة الشك أو الجدل الذي يستدعي وجود شاشة تليفزيون لاعادة اللعبة اكثر من مرة لكي يحكم فيها بالعدل خبير تحكيمي في احد ستوديوهات التحليل.. لا تحتاج تكرار اللقطة علي الشاشة لنفصل في صحة قرار الحكم ثم ننتهي الي حقيقة تتبعها ردود فعل تأتي عنيفة دائما من قطبي خراب الكرة المصرية الاهلي والزمالك أو مستسلمة مقهورة من الاندية الصغيرة التي لا يساندها اعلام مضلل لا يراعي الاخلاق ولا المهنية ولا العدالة وكأنه خريج طبقة »الامية« التي لا تعرف واجباتها وحقوقها وحدودها. الحكم علي الشاشة كان ظهره للمشاهدين ووجهه وعينه للكرة العالية التي مد لها اللاعب يده وابعدها.. كان ياسر محمود قريبا جدا من اللعبة وناظرا اليها بتركيز ومشاهدا لها ولا تحتمل عينه الشك فيها لانها ليست لعبة مشتركة أو تزاحم واحتكاك بين لاعبين أو عرقلة تحتمل تعدد التفسير.. ولا حتي كانت اللعبة سريعة وخاطفة ويد اللاعب مختفية بل هي تخرق عين الاعمي. اذن تتوافر كل ادلة التعمد في اتهام الحكم وتتخطي الحالة نطاق المقولة الشهيرة بأن الحكام بشر يخطئون ويصيبون وان اخطاء التحكيم جزء من اللعبة.. هم امام حالة ياسر محمود ليسوا مجرد بشرا يخطئون ولا هم جزء من اللعبة بل هم اعداء العدالة وجزء من فساد اللعبة.. وهم في ظل ظروفها الحالية يستحقون لقب حكام الثورة المضادة.. لان الحكم هدد الملعب بكارثة لولا مفاجأة السلوك الانضباطي لحسام حسن واللاعبين ومسئولي الزمالك الذين حرصوا علي حصار غضب الجماهير وعدم »تقليد« رد فعل الاهلي وانفلات سيد عبدالحفيظ. ومن الكوارث الاخلاقية ايضا ان يقول حسن عبدالله حامل الراية ان الحكم ياسر محمود سبقه في رفع يده في الهدف الصحيح الذي احرزه محمد عبدالشافي بداعي التسلل.. نظر حامل الراية الي الحكم اولا فوجده رفع يده بالتسلل قبل ان ترتفع الراية.. هذا كلام علي لسان المساعد حسن عبدالله في الصحف.. وهي المرة الاولي التي تأتي الاعترافات والافعال واضحة من لجنة الحكام والحكام المتهمين وبقرارات سريعة وعلنية بايقاف الحكم.. فهل يتوقف الامر عند هذا الحد مهما كان الضرر قائما أو محتملا؟ المؤكد ان اتحاد الكرة يعرف حجم المخاطر الامنية من جراء هذا العبث.. ويعترف سمير زاهر رئيس الاتحاد بالاخطاء الجسيمة لكنه يراهن علي ان يراعي الجميع مصلحة الوطن.. وهذا مطلوب بالفعل لكن ايضا علي مسئولي الاتحاد ان ينضموا الي قافلة مراعاة المصلحة الوطنية.. وليس امام الاتحاد إلا حل من اثنين.. إما استقدام حكام اجانب لكل مباريات الاهلي والزمالك مراعاة للعدالة التي لا تتوفر في الحكام المصريين وإما الغاء الدوري مراعاة لمصلحة ثورة سوف يضيعها لعب العيال.