لطالما اعتقدت أن نهائى كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان سيكون بين البرازيل وإيطاليا ، وهلذا فقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى أن تخرج إيطاليا من الدور الثانى أمم كوريا الجنوبية ، وهو ما يعنى أن الخطر محدق بنا نحن البرازيليون أيضا أمام إنجلترا فى دور الثمانية. خروج إيطاليا يوضح أيضا أنه لا يوجد شئ مضمون فى كأس العالم ، ولكنى لا زلت أعتقد أننا سنصل إلى المباراة النهائية لأننا لا نملك فقط هجوما قويا ، ولكننا لأننا نملك مدافعين رائعين أيضا ، وهو ما يعد أمرا حاسما للغاية لأن الناس تنسى فى بعض الأوقات أن الفوز بكأس العالم ليس مرتبطا بقدرتك على إحراز أكبر عدد ممكن من الأهداف ، ولكن بقدرتك أيضا على الفوز بهدف نظيف فى لقاءات حرجة وعصيبة. أعتقد أن الناس تقلل من قدر دفاعنا بصورة كبيرة ، ويعتقد البعض الآخر أنه أسوأ خطوط الفريق ، وأنا بالطبع أخالفهم الرأى فقد عانينا لضبط إيقاع الهجوم أكثر من الدفاع ، والناس أيضا تعتقد أن البرازيل تمتلك مدافعين يحبون دائما التقدم إلى الأمام ، ولكننا أيضا نعرف مسئولياتنا جيدا. لقد أصبحت أكثر نضوجا وحكمة هذه الأيام من أى وقت مضى، فأنا لا أتقدم للهجوم دون حساب ، وإنما أنتظر اللحظات المناسبة للانضمام للهجوم دون أن أعرض الدفاع للخطر ، وعندما تكون صغيرا ، فأنت لا تفكر مرتين عندما يتعلق الأمر بالاندفاع إلى الأمام. بالنسبة لإنجلترا ، فإنها تمثل عقبة مهمة فى طريقنا إلى النهائى لأن الفريق الإنجليزى قوى للغاية. وبالنسبة لى فإن هذه المباراة هى أحد أهم المباريات فى كأس العالم بالنسبة لنا. الفائز من هذا اللقاء يستطيع أن يضى قدما ويفوز بالبطولة. إنه كالنهائى المبكر وسيكون إنجازا رائعا بالنسبة لنا إذا هزمنا إنجلترا وفزنا بالكأس. أكن احتراما كبيرا لكرة القدم الأوروبية. لقد تعلمت الكثير من الوقت الذى أمضيته فى أوروبا كلاعب وكإنسان على حد سواء. لقد كان وقتا عصيبا بالنسبة لى عندما تركت البرازيل إلى مدينة ميلان الإيطالية عام 1995 لأنضم لفريق الإنتر ، فتلك كانت المرة الأولى التى أسافر فيها خارج البرازيل وأمضى وقتا طويلا بعيدا عن عائلتى. لقد كان كل شئ مختلفا. ولكنى أعتقد أن شخصيتى قد ساعدتنى على تجاوز تلك الأوقات الصعبة ، فأنا شخص متفتح للغاية ، وقد التقيت مع العديد من الأشخاص الطيبين الذين كونت صداقات معهم. نفس الشئ فى مدريد ، فكل شئ رائع الآن وأسرتى قد استقرت تماما حتى أن ابنتى روبرتا تلعب مع أحد فرق الهواة بالمدينة. ليس بالأمر السهل على من ينتمون لأمريكا اللاتينية أن يندمجوا ويستقروا فى أوروبا حيث أسلوب الحساة والثقافة مختلفان تماما ، فالأمر يستغرق بعض الوقت. انظروا إلى بابلو أيمار لاعب الأرجنتين فى نادى فالنسيا الأسبانى ، بعد أن استقر استطاع أن يثبت وجوده وأن يرى الناس كم هو لاعب جيد بالفعل. وأعتقد أن الأمر يتعلق بشخصية اللاعب نفسه أكثر من البلد الذى ينتمى إليه ولنأخذ الفرنسى نيكولاس أنيلكا مثالا. فهو من فرنسا وهو شخص طيب ، ولكن وجد صعوبة كبيرة فى التأقلم مع طبيعة الحياة فى مدريد ، وهو ما أثر عليه مع الفريق. ولكن الأمر جدير بالمحاولة على الرغم من كل الصعوبات. فأوروبا تعد التحدى الحقيقى للاعب. وأضيف أننى لطاملا أحببت الدورى البرازيلى ، ولكن الدورى الأسبانى شئ آخر وأنا سعيد بأننى ألعب هناك لأننى أواصل التعلم ، وهو أمر غاية فى الأهمية. فعلى سبيل المثال ، الكرة الأوروبية تعتمد على اللعب الجماعى أكثر من اعتمادها على النجوم ، أما فى البرازيل ، فالاعتماد الأكبر يكون على المهارات الفردية وليس على اللعب كمجموعة واحدة. ولكن الدورى الأوروبى قوى للغاية أيضا. الدورى الأسبانى قوى وعصيب وبالأخص عندما تلعب لفريق مثل ريال مدريد ، فأنت تكون مطالب بالفوز دائما. لم أحصل على أية راحة بعد انتهاء الموسم الأوروبى وقبل كأس العالم ويجب أن أكوةن حريصا على ركبتى. فعلى الرغم من أننى جاهز بدنيا تماما ، إلا أننى قد أصاب فى أى وقت. ولكن حتى بركبة مصابة لن أتوقف عن بذل قصارى جهدى من أجل منتخب بلادى. فكأس العالم هو كل ما يهمنا الآن.