للمرة الثانية في أقل من ثلاث سنوات تسعد جماهير القطبين بأداء فريقيهما بصرف النظر عن النتيجة. فقبل ثلاث سنوات خرجت جماهير الزمالك راضية عن فريقها رغم خسارته أمام الأهلي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في كأس مصر عام 2007 ، والآن يتكرر نفس السيناريو بالنسبة لجماهير الأهلي، وإن كانت جماهير الزمالك هذه المرة تشعر بغصة في الحلق لأن فريقها كان الأقرب للفوز بعد أن تقدم ثلاث مرات ، فيما ارتضت جماهير الأهلي بالتعادل الذي قربها أكثر من الاحتفاظ بالدرع للموسم السادس على التوالي، وإن كانت الجماهير الحمراء غير مقتنعة بأداء فريقها. لعب عمرو الصفتي دورا رئيسيا في نتيجة المباراة، وحافظ على ماء وجه حسام البدري المدير الفني لفريق الأهلي، بعد أن ساهم الصفتي في أهداف الأهلي الثلاثة بأخطاء قاتلة، كما لعب أحمد عادل عبد المنعم دورا لا يمكن إنكاره في هدفي الزمالك الأول والثالث بصرف النظرعن كل المبررات التي سيخرج بها أحمد ناجي مدرب حراس مرمى الأهلي للدفاع عن حارسه - وهذا حقه - . تحرر فريق الزمالك من الضغوط في لقاء القمة 105، فظهر أكثر من لاعب بمستوى عال، على رأسهم شيكابالا الذي قدم في تلك المباراة المستوى الذي انتظرته طويلا الجماهير. بالإضافة الى إستمرار تألق عبد الواحد السيد ليؤكد أنه أفضل حارس مرمى في مصر في الأونة الأخيرة ولا يسأل عن الأهداف الثلاثة التي دخلت مرماه وإن كان قد أخطأ بعدم مراقبتة لعمرو الصفتي مثلما راقب مهاجمي الأهلي، ومع الثنائي يأتي حسين ياسر المحمدي الذي لعب "بغل" ليثبت لمسؤولي الأهلي خطأ الاستغناء عنه، وأصبح محمود فتح الله أحد نجوم الزمالك في الفترة الأخيرة وأنقذ مرمى فريقه من أكثر من هدف. استعاد عماد متعب مستواه السابق الذي انتظرته أيضا الجماهير الحمراء كثيرا، وواصل متعب هواية التهديف في لقاءات الزمالك، ليؤكد أنه أفضل مهاجم في مصر، وشاركه التألق محمد بركات خاصة في الشوط الثاني بعد أن لعب دورا تكتيكيا مهما في إيقاف خطورة مهاجمي الزمالك، كما لعب دورا رئيسيا وهاما في تعادل فريقه، ولا ننسى وائل جمعة . في المقابل مازال محمد أبو تريكة يبحث عن نفسه، فلم يقدم المستوى الذي انتظرته جماهيره ومحبيه ، ويبدو أن أبو تريكة مازال أمامه وقتا طويلا لاستعادة نفسه التي تاهت منذ شهر ديسمبر الماضي بفعل الإصابة. أجاد حسام حسن التعامل مع المباراة ونجح في استغلال طاقات لاعبيه ووظفها بشكل سليم، ولكنه عاد من جديد لعصبيته غير المبررة بعد أن حصل على إشادة وشكر لجنة المسابقات قبل عشرة أيام، وانفعل بدون سبب مقبول عقب اللقاء حتى ولو تعرض لسباب من بعض جماهير الأهلي، وكان من المفروض أن يجهز نفسه نفسيا لهذا السباب غير المقبول من جماهير تفتقد الكثير من اللياقة . حسام البدري ارتضي بالتعادل ليحافظ على بهجة الفوز بالدرع وحتي لا تفسد فرحتة الفوز بالدوري العام في أول موسم له مع الأهلي، وقد يكون الأخير له، رغما عن أنفه حتى ولو كان قد نفذ سياسة لجنة الكرة التي وضعتها معه في بداية الموسم، وظهر هذا الرضا والنتيجة تعادل بهدفين لهدفين، خاصة في ظل الضغوط الشديدة التي تعرض لها طوال الموسم ، لاسيما في الفترة الأخيرة. انتهى الموسم الحالى بفوز الأهلي بالدوري للمرة ال 35 في تاريخه، واستعاد الزمالك نفسه من جديد بعد أن تاهت لخمسة مواسم متتالية وخرجت جماهيره راضية بما قدمه الفريق مع حسام حسن ، ولكن ... الأهلي في حاجة لإعادة نظر من جديد في فريقه، بعد أن ثبت أن هناك أكثر من لاعب لا يستحق اللعب في صفوفه، لا يقل عددهم عن ثمانية لاعبين، وإذا استمرالحال على ما انتهى به الموسم الحالي فإن المستقبل سيكون صعبا على الأهلي في ظل ارتفاع متوسط أعمار نجومه الذين حققوا بطولات عديدة في السنوات الأخيرة وكتبوا تاريخا كبيرا للقلعة الحمراء . الزمالك في حاجة للحفاظ على الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها الفريق مع حسام حسن وجهازه الفني والبناء عليها في الموسم المقبل لإعادة الفريق لمنصات التتويج بعد غياب طويل، خاصة وأن حسام استنفر طاقات اللاعبين بعد أن اقتنعوا بشخصيته كمدير فني .