الحل السحري لأزمة شوبير - مرتضى

انشغل الوسط الرياضي في مصر في الفترة الأخيرة بالأزمة المثارة بين المستشار مرتضى منصور، والإعلامي أحمد شوبير، عقب حصول منصور على حكم قضائي بإيقاف كافة البرامج الرياضية التي يقدمها شوبير على قناة الحياة.
وفي البداية أؤكد على علاقتي الجيدة بالطرفين، وتقديري واحترامي لكلاهما، حيث أعتبر أن الأول أفضل محامي في مصر بدون منازع، والثاني هو أفضل اعلامي رياضي أيضا، وذلك رغم وقوع كلاهما في بعض الأخطاء، ولكنه أمر وارد إذ لا يوجد أحد بدون أخطاء.
ويجب أن نؤكد أن استمرار الصراع بين الطرفين ليس في صالح أي منهما سواء من الناحية الجماهيرية، أو الناحية القانونية أيضا، واستمرار الصراع بينهما سيكون فقط في صالح الإعلام والقنوات الفضائية التي تستفيد من استضافة أي من الطرفين ليهاجم الطرف الأخر، إذ تستفيد من حجم كبير من المشاهدة، بالإضافة لربح مادي كبير من الشركات المعلنة.
أما مرتضى وشوبير فهما الخاسران وبشدة في هذه الحرب، فدخولهما في العديد من القضايا والأزمات يؤثر عليهما كثيرا بالسلب، إذ يعد إهدارا للمال والوقت والجهد لهما، والثنائي في أشد الحاجة لهذه العناصر الثلاثة.
فمرتضى في حاجة للمزيد من التركيز في حملته للإطاحة بممدوح عباس من مقعد رئاسة الزمالك والعودة لهذا المقعد، بالإضافة لحربه الشرسة للعودة لمنصب النائب في انتخابات مجلس الشعب التي تجرى قريبا.
وعلى الجانب الأخر شوبير أيضا في حاجة لهذه العناصر، لمواصلة مشواره الإعلامي الناجح والمحافظة على موقعه في صدارة الإعلاميين الرياضيين بعدما بدأ يواجه منافسة شرسة، بالإضافة لخوضه أيضا انتخابات مجلس الشعب لدائرة طنطا وهو المقعد الذي بات يهتز بشدة من تحته، وأيضا عزمه لخوض انتخابات اتحاد الكرة المقبلة على مقعد الرئاسة.
وبخلاف إهدار الوقت والجهد والمال، فظهور أي من الطرفين على الشاشة لانتقاد الطرف الأخر والهجوم عليه، ينقص كثيرا من الطرف الأخر، ويقلل من شعبيته وجماهيريته دون أن يرفع من شعبية الطرف الأول، وكلاهما يخسر حب واحترام جماهير وأنصار الطرف الأخر وهم كثيرين.
وبالطبع فإن مرتضى وشوبير في حاجة ماسة للشعبية وحب الجماهير، إذ يعتزمان خوض عدة انتخابات مثل انتخابات مجلس الشعب، أو انتخابات نادي الزمالك لمرتضى، أو انتخابات اتحاد الكرة لشوبير، وكلها انتخابات تحتاج إلى تصويت الجماهير أو مسؤولي الأندية، وكلاهما سيكون في حاجة ماسة إلى أي صوت انتخابي قد يفرق معهما وقد يتسبب في إنجاحهما أو رسوبهما في أي انتخابات، بالإضافة بالطبع لأن العمل الإعلامي الذي يقوم به شوبير يقوم بالأساس على جماهيرية وشعبية الاعلامي التي قد تهتز فتؤثر بالسلب على ربح الإعلانات في برامجه.
نقطة أخرى مهمة أيضا هي الناحية القانونية، خاصة وأن كلاهما أخطىء في حق الأخر، وكلاهما لديه العديد من السلبيات، وفي حال استمرار القضايا بينهما، قد نجد حكما صادرا ضد الطرفين ووقتها لن يفيد العند، ولن يستفيد أحدهما شىء من تعرض الأخر للسجن.
الحل السحري
يجب على مرتضى وشوبير عقد اتفاقية فورية لإنهاء كافة الخلافات بينهما وسحب كافة القضايا المثارة بينهما في المحاكم، وذلك لصالح الطرفين معا في المقام الأول.
وفي رأيي أن هذه المصالحة ستوفر عناصر الوقت، والجهد، والمال لهما، كما سيجعل كلاهما يتفادى هجوم وانتقاد الطرف الأخر، وكلاهما يعلم عن الآخر الكثير من الأمور السلبية.
وعقد هذه المصالحة لن يتم باعتذار أحد الطرفين للأخر كما يريد مرتضى، كما أنه لن يفيد مرتضى بقدر كبير حتى لو اعتذر شوبير في مؤتمر صحفي، إذ من الممكن أن يستفيد بشكل أكبر من هذه المصالحة.
والمصالحة يجب ألا تكون على الهواء في أحد البرامج مثلما يريد البعض من أجل الشهرة و"الشو" الاعلامي، ولكن يجب أن تكون داخل الغرف المغلقة بينهما فقط دون دخول أطراف أخرى خارجية.
المصالحة يجب أن تنطبق على عدة بنود، فالتنازل عن القضايا سيتيح لشوبير العودة مجددا لبث برامجه بشكل يومي، والرفع عن كاهله عبء القضايا والأزمات وإهدار الوقت والمال والجهد.
وعلى الجانب الأخر يجب أن يحصل مرتضى على ضمان مكتوب من شوبير بعدم مهاجمته أو انتقاده في أي من برامجه في المستقبل، بل وأيضا استضافته في برامجه كأي شخص أخر في الوسط الرياضي، وإتاحة الفرصة له للحديث في أي أمور تخصه مستقبلا مثل قضايا الزمالك، وانتخابات النادي، وانتخابات مجلس الشعب، وأن يتعهد شوبير بأن يكون حياديا تماما في مناقشة أي قضايا أو أمور تخص مرتضى.
وبالتالي سيستفيد مرتضى من دعم - أو على الأقل حياد - واحد من أهم وأقوى الإعلاميين في الوسط الرياضي في المستقبل.
هذا الاتفاق سيكون مفيدا جدا للطرفين، وأعتقد أنه سيكون مرضيا لهما، بدلا من القضايا والمشاكل والأزمات، وأتمنى أن يتقبل الطرفان هذا الحل من شقيق أصغر لهما.