بفوز الجزائر على كوت ديفوار خرج أهم منافس للفراعنة على لقب كأس الأمم الإفريقية .. بعد الكاميرون! بكل تأكيد حقق المنتخب الجزائري مفاجأة كبيرة بفوزه على كوت ديفوار أحد أهم المرشحين للفوز بالبطولة .. وهو فوز جاء عن جدارة واستحقاق أولا للجهد الكبير الذي بذله الجزائريون وثانيا لأن منتخب الأفيال لا يستحق الوصول لهذا الدور بسبب ميل لاعبيه للاستعراض والاستخفاف بالمنافسين. ولأن تصفيات كأس العالم شهدت صراعا شرسا بين مصر والجزائر على المستوى الإعلامي فكل ما أخشاه هو أن يشغل نجوم منتخب الفراعنة أنفسهم بمواجهة جديدة متوقعة مع الجزائر قبل التغلب على الكاميرون حتى إن كان الفارق بين المبارتين مجرد ساعات. وعلى الجهاز الفني لمنتخب مصر أن يعي أهمية هذه النقطة في الإعداد النفسي للاعبيه، فلن يكون من المفيد أبدا أن نخوض اللقاء المقبل وفي أذهاننا رغبة في الانتقام أو التحضير للجزائر لأن أسود في حجم إدريسو وإيتو وويبو لا تشغل بالها بما تفكر فيه الفريسة قبل أن تنشب أنيابها الكروية في عنق المنافس كما فعلت أمام زامبيا وتونس. وأتوقع خلال الساعات المقبلة أن تصدر تصريحات إعلامية من جانب المنتخب الجزائري أو وسائل الإعلام غير المسئولة في البلدين تحسبا للمواجهة المرتقبة خصوصا أن الفريق الجزائري بلغ الدور قبل النهائي بالفعل ولن يعنيه أن يبدأ حربا نفسية مبكرا.
الفراعنة أمامهم مهمة كبيرة وعلى المستوى العملي الذي يتعلق بالمنافسة على اللقب السابع الذي نحلم بتتويج الفراعنة به فمن المؤكد أن فوز الجزائر مفيد لنا .. كنا نخشى مواجهة فريق كوت ديفوار باعتباره أهم عقبة في طريقنا والذي كان في طريق مصر في الدور قبل النهائي منذ إجراء قرعة البطولة. لكن بفضل فوز الجزائر على الأفيال بات في طريقنا فريق نعرفه جيدا ونحفظه عن ظهر قلب وإن تأهلت مصر إلى الدور قبل النهائي فسيحصل لاعبوه على فرصة لمواجهة الفريق الذي أخرجهم من تصفيات كأس العالم ولعبوا ضده ثلاث مباريات العام الماضي. لكن هل يمكن أن يدخل لاعبونا أو جهازهم الفني أو حتى جماهير الفراعنة في حسابات شائكة للتفكير في هذا اللقاء المتوقع .. سيكون خطأ وكل الخطأ أن ننسى منافسنا المقبل. وفي رأيي المتواضع منتخب الكاميرون يعد أخطر منافس لمصر على اللقب ليس لقوة لاعبيه وأفراده لكن بسبب عامل التحفز الذي سيلعب به ضد منتخب مصر. والعامل الأخير كان من بين الأسباب التي دفعتني لأتمنى اللعب ضد تونس أو زامبيا أو حتى الجابون من المجموعة الرابعة وليس الكاميرون.
التحفز سيكون السمة الأساسية للأسود عندما نواجهها مجددا فكل تصريحات لاعبي الكاميرون لم تعد تحمل ذلك الغرور المعتاد أو الثقة فكل ما نقلناه عنهم خلال اليومين الأخيرين يكشف احتراما كبيرا لمنتخب مصر يصل إلى حد اختلاق الأعذار في حال الخروج من البطولة أمام أحمد حسن وزملائه. وهذا التحفز على وجه التحديد هو ما يخيفني عند مواجهة الأسود لأنهم سيفتقدون لعنصر الغرور والتعالي الكروي الذي ميز أداء كوت ديفوار أمام الجزائر أو حتى أداء الأفيال والأسود أمام مصر عام 2008 ومعظم الفرق الإفريقية عندما تواجه منافس تعرف أنه يقل عنها على مستوى القدرات الفردية. وفي الدور الأول من البطولة نجح الكاميرون في تغيير النتيجة بعدما كان متأخرا في مبارتين وهي علامة صحة ذهنية وفنية، وحتى الأخطاء الساذجة لسونج ورفاقه لا أعتقد أنها ستتكرر بعدما ارتكبوها من قبل، بل الأهم أن في قيادة الأسود مدرب بارع اسمه بول لوجوين يفكر جيدا وليس أوتوفيستر الغائب عن الوعي. وأشد ما أخشاه هو أن يتجرأ لوجوين فيدفع بالثلاثي ويبو وإدريسو وإيتو معا كما فعل أمام تونس في ظل تذتذب مستوى الدفاع المصري مؤخرا. يا لاعبي المنتخب ويا جمهور مصر علينا أن نفكر في الكاميرون ثم في الكاميرون ثم في الكاميرون فقط لأنها أصعب فريق في البطولة ..ومن بعدها لينا كلام تاني.