تصاعدت حدة الحديث عن مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم في الإعلام المصري والجزائري في الأيام الأخيرة لتبلغ درجة فاقت كل تصور، وستظل أثارها الجانبية لزمن طويل لن يمحى بسهولة من ذاكرة الجماهير، بعد لعب إعلام الدولتين دورا غبيا في ذلك، وللأسف لم يتدخل أحد من كبار المسئولين سواء في مصر أو في الجزائر للإيقاف المهزلة الموجودة حاليا. انتقل الحديث عن مباراة كرة قدم الى حديث عن الثأر والكرامة وما الى ذلك من افعال ليس لكرة القدم علاقة بها ، ولعبت تصفية الحسابات الشخصية في الاعلام المصري دورا كبيرا في المواقف التي اتخذها مقدمي البرامج من لقاء مصر والجزائر ، فقد اخطأ كلا الطرفين في حساباتهما سواء من نادوا بمبادرة للمصالحة أو من سعوا لإشعال الموقف بين الجمهورين المصري والجزائري ، لاسيما وان الامر في النهاية مجرد مباراة كرة قدم ، مع كامل الاعتراف بمدى اهمية تلك المباراة لانها ستؤهل لنهائيات كأس العالم ، ولكن المواقف اتخذت بناء على اهداف شخصية ليس للقاء علاقة بها ، في حالة مراهقة اعلامية واضحة . في كل الاحوال لن تقبل الجماهير المصرية كل المبادرات " الشكلية " التي نادى بها البعض ، وستقف تلك الجماهير وراء منتخب بلادها كما هى العادة في لقاء الجزائر بكل قوة وحماس وتهز ارجاء ملعب استاد القاهرة مثلما فعلت في كل مباريات المنتخب على مدار سنوات طويلة وستكون اللاعب الاول في هذا اللقاء ، كما انها لا تحتاج لمن يزيد من حماسها لانها تعرف واجبها جيدا بعيدا عن المزايدين و" طبالى الزفة " ، وإذا كان البعض يتصور ان جماهير مصر في حاجة لمن يوجهها فهو مخطيء في تصوره ، فما فعله الاعلام في مصر والجزائر ستظل اثاره لسنوات طويلة . ما حدث من الاعلام الجزائري تجاه منتخب مصر أو ما حدث من الاعلام المصري تجاه لقاء 14 نوفمبر لا يعبر سوى عن حالة الفوضي التي يعيشها اعلام البلدين ، وللاسف يقف لاوراء تلك الحملة المتبادلة عدد من المسئولين في البلدين ، فغير مقبول ما فعلته صحيفة " الشروق" الجزائرية " المراهقة " عن منتخب مصر عندما رسمت صورة فجة للاعبي منتخب مصر بهئية مجموعة من الممثلات المصريات ، لان في ذلك تطاول واضح على منتخب مصر بطل افريقيا ، وغير مقبول ان يشكك عدد من الاعلاميين المصريين في الثوابت الوطنية للجزائر ، خاصة وان مثل هذه الافعال الصبيانية اخذت مباراة مصر والجزائر لمنطقة بعيدة عن كرة القدم . المؤسف أن الإعلام الرياضي في مصر والجزائر تعامل مع المباراة التي ستجمع المنتخبين المصري والجزائري بمنطق المشجعين وزوار المنتديات على الإنترنت ، حيث ساهم صبية المنتديات بدور كبير في إشعال الموقف الإعلامي ، ولا إعرف كيف يبني الإعلام سياسته بناء على مواقف " العيال" اللهم إلا اذا كان إعلاما مراهقا وهو كذلك في كثير من الاحيان . - اعجبني هدوء حسن شحاتة في التعامل مع لقاء الجزائر القادم ، وهو ما سيصب في مصلحة منتخب مصر في النهاية ، فقد تعامل بوعي كامل مع لقاء يحتاج للهدوء والصبر . - على منتخب مصر أن يتعامل مع مباراة الجزائر بسياسة الخطوة خطوة ، ولا يفكر في الفوز بفارق ثلاثة اهداف في لقاء 14 نوفمبر ، بل عليه ان يضع خطته للفوز بفارق هدفين ، ثم يفكر بعد ذلك في احراز الهدف الثالث .