يبدو ان شعبية مدرب منتخب السنغال الفرنسي برونو ميتسو ستتصاعد وتستمر طويلا من قبل الملايين من انصاره خصوصا بعد ان كان مهندس الفوز على منتخب فرنسا حامل اللقب بهدف نظيف امس الجمعة في المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان وقال ميتسو: "هذه النتيجة هي اهم لحظة لمنتخبنا في البطولة الحالية. انها المباراة التي حلمنا بها وخططنا لها، وقد قطفنا ثمار هذا التخطيط في النهاية". واضاف "انها مكافأة لهذا البلد وخصوصا للاعبين الذين بذلوا جهودا كبيرة من اجل تحقيق هذه النتيجة". واوضح "ربما لست افضل مدرب، لكن بلا شك فان هذه النتيجة مشجعة جدا لجميع المدربين الذين يواجهون صعوبات كما واجهت انا شخصيا في السابق، اما الان فانا سعيد جدا بهذه النتيجة". ويبدو ميتسو شديد التعلق بالقارة السمراء ويقول في هذا الصدد: "انا ابيض لكن قلبي اسود". واوضح "في افريقيا وجدت قيما لم تعد موجودة في اوروبا، وعلى سبيل المثال، في اوروبا يتصل اللاعبون بالمدرب عندما يواجهون مشكلة، اما هنا فيتصلون لكي يطمئنوا على صحة المدرب". واعترف ميتسو ان شعبيته وتودد اللاعبين اليه يعود بالدرجة الاولى الى "انني اعاملهم كراشدين". ويعتبر مهاجم المنتخب الحجي ضيوف افضل لاعب في افريقيا العام الماضي، ان ميتسو هو بمثابة الاب الروحي له ويقول: "استطيع التكلم معه في كل المواضيع، كرة القدم وامور الحياة والنساء". اما بونامار جويي احد المسؤولين في المنتخب فيقول: "سر ميتسو انه يستمع الى الجميع لاعبين واداريين وصحافيين، بالاضافة الى انه يبذل جهدا كبيرا في عمله ويكره الخسارة".
ولم يكن المدرب الفرنسي برونو ميتسو معروفا قبل تسلمه تدريب المنتخب السنغالي اواخر عام 2000 خلفا للالماني بيتر شنيتغر لكنه نجح في ظرف عام واحد في فرض اسمه وبصماته على الكرة السنغالية. ولم يكن سجل ميتسو، مدرب سيدان الفرنسي سابقا، حافلا بالانجازات وبالتالي لم يلق الاهتمام الاعلامي والجماهيري الذي حظي به مواطناه هنري ميشال وهنري كاسبرجاك بالنظر الى خبرة الاخيرين وانجازاتهما في الدوري الفرنسي. وكانت نهائيات كاس الامم الافريقية الثانية والعشرين في غانا ونيجيريا محطة الارتباط بين منتخب السنغال وميتسو الذي كان حاضرا وقتها لاختيار المواهب الافريقية بهدف ضمها الى سيدان. واعجب ميتسو بلاعبي المنتخب السنغالي وقام باتصالات مع المسؤولين السنغاليين للاشراف على تدريب المنتخب خصوصا بعد شغور المنصب باستقالة الالماني شنيتغر، فوقع الفرنسي عقدا حتى أواخر نوفمبر 2001. وبرغم قصر مدة اشرافه على تدريب المنتخب وكذلك اعداده للاستحقاقات المقبلة، كانت تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان وتصفيات نهائيات كأس امم افريقيا على الابواب، فلم يخيب ميتسو الامال وانكب على اعداد رجاله لمواجهة أعتى المنتخبات على الصعيد القاري المغرب ومصر والجزائر التي وقعت ضمن مجموعة تصفيات المونديال. ونجح ميتسو في فرض ذاته داخل الجهاز التدريبي للمنتخب السنغالي وقاده الى المونديال للمرة الاولى في تاريخه عندما تصدر مجموعته بفارق الاهداف امام المغرب، وهو ما دفع المسؤولين السنغاليين الى تمديد عقده حتى عام 2003. ووعد ميتسو ببلوغ دور الاربعة في نهائيات كاس الامم الافريقية الاخيرة في مالي، وكان عند وعده بل تخطاه الى المباراة النهائية التي بلغتها السنغال للمرة الاولى في تاريخها. ويكمن سر انجازات ميتسو في مجموعته الشابة التي تتشكل من اللاعبين المحترفين في ابرز الاندية الفرنسية. يذكر أن ميتسو أشرف على مركز تكوين اللاعبين في نادي بوفيه، قبل ان يشرف على الفريق الاول للنادي من 1987 الى 1992، ونزل وفريقه ليل من الدرجة الاولى الى الثانية بين عامي 1992 و1993، كما درب المنتخب الغيني ثلاث مباريات حقق خلالها انتصارين وتعادل واحد.