وقع الجزائريون في خطأ فادح منذ انتصارهم خارج ملعبهم على زامبيا وحتى الفوز الدرامي على رواندا في البليدة .. فهل نتعلم نحن الدرس أم سنكرر الخطأ نفسه؟ أخطأ الجزائريون حينما ظنوا أنهم سيحسمون بلوغ كأس العالم قبل لقاء القاهرة، على الرغم من أن خسارة مصر تذكرة التأهل كانت لاتزال في أيدي المصريين أنفسهم وفقا لنتائج مباراتي رواندا وزامبيا. افترض الأشقاء أن منتخب مصر سيظل وفيا للتاريخ الذي يشير إلى ندرة فوز الفراعنة خارج ملعبهم إلا إذا كان في بطولة مجمعة مثل كأس الأمم الإفريقية .. وأوهموا جماهيرهم أن طائرة الجزائر حطت بالفعل في بلاد نيلسون مانديلا. وصدقت الجزائر الوهم، وانتظرت سقوط مصر أمام رواندا ولكن هدف أحمد حسن أحبطهم، فقالوا في أنفسهم إن النتيجة المرجوة ستتحقق أمام زامبيا. ولكن حسني عبد ربه نسف الفكرة بصاروخ وصل صدى انفجاره إلى البليدة نفسها حيث ظهر الجزائريون متوترين أمام أضعف فريق في المجموعة، حتى أنهم لم يتنفسوا الصعداء إلا في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع ومن ركلة جزاء! ومعروف في علم النفس الرياضي أن الفريق الذي كان متأخرا ويعتبره الجميع صاحب الفرص الأضعف يصبح المرشح الأول للفوز إذا نجح في تعويض هذا التأخر قرب نهاية المنافسات.
فأغلب المصريين بعد ساعات من لقاء الجزائر ورواندا ينقسمون إلى فريقين: الأولى يرى أن التأهل بات مسألة وقت لأننا "بالتأكيد" سنسجل ثلاثة أهداف في القاهرة، وفريق آخر يرى أن الأمر لايزال مستحيلا .. وكلاهما على خطأ فعلى سبيل المثال، إذا كان فريقا ما متأخرا بثلاثة أهداف نظيفة، واستطاع تحقيق التعادل قبل نهاية المباراة بدقائق فإن فرصه في انتزاع الفوز تصبح أكبر كثيرا من منافسه، لأن ثقة الأول في نفسه تراجعت فأصبح أكبر همه الحفاظ على النتيجة فيما يستفيد الثاني من انتعاشة معنوية ضخمة تدفعه نحو الانتصار. وهذا تحديدا هو المربع المتواجد فيه منتخب مصر الآن، وهو يحتاج هدوء وروية في التعامل معه بدلا من الانسياق وراء نشوة الفوز الصعب على زامبيا، حتى لا يتحول السلاح الذي انتزعناه بإصرارنا وانتصاراتنا وغرور الجزائريين إلى خطر يهدد فرصنا. إن ارتكاب الخطأ الذي وقعت فيه الجزائر، واعتبار أن الفوز في المباراة المقبلة تحصيل حاصل، والتفاؤل المفرط في أمر بلوغ مونديال 2010 سيكون بداية النهاية للحلم. الاستعداد الفني والبدني للمباراة أمر متروك كلية للجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة، لأنه أدرى باحتياجاته ومطالبه في الفترة المقبلة، ولكن الاستعداد النفسي والشحن الجماهيري هو ما أتحدث عنه الآن. فأغلب المصريين بعد ساعات من لقاء الجزائر ورواندا ينقسمون إلى فريقين: الأولى يرى أن التأهل بات مسألة وقت لأننا "بالتأكيد" سنسجل ثلاثة أهداف في القاهرة، وفريق آخر يرى أن الأمر لايزال مستحيلا .. وكلاهما على خطأ. فلاعبو منتخب مصر يجب أن يبثوا الإحساس بالثقة في نفوس الجماهير ولكنها ثقة غير مخلوطة بتعال على الكرة أو المنافس، الإعلام المصري عليه تهيئة الملايين للمباراة بالتناول الهادئ البعيد عن الإثارة والتهويل المتوقع أن يلجأ إليه الجانب الجزائري. فمثلما أكدوا أنهم سيأتون إلى القاهرة للاحتفال وزيارة الأهرامات، يقولون الآن أن انتزاع التأهل من استاد القاهرة سيكون أفضل كثيرا ... ولكن علينا ألا ننزلق في هذا الفخ.