لم يخطئ ميروسلاف سوكوب المدير الفني لمنتخب مصر للشباب حينما وصف باراجواي بأنها المنافس الأخطر لمصر في الدور الأول لكأس العالم، ولكن الفوز عليهم سيكون في متناول الفراعنة الصغار في حال قدرتهم على السيطرة على ثلاثة لاعبين يمثلون قلب وعقل المنافس. وتألق الثلاثي رودريجو بورجوس (رقم 6) ويلعب في مركز الوسط المدافع، والجناح هيرمان بيريز (رقم 8) والمهاجم المتأخر جوستافو كريستالدو (رقم 10) أمام إيطاليا وأظهروا إمكانيات كبيرة على الرغم من انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. ويحاول FilGoal.com توضيح أسلوب الفريق ككل وهؤلاء الثلاثة على وجه الخصوص من خلال ضرب أمثلة بأقرب اللاعبين المصريين المشابهين لهم في طريقة الأداء في الملعب. ويشبه بورجوس في أسلوبه قائد الإسماعيلي محمد حمص، فيما يمتلك بيريز أحد أهم مميزات محمد بركات لاعب الأهلي، أما كريستالدو فيلعب بأسلوب مشابه لمحمود عبد الرازق "شيكابالا" صانع ألعاب الزمالك. وتلعب باراجواي بطريقة 4-1-3-2 مثلما هو موضح في الشكل أعلاه، ولكن مع تراجع "شيكابالا" إلى الخلف قليلا للعب دور المهاجم الثاني بدلا من اتخاذ مكان رأس الحربة الصريح. بورجوس – حمص اللاعب "المايسترو" في صفوف باراجواي، قد تشعر وأن تشاهده أنه لا يبذل جهدا بدنيا كبيرا في الملعب ولكنه إحساس خاطئ، ربما يصلك بسبب هدوئه الشديد وتمكنه من التحكم في إيقاع اللعب. يمثل "حمص" حلقة الوصل بين جميع خطوط الفريق، فهو من ينقل اللعب من رباعي الدفاع إلى مناطق المنافس، ويقرر ما إذا كان الهجوم سيتم عبر الطرفين أم من العمق، ويحول اتجاه الملعب إذا ما شعر أن المدافعين تكتلوا في أحد الجانبين. ولا يتقدم اللاعب كثيرا حتى الثلث الأخير من الملعب، بسبب حصوله على دور دفاعي في المقام الأول يتمثل في الضغط على لاعبي الوسط المتقدمين من الفريق المنافس، وهو هنا قد يواجه في أحيان كثيرة مهاجم مصر المتأخر عفروتو أو صاحب التسديدات البعيدة حسام عرفات. ولكن تمريراته الدقيقة دائما وكشفه لكل زوايا الملعب تعوضاه عن التقدم الهجومي، وبالتالي فإن مفتاح السيطرة عليه سيكمن في الضغط عليه مبكرا، وإجباره على التمرير من أوضاع صعبة، وهو ما سيشل حركة فريق باراجواي بصورة كبيرة.
"حمص الباراجواياني"مع المنتخب الأول - يسار بيريز – بركات ربما لا يمتلك بيريز المهارات الفردية لنظيره المصري، ولكنه يشترك معه في أمرين هامين: الأولى هي انطلاقاته السريعة من جانبي الملعب، والثانية هي قدرته على اللعب في الجهتين واليمنى بالمهارة نفسها. وشغل "بركات" الجبهة اليمنى طوال الشوط الأول أمام إيطاليا، وهي الجهة التي كانت أكثر صخبا باللعب بمعاونة الظهير المدافع الأيمن إيفان بيريس (رقم 2) ولكنهما لم يستطعا اختراق الحائط الدفاعي الذي بناه باقتدار الظهير الأيسر ماركو كالديروني. ومع إدراك أدريان كوريا مدرب باراجواي لصعوبة الاختراق من اليمين، حول جناحه الماهر في الشوط الثاني إلى الجهة اليسرى، فتمكن هذه المرة من تشكيل خطورة كبيرة حتى خروجه في منتصف الشوط، مفسحا مكان للمهاجم لويس كاباليرو (رقم 20) بسبب الرغبة في تكثيف الضغط من العمق. وظهرت على "بركات" الباراجواياني إمارات الإحباط وقت خروجه بسبب تقديمه أداء جيدا وصناعته لأكثر من فرصة خطيرة، حتى مع وضوح أن تغييره يرجع إلى أسباب تكتيكية. وسيقع على عاتقي ظهيري الجنب المصريين إسلام رمضان وعلي العربي مهمة إيقاف الجناح المتحرك. كريستالدو – شيكابالا يعتبر "شيكابالا" الباراجواياني أمهر لاعبي الفريق فرديا، كما إنه يمثل أخطر اللاعبين القادمين من خارج منطقة الجزاء، لاسيما حينما تكون الكرة بين قدميه. ويتحرك اللاعب المزعج في المنطقة الواقعة بين الدائرة ومنطقة جزاء المنافسين، ويتحرك بحرية شديدة بين الجانبين الأيمن والأيسر، إضافة إلى أنه يقتحم منطقة الجزاء في أحيان كثيرة للعب دور المهاجم الثاني بجوار رأس الحربة الوحيد فيديريكو سانتاندير (رقم 11). ولكن تبقى نقطة الضعف الكبرى في أداء كريستالدو هي احتفاظه بالكرة لفترات طويلة، ومحاولاته المستمرة للمرور من المدافعين أو التسديد البعيد نحو المرمى، ما أضاع على زملائه فرص التسجيل من أوضاع أفضل. الرقابة اللصيقة على المهاجم المتأخر ستكون مفتاح القضاء على خطورته، لأن منح لاعب مثله حرية الحركة قد يكون له نتائج غير محمودة من الفريق المصري.