على الطريقة المصرية، اعتبرت الصحف العراقية الهزيمة التي لحقت بفريقها على أيدي المنتخب الإسباني بهدف أنها "خسارة بطعم الفوز"، فيما وجهت الصحف النيوزيلاندية انتقادات حادة لفريقها بعد هزيمته الثانية على التوالي في كأس القارات. وعلى الجانب الآخر، احتفلت الصحف الإسبانية بتأهل فريقها إلى نصف نهائي البطولة، فيما تنفست الصحف الجنوب إفريقية الصعداء بعدما وضعت قدماً في الدور الثاني بعد تخطيها المنتخب النيوزيلاندي بهدفين. وتحت عنوان "بعد صبر عام تتأهل إسبانيا لنصف نهائي كأس القارات" أشارت صحيفة "إلموندو ديبورتيفو" الإسبانية في تقريرها إلى أن الماتادور بدأ حملته في حصد لقب كأس القارات للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على المنتخب العراقي بهدف. وأشارت الصحيفة إلى أن "ديفيد بيا نجح في تحطيم الحائط الدفاعي العراقي، وخطف هدفاً ثمين فتح به الطريق للحمر لتحقيق انجازاً غير مسبوق". أما صحيفة "ماركا" فأشارت إلى الحذر الذي لجأ اليه الفريق العراقي في التعامل مع المباراة، مؤكده أن "حرصهم على منع تكرار سيناريو مباراة إسبانيا ونيوزيلاندا دفعتهم للعب بنظام دفاعي بحت، إذ لم يرغب بورا ميلوتونوفيتش المدير الفني الصربي للمنتخب العراقي في حمل حقيبة مليئة بالأهداف، وأمر بحماية العرين العراقي". وشددت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار على أن المنتخب الإسباني لم يواجه خطراً يذكر طوال اللقاء، ولم يختبر إيكر كاسياس حارس مرماه ولو لمرة واحدة". فيما جاءت الإشادة الإسبانية الوحيدة بالمنتخب العراقي على صفحات صحيفة "أس"، التي أكدت أن تحية المنتخب العراقي أمر واجب "فهو ظهر غريماً قوياً أمام بطل أوروبا". وتابعت الصحيفة "مشاركة المنتخب العراقي في المباراة بطريقة دفاعية أمر لا يدعو للخجل على الإطلاق، فهو مكن العراق من الظهور على مستوى المنافسة طوال اللقاء، ومنعهم من الخروج بنتيجة مذلة". فرحة عراقية على الطريقة المصرية أما في العراق، فاحتفت صحيفة "الصباح" بفريقها الذي "قدم أداء طيباً أشادت به وسائل الاعلام وأضاع تعادلاً بطعم الفوز". وأشارت الصباح إلى أن المنتخب العراقي "أحرج نظيره الاسباني بطل أوروبا وصاحب الترتيب الأول عالمياً عندما خسر أمامه بشرف بنتيجة 0-1". ولامت "الصباح" ما وصفته ب"أنانية" مهاجمها كرار جاسم، التي "دفعته للاستعراض في آخر كرات المباراة والتي كادت أن تمثل فرصة حقيقية للمنتخب العراقي لتحقيق التعادل". أما جريدة "الزمان" فأشادت بفريقها الذي انهى مباراته بالأمس ب"خسارة تحمل طعم الفوز للمنتخب العراقي أمام إسبانيا". وعزت الصحيفة احتفالاتها إلى "تصريحات الخبراء عقب المباراة الذين أكدوا أن الهزيمة تشبه الفوز نظرا لظروف تدريب المنتخب العراقي، وعراقة المنتخب الاسباني المصنف الأول عالميا".
وفي جنوب إفريقيا كان التحول مذهلاً! وبعد الهجوم المتواصل على مهاجم الفريق برنارد باركر بعد تسببه بالخطأ في حرمان فريقه من إحراز هدف محقق في مرمى المنتخب العراقي في مباراته الافتتاحية في البطولة، حملته على الأعناق بعد إحرازه هدفي الفوز على المنتخب النيوزيلاندي. الكابوس الجنوب إفريقي وأشارت وكالة الأنباء الجنوب إفريقية "سابا" إلى أن "باركر تحول من شرير إلى بطل في أربعة أيام". وتابعت "سابا" في تقريرها عن المباراة "تحمل باركر مسؤولية التعادل السلبي بين الأولاد والمنتخب العراقي، ولكنه الآن أصبح بطلاً بهدفيه الذين أبقيا على حظوظ الفريق للتأهل لنصف نهائي كأس القارات". أما صحيفة "هيرالد" فأكدت أن باركر أنقذ بلادها من "كابوس الخروج المبكر من البطولة التي تستضيفها البلاد، والذي بهدفيه سمح لبلاده أن تضع قدماً في قبل نهائي البطولة". وأشارت "هيرالد" إلى أن مهاجمها الذي اختارته الفيفا رجل المباراة "منيّ بحظ سيء حينما تواجد في الوقت والمكان الخاطئين، ليمنع هدف محقق لفريقه في المباراة السابقة، والذي كان سيضيف نقتطين لرصيد الأولاد في البطولة ويضمن لهم تأهلاً مريحاً لقبل النهائي مع المنتخب الإسباني". وفي نيوزيلاندا، بدا الإحباط على عناوين الصحف الصادرة صباح الخميس التي اعترفت بالخروج المبكر لفريقها من البطولة. صفعات نيوزيلاندية وأكدت "أوتاجوا دايلي تايمز" أن فريقها خرج رسمياً من البطولة، بعد هزيمته أمام الأولاد بهدفين "ومع تأهل المنتخب الإسباني عملياً إلى الدور الثاني أصبحت هوية حامل بطاقة التأهل الثانية محسوماً بين العراق وجنوب إفريقيا". أما "نيوزيلاندا هيرالد" فحملت بين صفحاتها هجوماً قاسياً على فريقها الذي "يسقط دائماً في المهام الصعبة". وتابعت الصحيفة في تقريرها أن "الفريق دخل البطولة محملاً بأحلام كبيرة لكتابة التاريخ، ليس بالمنافسة على البطولة أو على لقبها، وإنما بحصوله على أولى نقاطهم في بطولة كبرى، وتتتضائل فرص حدوث هذا إن استمر الاداء بنفس الطريقة التي ظهر بها الفريق في مبارتيه السابقتين". واعترفت الصحيفة أن فريقها "لم يكن ليصبح منافساً قوياً على نفس مستوى الفرق المشاركة في البطولة، لكنه كان يملك أن يعوض النقص الفني بشيء آخر، وهو الحماس والرغبة في النجاح، والعمل بجد بدنياً وذهنياً للبحث ليس عن اللقب، وإنما عن بداية جديدة".