كانت جماهير الأهلي والزمالك تنتظر شهر يناير بفارغ الصبر أملا في أن تقوم إدارتي الناديين الأحمر والأبيض بصفقات جديدة لدعم الفريقين في مشوارهما في باقي الموسم، إلا أنه عقب نهاية شهر يناير فوجئت الجماهير أن الفريقين أصبحا أضعف مما كانوا عليه. كلا الفريقان لم يعقدا ولو صفقة واحدة "سوبر" وتعاقدا مع أنصاف لاعبين من أندية متواضعة، بل والأعجب والأغرب أنهما تركا لاعبين مميزين يرحلوا عن الفريقين دون أن يقوما بتعويضهم. فاذا بدأنا بالزمالك فسنجد أن صفقات الزمالك لا تسر عدوا ولا حبيبا، وتؤكد أن الزمالك يسير من سيء إلى أسوأ. فبعدما تراجع الزمالك إلى المركز السادس في نهاية الدور الأول للدوري، وودع بطولة كأس مصر علي يد بني عبيد الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وخروج الزمالك من دوري أبطال إفريقيا بصورة مهينة بعدما احتل المركز الأخير في مجموعته كان من المفترض أن يدعم الزمالك صفوفه بلاعبين سوبر للخروج من هذه الكبوة الكبيرة وكان من المفترض أيضا أن يحافظ على لاعبيه الجيدين ويستغنى عن أنصاف اللاعبين. وفشل الزمالك في ضم أي صفقة جيدة رغم أنه دخل في مفاوضات مع العديد من اللاعبين المميزين ولكنه لم ينجح في ضم أي منهم مثل محمد فضل مهاجم الإسماعيلي وأحمد سمير ظهير ليرس البلجيكي وأمير عزمي مدافع أيك لارناكا القبرصي وأنيس بوجلبان لاعب الأهلي وعاشور الأدهم وأحمد جلال لاعبي المصري والمهاجم الغاني رزاق بيمبونج والذي انضم للمصري ومواطنه إيريك بيكوي المنضم لبتروجيت ومواطنهما شايبو ياكوبو المنضم للمصرية للاتصالات والكاميروني بيير كوكو المنضم حديثا لأهلي طرابلس الليبي والنيجري عبد الكريم لاسانا الذي انضم للاتحاد الليبي وإيميكا أكوامي لاعب إنيمبا وهو لاعب جيد جدا ومعروف ومن أبرز لاعبي إنيمبا ولا أعلم كيف أخضعه الزمالك للاختبار ثم كيف فشل في هذا الاختبار؟ ومع فشل الزمالك في التعاقد مع هؤلاء اللاعبين فوجئنا بالزمالك يتعاقد مع لاعبين لا يعرفهم أحد بل والأغرب من ذلك أنه استغنى عن لاعبين جيدين بالنسبة لباقي لاعبي الفريق وحافظ على لاعبين لا يصلحون لتمثيل الفريق الأبيض. فالزمالك ضم محمد المرسي وإبراهيم صلاح من المنصورة (درجة ثانية) وصبري رحيل من مصر للمقاصة (درجة ثانية) وأحمد ثروت من الرباط والأنوار (درجة ثانية) وعمر ربيع ياسين من ترن أوت البلجيكي (درجة ثانية) وأولي كوفي كان من نادي الجيش الايفواري وليس نادي أفريكا سبور مثلما ردد البعض. وهؤلاء اللاعبين لم ولن يستطيعوا إخراج الزمالك من كبوته ولن يكونوا على قدر المسؤولية لأن الزمالك كان بحاجة للاعبين سوبر "يشيلوا الفريق" وليس لأنصاف لاعبين "عايزين حد يشيلهم". وقد يقول البعض أن الزمالك ضم من قبل لاعبين غير معروفين وأصبحوا نجوما مثل تامر عبد الحميد ووليد صلاح عبد اللطيف ولكن هؤلاء على الأقل كانوا يلعبون مع المنصورة في الدوري الممتاز أمام أندية كبيرة وليسوا في فرق درجة ثانية، ولكن لاعبي الدرجة الثانية معظمهم فشل مع الزمالك مثل محمد أبو خنجر وتامر عبد الوهاب (تامر أبو جبل) وكان الاستثناء الوحيد هو عبد الحليم علي. الأغرب من ذلك أن الزمالك استغنى عن مجموعة من لاعبيه الجيدين أبرزهم أيمن عبد العزيز القادم من رحلة احتراف في تركيا ورغم إنه لم يقدم ما يشفع له في البقاء إلا أنه على الأقل يظل أفضل كثيرا من لاعبين أخرين مثل محمد أبو العلا وعلاء عبد الغني وأحمد عبد الرؤوف الذين حافظ عليهم الزمالك وكان يجب أن يحصل عبد العزيز على فرصة جديدة مع الجهاز الفني الجديد. استغنى الزمالك أيضا عن مصطفى جعفر وهو لاعب جيد وصغير السن وكان من الأولى أن يستغنى عن عبد الحليم علي أو يعير جعفر على أضعف الايمان حتى يضمن عودته مجددا في حال تألقه مع إنبي، كما استغنى عن محمد إبراهيم وهو من أبرز اللاعبين الصاعدين والذي بامكانه أن يلعب في أكثر من مكان في الملعب، واستغنى عن كريم ذكري رغم أن خط الدفاع به نقص كبير بعد الاستغناء عن وسام العابدي وعدم ضم أي مدافع جديد. أما علامة الاستفهام الكبرى فكان محافظة الزمالك على بعض اللاعبين أمثال عمرو عادل وأحمد عبد الروؤف والبرازيلي ريكاردو ألفيس وعلاء عبد الغني ومحمد أبو العلا وعبد الحليم علي.
تلقيت مكالمة هاتفية غاضبة من عماد متعب تحمل تهديدا شخصيا لي واذا انتقلنا إلى الأهلي فسنجد أن الأمور اكثر سوادا وأكثر سوءا، حيث لم يضم الأهلي سوى لاعب واحد فقط في فترة الانتقالات الشتوية هو محمد طلعت مهاجم منتخب الشباب، وهو لم يكن يلعب مع الفريق الأول لأهلي دبي الاماراتي وكان يشارك مع فريق الرديف، وقد يكون طلعت صفقة جيدة في المستقبل الطويل ولكنه لن يفيد الأهلي في الموسم الحالي ومن الصعب جدا أن يشارك مع الفريق الأول في ظل وجود طابور طويل من المهاجمين يسعون للحصول على فرصة مثل أحمد بلال وأسامة حسني وحسين ياسر المحمدي وأحمد حسن دروجبا وهاني العجيزي. وعقب تعثر الأهلي في كأس العالم للأندية باليابان ثم خروجه من كأس مصر مبكرا على يد حرس الحدود وإهداره للعديد من النقاط في الدور الأول للدوري كان من المفترض أن يشعر مسؤولو النادي الأحمر وجهازه الفني بالخطر ويشرعون في دعم الفريق بصفقات قوية. وفشل الأهلي في ضم أي صفقة جيدة رغم مفاوضات الفريق الأحمر مع لاعبين مميزين مثل شريف عبد الفضيل مدافع الاسماعيلي وزميله المهاجم العراقي مصطفى كريم ومدحت مصطفى مدافع قطر القطري وداوودا كاميلو مهاجم القطن الكاميروني المنضم للاتحاد الليبي وستيفن وارجو مهاجم إنيمبا النيجيري الذي انضم للمريخ السوداني أو حتى أحد المهاجمين الأفارقة الذين ظهروا في كأس أمم إفريقيا للشباب والذي سافر عدلي القيعي للتعاقد مع واحد منهم. ورغم فشل الأهلي في التعاقد ولو مع لاعب واحد في الفريق الأول - خاصة وأن طلعت سيقيد تحت السن - قام بالاستغناء عن أربعة لاعبين بدون سبب واضح أو مقنع رغم أن بقائهم حتى نهاية الموسم كان سيكون أفضل لحين العثور على لاعب أفضل منهم خصوصا وهم لا يكلفون خزينة النادي مبالغ كبيرة. الأهلي استغنى عن حسن مصطفى لاتحاد الشرطة ومحمود سمير للمصرية للاتصالات دون أن يضم بديلا لهما. ومن الغريب جدا أن يقوم الأهلي بالاستغناء عن رامي عادل للمصري رغم حالة النقص الكبيرة في خط دفاع الفريق وارتفاع معدل أعمار لاعبيه وتراجع مستواهم الفني والبدني، وحتى لو كان عادل أخطأ فكان من الممكن أن يعاقب بالغرامة المالية أو الإيقاف لفترة وليس للاستغناء عنه رغم أن الفريق في حاجة لوجوده فذلك يضر الفريق أكثر مما يضر اللاعب. والأغرب من الاستغناء عن عادل كان الاستغناء عن أنيس بوجلبان للخليج الاماراتي رغم أن المقابل المادي الذي حصل عليه الأهلي ضئيل جدا ولم يستطع التعاقد مع لاعب محترف ثالث بدلا من "بوجا" وسيكمل الموسم بلاعبين محترفين فقط، وكان من الأفضل الابقاء على بوجلبان حتى نهاية عقده. خلاصة الكلام: صفقات يناير في الزمالك تؤكد أن الحال مستمر على ما هو عليه ولا يوجد أي بارقة أمل في الاصلاح أو التطوير في المستقبل القريب، أما صفقات يناير في الأهلي فتؤكد أن إدارة التعاقدات بالنادي لم تعد بنفس القوة مثلما كانت وأن المنحنى يتجه نحو الأسفل ويجب أن يكون هناك تدخل فوري لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. ملحوظة أخيرة: تلقيت مكالمة هاتفية غاضبة من عماد متعب تحمل تهديدا شخصيا لي بسبب نشر أخبار تشير إلى أن ادارة نادي اتحاد جدة تفكر في الاستغناء عنه رغم أننا في FilGoal.com قمنا بنشر هذه الأخبار نقلا عن تقارير نشرت في جميع الصحف السعودية ونسبنا الأخبار إلى مصادرها التي جاءت منها، وهي كانت أخبار صحيحة وكان الاتحاد بالفعل بصدد الاستغناء عن متعب لتراجع مستواه لولا تعثر "العميد" في ضم البرازيلي تياجو نيفيز أوالأرجنتيني دانييل مانسو أو كلاهما. وأود أن أوضح لمتعب وأؤكد له أننا من خلال FilGoal.com ننشر جميع أخبار اللاعبين المحترفين بصدق وحيادية تامة ونرفض تماما أسلوب "البلطجة" ولا نخشى أحدا وسوف نواصل المسيرة كما نحن وسننشر كافة الأخبار سواء الإيجابية أوالسلبية عن جميع لاعبينا المحترفين.