انتهى وقت الكلام والانتقاد والسخرية من أحوال الزمالك، وحان وقت الإصلاح الحقيقي داخل النادي الأبيض واتخاذ خطوات إيجابية لتحقيق ذلك، وأتمنى من الجميع أن يشارك معي في إطلاق حملة "إنقاذ الزمالك" حتى يعود الصرح الأبيض العظيم شامخا كما كان. في البداية أؤكد أن كل ما كتبته من قبل انتقادا للزمالك كان من أجل صالح الفريق الأبيض وليس للسخرية منه أو الشماتة فيه، وربما كان انتقادي قاسيا ولاذعا في بعض الوقت ولكنه كان من أجل أن يستفيق الجمهور الأبيض من الوهم الذي يعيشه ويدرك المأزق الحقيقي الذي يمر به ناديه العظيم. وأشرت منذ فترة طويلة إلى أن جمهور الزمالك كان من ضمن أسباب تراجع مستوى الفريق وهاجمني البعض بشدة وقتها ولكني سعدت للغاية عندما قال الدكتور ياسر أيوب الصحفي بجريدة الأهرام في برنامج "الكرة مع شوبير" إن جماهير الزمالك هي السبب الرئيسي في تراجع مستواه في الفترة الماضية. فالجماهير التي لا تنظر للعيوب التي داخل ناديها وتعلق هزائم الفريق المتتالية على شماعة أخطاء التحكيم وسوء الحظ والإعلام الأحمر هي جماهير لن تستطيع أن تدفع فريقها للأمام وتخرجه من الكبوة، ولكن الجماهير الحقيقية هي التي ترى عيوب فريقها بنظرة محايدة وتحاول إصلاحها بأفكار وأفعال إيجابية وهو ما أريد أن أبدأه اليوم واتمنى من جماهير الزمالك بالكامل أن تقف معي وتضع يدها بيدي من خلال حملة "إنقاذ الزمالك". في البداية يجب أن نعلم أن فريق الكرة ينقسم لثلاثة عناصر رئيسية هي مجلس الإدارة والمدير الفني واللاعبين، وفي رأيي الشخصي أن المدير الفني يعد من أهم العناصر لأنه يكون حلقة الوصل بين مجلس الإدارة واللاعبين، وإذا كان مدربا جيدا فإنه سيستطيع تقويم اللاعبين أخلاقيا واخراج أفضل ما لديهم فنيا، كما سينجح في ضم لاعبين مميزين يفيدوا الفريق والاستغناء عن اللاعبين السيئين الذين يؤدي استمرارهم إلى تراجع أداء الفريق. ولعل الأمثلة تؤكد كثيرا على كلامي فالعديد من المدربين حقق نتائج رائعة سواء على مستوى العالم أو داخل مصر أبرزهم حسن شحاتة وجوزيه مورينيو ومانويل جوزيه ومحمود الجوهري وطلعت يوسف وجميعهم تعاملوا مع إدارت مختلفة سواء لأندية أو الاتحادات وإن كان بعضها جيد والآخر غير جيد، كما تعاملوا مع مستويات مختلفة من اللاعبين المميزين أو حتى متوسطي المستوى ومع ذلك حققوا نجاحات كثيرة طوال مشوارهم بسبب قوة شخصيتهم في المقام الأول ثم فكرهم الفني في المقام الثاني. وبالنسبة للزمالك تحديدا فإن الوضع الحالي يجعل هناك صعوبة لتحديد مجلس إدارة فالجميع سينتظر الانتخابات في شهر يوليو، كما أن هناك صعوبة في عملية بيع وشراء اللاعبين لأن ضم واستبدال اللاعبين محدود في يناير، ولذلك فإن الطريق الأسهل والخطوة التي يجب أن تبدأ في الزمالك هي اختيار مدير فني جديد للفريق يبدأ في عملية الاصلاح وترميم الفريق ويكون هو صاحب قرار ضم لاعبين جدد واستبعاد لاعبين قدامى. وفي رأيي الشخصي أن الزمالك لا يحتاج حاليا لمدير فني أجنبي صاحب فكر فني عالي بقدر ما يحتاج مدير فني مصري قادر على لم شمل اللاعبين ورفع روحهم المعنوية في البداية وتقويم اللاعبين الفاسدين داخل الفريق ثم يبدأ بعد ذلك مرحلة الاصلاح الفني، فأي مدرب أجنبي سيأتي الزمالك حاليا سيفشل فشلا ذريعا حتى لو كان أفضل مدرب في العالم. ويجب على المدير الفني المصري القادم للزمالك أن يحمل صفات خاصة فلا يستخدم اللين وسياسة الدلع التي اتبعها الكثيرين في الفترة الأخيرة، وأيضا لا يستخدم سياسية العنف والذي استخدمه من قبل فاروق جعفر، لأن كلاهما لم ولن يجدي مع لاعبي الزمالك، ويجب على المدرب القادم أن يستخدم أسلوبا وسطا في التعامل بحيج يجمع بين الشدة واللين، ويجمع بين حب اللاعبين له واحترامهم له أيضا، كما يجب عليه أن يتعامل مع اللاعبين بعدل وبدون محسوبية أو مجاملة. وبنظرة سريعة للمدربين الموجودين في مصر فسنجد عدد قليل جدا ينطبق عليهم هذه الشروط أبرزهم الجوهري وحسن شحاتة وطلعت يوسف بالاضافة لمحمود سعد، وفي ظل ابتعاد الجوهري عن التدريب وصعوبة موافقته على تدريب الزمالك، وارتباط حسن شحاتة مع منتخب مصر، وصعوبة ان يتقبل لاعبي وجماهير الزمالك أن يتولى مدرب سكندري هو طلعت يوسف تدريب الفريق، فلا يوجد سوى شخص واحد فقط يصلح لتدريب الزمالك حاليا هو محمود سعد. وأعلم أن البعض قد يطرح اسمي حلمي طولان أو طه بصري ولكني أعتقد أن الأول عصبي للغاية ولن يتحمل الضغوط الكبيرة كما أنه له مشاكل سابقة مع بعض اللاعبين، أما الثاني فهو طيب ومحترم "زيادة عن اللزوم" ولن يصلح مع لاعبي الزمالك. نعود لمحمود سعد والذي تولى الزمالك بصورة مؤقتة في أكثر من مرة سابقة وحقق نجاحات كثيرة في كل مرة حتى أن الجماهير أطلقت عليه "وش السعد" ، ونجح سعد مع الزمالك الموسم قبل الماضي عندما تولى المسؤولية بمفرده وواصل الزمالك نجاحاته بعد تولي ميشيل في البداية بسبب تدخل سعد في النواحي الفنية وقاد الفريق لنصف نهائي دوري أبطال العرب، وبعدما انفرد ميشيل بالقرارات قرر اللجوء لطريقة 4-4-2 واعترض سعد بشدة فنال الزمالك هزيمة قاسية من الهلال السوداني وودع دوري أبطال إفريقيا. وبعد رحيل سعد واستمرار ميشيل بمفرده سقط الزمالك عربيا على ملعبه أمام الفيصلي الأردني المتواضع وخسر نهائي الكأس أمام الأهلي بعدما "افتكس" ميشيل اللعب بأحمد حسام "كمساك" وتسبب في هزيمة الزمالك. محمود سعد ينال حب واحترام الجميع داخل الزمالك كما أنه محبوب من اللاعبين ورجل أكاديمي حيث قام بالحصول على شهادة الدكتوراه من كلية التربية الرياضية، وبالإضافة لكل ذلك فهو يمتلك ميزة مهمة جدا وهي أنه "محظوظ" وهي الميزة التي يمتلكها حسن شحاتة والتي أسهمت بقوة في انجازاته الكبيرة، ولا أقول أن سعد وشحاتة محظوظين لأنهم "بركة" أو "أمهم داعيالهم" مثلما يردد بعض الجهلة، ولكنهم محظوظين لأنهم رجال مخلصين يعملون باجتهاد واخلاص وحب، ويتعاملوا مع اللاعبين بعدل ومساواة، ولذلك فأنهم موفقين، لأن التوفيق من عند الله، والحظ لا يذهب الا لمن يستحقه. وللتأكد من نجاح سعد يجب أن نتابع نتائج فرق الناشئين بالزمالك والتي حققت طفرة كبيرة في العامين الماضيين بعدما تولى سعد مسؤولية مدير قطاع الناشئين، بعدما كانت نتائج ناشئي الزمالك سيئة جدا. وقد سمعت رأي للبعض أنه من الأفضل أن يستمر سعد رئيسا لقطاع الناشئين حتى يواصل نجاحه في هذا القطاع والاستعانة بمدرب أخر للفريق الأول، ولكن ذلك سيجعل سعد كمن "ينفخ في قربة مقطوعة" لأنه يجهز ناشئين جيدين ولكنهم يفسدوا بعد تصعيدهم للفريق الأول بسبب التخبط الاداري والدلع والمحسوبية، ولذلك فإنه من الأفضل أن يترك سعد قطاع الناشئين بعدما أرسى حجر الأساس له لشخص أخر يكمل المسيرة، ويتولى سعد تدريب الفريق الأول لترميم الفريق واصلاح الأخطاء ولتكون هذه هي بداية حملة الاصلاح. ويجب أن تمنح ادارة الزمالك فترة مناسبة لاصلاح الفريق بحيث يكون عقده حتى نهاية الموسم على أقل تقدير، ويتم تمديده تلقائيا لمدة عام أخر في حال تحسن شكل ونتائج الفريق، كما يجب أن تمنح الادارة الحق لسعد في اختيار جهازه المعاون بالكامل بنفسه دون تدخل، كما تمنحه الحق كاملا في ضم اللاعبين الذين يريدهم والاستغناء عن اللاعبين الذين لا يريدهم دون تدخل من أحد. في النهاية أود أن أؤكد أنني لا أعرف محمود سعد على المستوى الشخصي ولا تربطني به أي علاقة صداقة أو معرفة شخصية حتى لا يتهمني البعض بذلك، ولكني أقول ذلك من منطلق حبي للزمالك ورغبتي في عودته لطريق البطولات مجددا. - نقطة أخيرة: أتمنى من جماهير الزمالك أن تشاركني في حملة "انقاذ الزمالك" وأن نبدأ سويا في ذلك ولتكن البداية هي مطالبة ادارة الزمالك بتعيين محمود سعد مديرا فنيا للفريق، ويجب أن تنطلق الحملة بقوة عبر المواقع الرياضية الصديقة وروابط مشجعي نادي الزمالك وعبر مواقع النادي الجماهيرية بالاضافة لاتصالات ورسائل مشجعي الزمالك عبر شاشات الفضائيات الرياضية. وفي حال نجاح جماهير الزمالك في أن تحقق رغبتها وأن تجعل ادارة الزمالك توافق على رأيها فقد تصبح تلك الخطوة هي خطوة أولى في حملة انقاذ الزمالك ونبدأ معا في خطوات أخرى تالية بالمطالبة بضم لاعب معين أو الاستغناء عن لاعب أخر وتقوم الادارة والجهاز الفني بتلبية طلبات الجماهير التي أصبحت واعية و"فاهمة كورة" ربما أكثر من بعض أعضاء مجلس الادارة الأبيض في السنوات الأربعة الأخيرة.