أتحدى بمستقبلي الصحفي وأراهن بكل النقود التي أمتلكها - وهي ليست كثيرة - أن يأتي لي أي شخص بأي بطولة دوري في العالم أو حتى في كوكب زحل يخوض فيها فريق من فرق الدوري عشرة مباريات متتالية على ملعبه مثلما يحدث مع الزمالك في الدوري المصري العجيب والغريب. فقرعة بطولة الدوري لهذا الموسم وضعت للزمالك عشر مباريات متتالية بالتمام والكمال بالقاهرة في ظاهرة لم ولن تحدث في تاريخ كرة القدم في العالم أجمع. فالزمالك خاض مباراة واحدة خارج ملعبه في افتتاح الموسم مع غزل المحلة ، ثم عاد إلى القاهرة وفي أحضان جماهيره ليلعب عشر مباريات متتالية، إذ واجه الاتحاد ثم المصري ثم الاتصالات ثم الترسانة. وعقب فترة توقف الدوري سيخوض ست مباريات أخرى بالقاهرة أيضا هي على الترتيب إنبي ثم حرس الحدود ثم الجيش ثم الأوليمبي ثم الأهلي ثم المقاولون العرب. ولا أدري أي قرعة هذه التي أجرتها لجنة المسابقات لمباريات الدوري ويبدو أنها "القرعة" التي تتباهي بشعر بنت أختها، فما يحدث هو مخالف تماما لمبدأ تكافؤ الفرص لفرق الدوري المختلفة. وكان يجب على اتحاد الكرة عند اجراء القرعة مراعاة الفرق التي لا تمتلك ملعبا وتلعب مبارياتها في القاهرة مثل الترسانة والمقاولون والجيش والاتصالات وتوزيع هذه المباريات على فترات متباعدة. وأود أن أشيد بالأستاذ مازن مرزوق الذي قدم استقالته من لجنة المسابقات بعدما وجد حالة التخبط التي تسود اللجنة بالاضافة لعدم احترام قراراتها وكان أخرها تأجيل لقاء الأهلي والاسماعيلي رغم عدم موافقة اللجنة على ذلك.
تواجد العديد من فرق الشركات في الدوري والتي تتخذ من القاهرة مقرا لخوض مبارياتها يحطم مبدأ تكافؤ الفرص بين الأهلي والزمالك من جهة وبين فرق الأقاليم من جهة أخرى ولست هنا بصدد الهجوم على الزمالك أو اتهام اتحاد الكرة بأنه منحاز للزمالك، فما فعله اتحاد الكرة تجاه الزمالك يعد سلاح ذو حدين، فالزمالك قد يستغل المباريات العشرة المتتالية على ملعبه ووسط جماهيره ليحلق في صدارة الدوري منفردا وقد يعطيه ذلك دفعة معنوية كبيرة في المنافسة على لقب الدوري والتتويج به في نهاية الموسم. ولكن الحد الأخر للسلاح هو أن الزمالك وعقب انتهائه من المباريات العشر على ملعبه سيخوض عدة مباريات صعبة خارج ملعبه ومن ضمنها مباراتين متتاليتن أمام الاتحاد بالاسكندرية والمصري في بورسعيد، وقد تسبب هذه المباريات الصعبة نكبة جديدة للزمالك ويفقد صدارة الدوري مثلما حدث في موسم "فريق الأحلام" الشهير. وفي رأيي أن تواجد العديد من فرق الشركات في الدوري والتي تتخذ من القاهرة مقرا لخوض مبارياتها يحطم مبدأ تكافؤ الفرص بين الأهلي والزمالك من جهة وبين فرق الأقاليم من جهة أخرى. فتواجد الترسانة والمقاولون العرب وطلائع الجيش والمصرية للاتصالات وإنبي واتحاد الشرطة بالاضافة للأهلي والزمالك يمنح فريقا القمة 22 مباراة بالتمام والكمال وسط جماهيرهما وثماني مباريات فقط طوال الموسم خارج ملعبيهما، بينما يتعين على الاسماعيلي مثلا خوض 15 مباراة على ملعبه و15 أخرى خارج ملعبه ثم نطلب بعد ذلك من فرق الأقاليم أن تكون منافسا قويا للأهلي والزمالك. ومن الصعب بل ومن المستحيل في رأيي أن ينافس أحد فرق الأقاليم مع الأهلي والزمالك على درع الدوري في المستقبل خاصة وأن فرق القاهرة تزداد يوما بعد يوم. وقد أعجبتني بشدة تجربة فريق بتروجيت الذي اتخذ ستاد السويس ملعبا له لتكون هذه التجربة مفيدة للغاية للطرفين، فبتروجيت الذي لا يملك جماهير استفاد من مؤازرة جماهير السويس له، كما استفاد السوايسة من تواجد فريق قوي ومحترم يمثل المدينة في الدوري الممتاز بعد هبوط فرق السويس الثلاثة منتخب السويس وأسمنت السويس وغزل السويس. وتجربة بتروجيت يجب أن تتكرر مع باقي فرق الشركات، فنجد مثلا انبي يلعب في المنصورة، والجيش يلعب في دمنهور، والاتصالات يلعب في دمياط لتكون الفائدة مشتركة لكافة الأطراف ويعود مبدأ تكافؤ الفرص بين فرق الدوري بالكامل.