إذا لم تكن تعلم خريطة السكك الحديدية في مصر، فإن أنباء احتراف اللاعبين المصريين في روسيا والبلاد المجاورة لها قد تقنعك بأن خطا جديدا افتتح بين القاهرةوموسكو لتوريد لاعبي الكرة. بدأ نشاط رحلات روسيا منذ أيام عندما قرأنا خبر وصول عرض رسمي لمهاجم الأهلي الدولي عماد متعب من نادي ساترن الروسي مقابل ثلاثة ملايين يورو وهو العرض الذي وافقت عليه إدارة النادي الأهلي مباشرة. وبعد أيام جاء الخبر الثاني فقد وافقت إدارة الاسماعيلي على عرضا من سبارتاك موسكو الروسي أيضا لضم المدافع هاني سعيد، والذي اتضح فيما بعد أنه غير صحيح. وبعدها بساعات جاء الثالث فشختار دونتسيك الأوكراني يريد التعاقد مع حسني عبد ربه والجميع ينتظر تحديد مصير اللاعب سواء في الاسماعيلي أو ستراسبورج أو الأهلي. المشكلة ليست في حوادث السكك الحديدية أو فكرة الاحتراف الخارجي نفسها، ولكن في الخط الجغرافي الذي تسلكه هذه الرحلة. فالجميع ملأ الدنيا صراخا بعد كأس الأمم مطالبا باحتراف اللاعبين خارجيا من أجل تحسين وتطوير الكرة المصرية ولكن بدون تسرع وتخبط ليس له داع.
فالاحتراف ليس غاية يجب الوصول إليها من أجل مجرد إطلاق لقب محترف على اللاعب بل هو وسيلة نحو تطوير أداؤه وخدمة منتخب بلاده لذلك فأنا ضد احتراف "روسيا رايح جاي". في البداية يجب أن نعرف جميعا أن اللاعب المصري هو محترف بالفعل ولكن محليا في دوري لن يطور أداؤه أكثر من ذلك وهو ما نريده أن يحدث نتيجة الاحتراف الخارجي. فالاحتراف ليس غاية يجب الوصول إليها من أجل مجرد إطلاق لقب محترف على اللاعب بل هو وسيلة نحو تطوير أداؤه وخدمة منتخب بلاده لذلك فأنا ضد احتراف "روسيا رايح جاي". فالدوري الروسي أو الأوكراني لن يكون أبدا إضافة للاعبي المنتخب المصري ليس لكونه أضعف من الدوري المصري بل لأنه مختلف تماما عن الكرة التي نعرفها من حيث الطريقة والطقس والكرة نفسها. بل أن مواعيده أيضا لن تخدم الكرة المصرية بأي شكل فالدوري الروسي يبدأ في منتصف مارس وينتهي في أكتوبر بما يعني أن اللاعب سيأتي إلى كأس الأمم الأفريقية وهو بعيدا عن الكرة منذ ثلاثة أشهر وهو بالطبع ما سيأثر على مستواه. والفرق الروسية أيضا ليست لها تواجد دائم ومؤثر في بطولات أوروبا فأجواء الكرة الروسية مختلفة تماما عن باقي بلدان أوروبا حتى أن لاعبي المنتخب الروسي نفسه معظمهم محترفين خارجها. كما أننا سبق ورأينا تجربة احتراف عمرو زكي في روسيا وكيف عاد بعد أشهر قليلة دون أن يشارك في أي مباراة بالرغم من معرفة الجميع لقوة عمرو البدنية وإصراره على اللعب والتسجيل ولكن الظروف هناك أصعب وأشد. لست ضد الاحتراف مطلقا بل أنني من أقوى مؤيديه وأتمنى أن يخرج جميع لاعبينا للخارج من أجل خدمة المنتخب ولكن أخشى أن نخطو خطوة متسرعة بلا تفكير ودراسة قد تأخرنا مرة أخرى بعد 18 عاما من القرارات المتخبطة في عالم الاحتراف المصري.