تغلب منتخب مصر على كوت ديفوار وتأهل للمباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا على عكس توقعات معظم الجماهير والنقاد الرياضيين - وأنا منهم - سواء في مصر أو في العالم، ليطرح لاعبو منتخب مصر العظماء تساؤلا مهما هو "يا ترى مين وراهم؟" وفي المقال السابق كتبت أن منتخب كوت ديفوار أفضل من منتخبنا المصري من الناحية الفنية والبدنية بحساب امكانيات لاعبيه الذين يلعبون في أفضل أندية أوروبا ومازلت عند رأيي هذا ولم أغيره، وقلت أن "الأفيال" هم الأقرب للفوز بنسبة تصل إلى 80 % مقابل 20 % فقط لمصر. ولكني كتبت بالنص أن "فوز مصر على كوت ديفوار في المباراة المقبلة ليس مستحيلا، ولكنه يحتاج إلى تركيز وروح عالية وتوفيق كبير من الله" وهو ما حدث. فلاعبو مصر جميعا لعبوا بروح عالية وبتركيز كبير واصرار وجدية منحهم فوزا كبيرا على الفريق الأفضل والأجهز. أما عن توفيق الله سبحانه وتعالي والذي ذكرته في المقالة السابقة فقد تحقق بشكل كبير للغاية في هذا اللقاء حيث أتيحت لمنتخب كوت ديفوار تسع فرص محققة للتسجيل سجلوا منها هدفا واحدا فقط فيما أتيحت لمصر ست فرص سجلنا منها أربعة أهداف وهو قمة التوفيق. وكان لتألق الحضري وتوفيقه في التصدي لهجمات الأفيال دورا كبيرا في تحقيق الفوز، بالاضافة لعناصر التوفيق الأخرى مثل الهدف الأول لفتحي الذي جاء بعدما اصطدمت الكرة بأحد مدافعي الأفيال وغيرت اتجاهها، كما كانت اصابة الحارس أبو بكر باري واستبداله بالحارس المتواضع ستيفان لوبوي دور كبير في تحقيق الفوز. المفاجأة التي لا يعلمها معظم الناس أن لوبوي يلعب في نادي جرويتر فورت الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الألماني وتم تفضيله في القائمة على حارس مرمى اتحاد الشرطة الرياضي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية المصري والذي كان موجودا في القائمة المبدئية للأفيال. ولم أكن الوحيد الذي توقع فوز كوت ديفوار على مصر بل أن توقعات أعضاء موقع FilGoal.com حملت نسبة كبيرة رجحت كفة كوت ديفوار وصلت إلى 36 % مقابل 48% لمصر وهي نسبة كبيرة للأفبال خاصة اذا وضعنا في الحسبان أن معظم أعضاء الموقع مصريين وعرب والعاطفة والتمني يكون لها دور كبير في توقعاتهم.
واذا كنت قد أخطأت في المقال السابق، فكان الخطأ هو مطالبتي بعدم اشراك أحمد فتحي من بداية اللقاء ولكن فتحي تألق ولذلك أتقدم للاعب باعتذار عن وجهة نظري الخاطئة. وأعود وأكرر أنني لم أقل أن الفوز مستحيل ولكني قلت أن النسبة 80 % فقط مقابل 20 % لمصر وهذا الكلام يعني أن المنتخبين لو لعبا معا 100 مباراة متتالية ستفوز كوت ديفوار في 80 منها وتفوز مصر في 20 فقط وقد كانت هذه المباراة من ضمن المباريات ال20. وتناول هذا الأمر قبل المباراة كان لتهيئة الجماهير للهزيمة لو حدثت تجنبا للإصابة بصدمة كبيرة كما أنني أمتلك قناعة تامة بامكانات حسن شحاتة وجهازه الفني وأتمنى بقائهم في أماكنهم لأطول فترة ممكنة. وكنت على علم أن "المعلم" سيلقى هجوما رهيبا في حال الهزيمة من كوت ديفوار سواء من النقاد والصحفيين أو من المدربين "المشتاقين" للوصول لمنصبه أو من محبي مهاجمة اتحاد الكرة لأغراض انتخابية أو من بعض أعضاء اتحاد الكرة نفسه وهو الشىء الغريب. ولذلك كان يجب علي أن أوضح أن الهزيمة من كوت ديفوار لو حدثت ستكون منطقية وطبيعية وليست بسبب ضعف امكانات شحاتة، بل وعلى العكس أن الفوز لو تحقق يكون بمثابة الانجاز الكبير للمعلم لأنه نجح في تحقيق فوز بلاعبين يبلغ ثمنهم 26 مليون يورو مقابل لاعبين يبلغ ثمنهم 176 مليون يورو بحسب احدى شركات وكلاء اللاعبين في أوروبا. واذا كنت قد أخطأت في المقال السابق - ولا يوجد عيب في أن أعترف بذلك - فكان الخطأ الوحيد هو مطالبتي بعدم اشراك أحمد فتحي من بداية اللقاء ولكن فتحي تألق ولذلك أتقدم للاعب باعتذار عن وجهة نظري الخاطئة. أعود مرة أخرى للسؤال الذي طرحته في بداية المقالة وهو أن لاعبي منتخب مصر العظماء "يا تري مين وراهم" وأؤكد أن ورائهم مدرب عظيم وفاهم اسمه حسن شحاتة وملقب بالمعلم. كلمة أخيرة لعماد متعب من ينتقد أدائك يكون ذلك لمصلحتك ولمصلحة المنتخب وليس كرها فيك على المستوى الشخصي، ولكن من ينتقدك يريد عودتك لمستواك الرائع الذي عرفناه عنك من قبل كمهاجم رائع. وما نطالبك به فقط هو مزيد من التركيز ومزيد من بذل الجهد واهانة نفسك داخل الملعب، ونريد أن تصالحنا بهدف واحد في المباراة النهائية يغفر لك ابتعادك عن مستواك منذ بداية البطولة ويظل محفوار في تاريخك وتاريخ مصر إلى الأبد .. شد حيلك يا متعب.