أجمع معظم خبراء كرة القدم فى أعقاب خسارة مصر المذلة أمام فرنسا بخماسية نظيفة أن الهزيمة أمر وارد فى كرة القدم ، وأن أحدا لم يطلب من منتخب مصر الفوز على الفريق الفرنسى وإنما كان من المطلوب الأداء بصورة مشرفة. كلام منمق ولكنى أتفق مع نصفه الأول فقط ، فالهزيمة واردة فى كرة القدم وفى الرياضة عموما ، ولكن القاعدة هى أن تلعب للفوز ، وليس من أجل الهزيمة وإن كانت بشكل مشرف. ومع اعترافى أن فوز مصر على منتخب فرنسا فى عقر داره – وفى أى مكان – أمر فى غاية الصعوبة ، فإنه ليس مستحيلا وإلا لما استطاعت السنغال تحقيقه فى افتتاح كأس العالم الأخيرة عندما هزمت فرنسا بهدف نظيف ، ولما استطاعت تونس تحقيق التعادل بهدف لمثله. ولكن لماذا فازت السنغال على فرنسا وتعادلت تونس معها وخسرنا نحن بفضيحة؟ السبب هو أن السنغال وتونس لعبتا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية مع اقتناع تام بأن لاعبى الفريق الفرنسى نجوم فى سماء كرة القدم ولكنهم ليسوا "جرانديزر المدمر" أو "أبو رجل مسلوخة" الذى لا يقهر. أما نحن ، فخسرنا اللقاء قبل أن تطأ أقدامنا أرض الملعب ، بل قبل أن نصعد على متن الطائرة المتجهة إلى باريس لأن لاعبينا – باستثناء ميدو - ومديرهم الفنى كانوا مقتنعين أن هناك فارقا كبيرا بين الكرة فى مصر وفرنسا ، إن صح أن نطلق على "الشىء" الذى تشهده ملاعبنا المصرية اسم كرة قدم. حالة الذعر التى انتابت اللاعبين قبل اللقاء صاحبها انبهار بالإمكانات التى يتمتع بها ستاد دو فرانس وانبهار بنجوم منتخب فرنسا – الذى لعب دون ستة من الأساسيين – وهو ما كان كفيلا بأن يزيد من الطين بلة ، فما أن أحرز هنرى هدفيه الأول والثانى حتى أيقن اللاعبون أنهم مقبلون على فضيحة ، وبدأوا فى عد الدقائق المتبقية على نهاية المباراة. أما محسن صالح ، فقد قاده تسليمه الواضح بالهزيمة قبل المباراة إلى اللعب دون هدف محدد. بل ويكاد التشكيل الذى بدأ به اللقاء يقول إنه لعب من أجل الهزيمة بأقل عدد ممكن من الأهداف وكأن هناك لقاء عودة يستطيع فيه الفوز (المباراة كانت ودية يا كابتن.) كما أن صالح أدار اللقاء بطريقة ولا أسوأ ، فدفع بجمال حمزة ، وهو لاعب لا يصلح للتمثيل الدولى ، بدلا من حازم إمام الذى يملك من الخبرة الدولية ما يعينه على خوض مثل هذه المباريات ، وحتى عندما استبدل حمزة دفع بمحمد جودة بدلا منه رغم أن الأخير كان "عالة" على الأهلى خلال لقاء الزمالك الأخير فى الدورى. اللعب دون هزيمة أو طموح يعنى هزيمة محققة ، وإذا كان الخصم فريقا بحجم منتخب فرنسا فإنه يعنى "فضيحة بجلاجل" على مرأى ومسمع من العالم. وأختتم اليوم بلغز أو فزورة لا علاقة لها بلقاء مصر وفرنسا: إذا كان أحمد أبو مسلم يساوى مليون دولار – وهو المبلغ الذى طلبه الأهلى من نانت الفرنسى – فلماذا جلوسه على دكة البدلاء فى ظل المستوى المتواضع لمحمد عمارة طوال الموسم؟ ولماذا جاءت مشاركة اللاعب أمام الترسانة بعد العرض الفرنسى تحديدا؟ فى الأهلى يقولون إن السبب هو ظهور أبو مسلم بمستوى جيد أمام منتخب فرنسا الأوليمبى الأسبوع الماضى ، وأنا لا أملك معلومات لضحد هذا الكلام ، ولكنى لا أميل لتصديقه ، ولا أستبعد أن تكون مشاركة اللاعب جاءت ل "تحلية البضاعة" فى عيون المشترى ، وهذا ليس ببعيد عن إدارة تطبق الاحتراف على صفحات الجرائد فقط ، فتدعو لإنشاء قناة فضائية لزيادة موارد النادى ، وتشارك فى بطولة إفريقيا عديمة الفائدة تكلف خزينة النادى ملايين الجنيهات دون عائد مادى فى النهاية. من يملك حل اللغز يرسله على النادى الأهلى للرياضة البدنية ، عناية إدارة التسويق "بالهمزة"!