أصبح من المعتاد ألا يفرح أي جمهور بصفقة أبرمها النادي الذي يشجعه حتى يرى اللاعب بعينه داخل المستطيل الأخضر يحمل شعار هذا النادي، بل وفي بعض الأحيان لم يعد هذا كافيا. وكما عودتنا مواسم انتقالات الكرة المصرية سنظل نرى مهازل تعكس مدى ضعف الإدارات الكروية في الأندية المصرية وتظهر أننا لن ننجح في تطبيق نظام الاحتراف داخل المنظومة الكروية طالما أننا لا نرى أساس المشكلة ونتجاهل حلها. مشكلة حسني عبد ربه الأخيرة لم تكن الوحيدة من نوعها هذا الموسم ولن تكون الأخيرة مادمنا نرفض تطبيق مفهوم الإدارة الرياضية السليم الذي يبني الفريق ويدفع به للأمام بدلا من منطق "أحييني النهاردة وموتني بكرة" السائد بين الأندية المصرية. سبب رحيل عبد ربه ليس تدخل الأهلي في الصفقة، فالأهلي نجح في قنص لاعب يرغب النادي الذي يملك حق التصرف فيه (ستراسبورج)، فدخل في مفاوضات رسمية مع الطرف الفرنسي ونال حقه بضم اللاعب، فلماذا تسبب انتقال اللاعب في كل تلك الأزمات؟ الأندية المصرية تعاني من فقر كبير في الموارد وهو ما يجعلها تضطر للجوء لحل من اثنين، إما تسليم النادي لرجل يملك المال ويطمع في بعض الشهرة كمقابل لصرفه لأمواله الخاصة على النادي، وإما أن تظل الأندية فقيرة تحلم بالبقاء في الدوري الذي يجلب له بعض الدخل من إذاعة مبارياتها أمام الأهلي أو الزمالك وتحاول إبراز لاعبيها للفرق الكبرى أملة في نيل مليون يتيم من ملايينهم. تجربة النادي الإسماعيلي كشفت أن نظرية رجل الأعمال الذي يملك مالا لا يمكنها تحقق الكثير من التطوير للفرق، فبرغم ظهور الدراويش بشكل أفضل من المواسم السابقة إلى أنهم لم يحققوا أكثر مما وصل إليه في الموسم الماضي وما سبقه على مستوى البطولات. رحيل حسني كان سيئة في سجل الكومي تساوي نجاحاته في التعاقد مع لاعبين مميزين أمثال محمد فضل وهاني سعيد ومحاولاته لبناء فريق ينافس قطبي الكرة المصرية. الكومي وسيد متولي وممدوح عباس وغيرهم دخلوا مجالس تلك الأندية وهم يأملون في الفوز ببعض الشهرة عن طريق تعاقدات ضخمة وأموال تحل كل المشاكل المعقودة، ولكن الآن وقد أتت الشهرة فلا تنتظروا أن تظل خزائنهم مفتوحة لحل مشكلات الأندية الفقيرة والسبب يعود إلى أنهم لن يحققوا من ورائها أكثر مما نالوه. الجهل الإداري الذي دفع سيد متولي للتعاقد مع نادي أسيريسكا السويدي بشأن انتقال محمد جودة لمدة نصف موسم على سبيل الإعارة ثم توقيع عقد مع جودة نفسه لمدة عام ونصف مدفوعة الأجر مقدما يجعلنا نتساءل كيف سيرتفع شأن الفرق المصرية بهذه الإدارات.
مشكلة حسني عبد ربه الأخيرة لم تكن الوحيدة من نوعها هذا الموسم ولن تكون الأخيرة مادمنا نرفض تطبيق مفهوم الإدارة الرياضية السليم الذي يبني الفريق ويدفع به للأمام بدلا من منطق "أحييني النهاردة وموتني بكرة" السائد بين الأندية المصرية. قضية بشير التابعي هي الأخرى تعكس نفس النظرية، فلقد علمنا أن التابعي انضم للزمالك منذ ثلاثة أشهر لنفاجئ منذ أيام بأن الصفقة لم تحسم بعد وأن التابعي قادر على تحويل مساره إلى النادي الأحمر. لماذا لم يحسم الزمالك الصفقة منذ البداية؟ لأن ممدوح عباس قرر عدم دفع المبلغ حتى اللحظات الأخيرة لعل وعسى يتمكن الزمالك من تدبيره حتى لا يجبر على صرفه من جيبه الخاص وكانت النتيجة أن المدافع الدولي كاد أن يتراجع عن وعوده واضعا الزمالك في موقف سخيف. الكومي فشل مع أول اختبار لقدراته كإداري يجيد لغة الاحتراف ويفهم قواعد كرة القدم، وهو مظلوم لا شك في ذلك فلا منطق يعلن أن عليه أن يدفع من جيبه الخاص مليون يورو لحسني حتى يبقيه مع الفريق ثم يدفع لسيد معوض مليوني جنيه حتى يبقيه بجانب حسني دون أن يعود عليه ذلك بأي نفع. وإذا سجلنا ان يحيى الكومي صرف الكثير دون مقابل يذكر وهو ما يجعله بريئا في قضية حسني فسنكون قد وصلنا إلى لب المشكلة. تلك الإدارات ليس عليها أن تصرف على النادي دون أن يكون لها أي عائد سوى الشهرة الذي يمكنه تحقيقها ببعض الدقائق الإعلانية قبل مباراة نهائي كأس مصر وهو ما يجبرنا على أن نجد حلا يمكن الأندية من الصرف الذاتي على فريقها دون اللجوء الدائم لاسم بعينه. كما أن تلك الفرق مظلومة بأن يقودها رجال الأعمال الذين لا يعرفون شيئا عن خبايا كرة القدم ولا يجيدون فنها، فهم يدفعون لينالوا الشهرة.. ولينالوا الشهرة يجب أن يظهروا إعلاميا وليحدث ذلك يجب أن ينفردوا بقراراتهم ليظهروا كملهمين لجماهيرهم. المادة هي السر، وتعالوا نفكر، ماذا سيكون مصير الزمالك في حالة رحيل عباس عن رئاسة النادي الأبيض؟ هل كان هنري ميشيل ليبقى لو لم يضمن رواتب اللاعبين والإداريين؟ وهل كان الزمالك ليصبح عنصر جذب للنجوم ليتوجهوا إليه عوضا عن الأهلي كما حدث مع محمد عبد الله ونادر السيد؟ الواقع يؤكد أنه لا حل إلى بالإبقاء على تلك الرؤوس التي تملك الأموال ولكنه أصبح لزاما علينا أن نمنحهم الشهرة المطلوبة دون التدخل في الشؤون التي تحتاج لمتخصصين في مجالات الرياضة والأهم أن ن