أثُيرت في الفترة الأخيرة أكثر من قضية مختلفة في الوسط الرياضي وجميعها خاص بقضية الانتماء سواء للنادي أو للوطن ، وظهرت أربع قضايا مختلفة خاصة بثلاثة لاعبين هم معتز إينو وأمير عزمي ومحمد زيدان بالإضافة لإعلامي شهير هو أحمد شوبير. القضية الأولى : إينو : تناول الجميع قضية انتقال معتز إينو للأهلي وكأن اللاعب خائن وعميل ، وكأنه وقع لهابوئيل تل أبيب الإسرائيلي ، أو أنه أول لاعب ينتقل من الزمالك للأهلي أو العكس ، ونسى الجميع أو تناسوا الانتقالات السابقة التي حدثت بين الغريمين ، ولكن للأسف موضوع إينو أخذ أكبر من حجمه ، ودخل الموضوع في حالة من العناد بين الزمالك واللاعب من جهة والزمالك والأهلي من جهة أخرى. فالزمالك مثلا قام "بحركة مش ولابد" عندما أشرك اللاعب في إحدى المباريات الأفريقية حتى لا يتمكن من المشاركة مع الأهلي في البطولة هذا الموسم من منطلق "الرخامة" فقط لا غير ، رغم أن الزمالك حال تأهله لدوري المجموعات - وهو ما لم يحدث - كان سيحتاج هذا المكان في القائمة لقيد لاعب جديد يفيد الفريق ، كما اتخذ الزمالك قرارا بأن يتدرب إينو في السابعة صباحا يوميا وهو قرار لاذلاله ليس إلا. الزمالك خسر وجود إينو مع الفريق هذا الموسم ولم يشركه في معظم المباريات رغم أنه لاعب مميز وكان من الممكن أن يفيد الفريق ويضيف اليه قوة فنية ، بل وربما كان سيفيد الفريق في اكمال مشواره العربي والأفريقي لو شارك أساسيا وهو ما لم يحدث ، وخسر الزمالك وجود اللاعب لموسم كامل وطويل لمجرد أنه قرر الرحيل للأهلي. قرار الرحيل في عصر الاحتراف أمرا عاديا ويجب ان نتقبله بصدر رحب ، فاينو لم يرتكب جرما أو ذنبا عظيما ، ولم يلعب مثلا مع الزمالك بتخاذل أو سجل أهدافا في مرماه ، ولكن كل ما في الأمر أن عقده مع الزمالك انتهى وعرض عليه الأهلي عرضا أفضل فقرر الانتقال اليه وهذا حقه تماما. القضية الثانية : أمير عزمي : إذا انتقلنا إلى القضية الثانية التي تفجرت بعد الخبر الذي نشرناه من خلال موقع FilGoal.com حول احتمال انضمام أمير عزمي لاعب الشباب السعودي حاليا والزمالك سابقا إلى صفوف الأهلي الموسم المقبل ، وقد قوبل هذا الخبر عند نشره بضجة كبيرة وشكك البعض في مصداقيته خاصة وأن أمير يختلف بعض الشىء عن إينو حيث أن والده عزمي مجاهد من أهم رموز "النادي الأبيض" وعضو سابق بمجلس إدارة النادي.
لن تحدث أي مفاجأة في عصر الانتقالات في المستقبل أكبر من مفاجأة انتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن من الأهلي للزمالك وسارعت بعض وسائل الإعلام بنشر تصريحات لأمير ينفي فيها إمكانية انتقاله للأهلي ويؤكد حبه وعشقه للزمالك وأن الزمالك بيته الأول والأخير وهذا الكلام الذي يقال في مثل هذه المناسبات. لكنني أؤكد وعلى مسئوليتي الشخصية "ومن غير حلفان" أن المفاوضات جارية وبقوة بين الأهلي وأمير ، وأن اللاعب يرحب بهذا الانتقال على عكس كل التصريحات التي أدلى بها ، ومن يريد أن يصدق هذا الكلام فليصدقه ومن لا يريد فله مطلق الحرية في ذلك ولكن من الوارد جدا أن نرى أمير بالقميص الأحمر الموسم المقبل كما أنه من المحتمل أن تفشل هذه المفاوضات لأي سبب كان. ولكن أمير لابد في الوقت الحالي أن ينفي هذه المفاوضات جملة وتفصيلا لأنها مازالت في مرحلة التفاوض وفشل انتقاله للأهلي أمر وارد ، ولذلك فهو لا يريد أن يخسر جماهير الزمالك ، كما أنه لا يريد أن تهتز صورة والده داخل النادي الأبيض في الوقت الحالي حتى يتم حسم الصفقة تماما. وقارنوا بين تصريحات أمير وتصريحات رضا عبد العال منذ أكثر من عشر سنوات وأيضا تصريحات محمد صديق وطارق السعيد الموسم الماضي وتصريحات إينو في بداية الموسم ستجدوها نسخة طبق الأصل من تصريحات عزمي. وانتقال أمير للأهلي شئ عادي ، وليس معنى أن والده رمز من رموز الزمالك أن يظل لاعبا في الزمالك مدى الحياة ويترك مصلحته الشخصية ، فأمير من حقه أن يبحث عن مستقبله في المكان الذي يجده أفضل له وليس من المفترض أن يعيش في جلباب أبيه طوال عمره. القضية الثالثة : محمد زيدان : القضية الثالثة هي قضية المهاجم المصري محمد زيدان الذي أدلى بتصريحات مثيرة لصحيفة هامبورج "مورجن بوست" الألمانية والتي قال فيها أنه يشعر وكأنه دانماركي وليس مصريا وأنه كان يتمنى الانضمام لمنتخب الدنمارك. وحقيقة فإن من يقرأ هذه التصريحات وللوهلة الأولى ربما يشعر بالضيق من زيدان ويبدأ بمهاجمته واتهامه بعدم الوطنية مثلما حدث مع معظم من علقوا على هذه التصريحات والتي قمنا بنشرها على موقع FilGoal ، ولكن إذا نظرنا إلى هذه التصريحات بتأني ومن زاوية أخرى وبنظرة حيادية مطلقة سنجد أنها تصريحات عادية جدا ومنطقية للغاية. فزيدان عانى الأمرين في مصر وتم طر