بالرغم من ان الأرسنال هو احد اكبر الأندية الإنجليزية العريقة و الكبيرة و صاحب باع طويل في البطولات الأوروبية و المحلية , إلا ان اللغة الأساسية في التعامل داخل هذا الفريق ليست اللغة الإنجليزية , و إنما الفرنسية !! لم يكن هذا هو الحال قبل يوم 28 سبتمبر عام 1996 , عندما عين مسئولو نادي الأرسنال الفرنسي آرسين فينجر مديراً فنياً للفريق , فبدأ آرسين فينجر مهمة نشر اللغة الفرنسية في الفريق الإنجليزي , بجانب مهمته الأساسية و هي قيادة المدفعجية نحو عصر جديد من الإنتصارات . المدرب الفرنسي جعل من لغته الأم اللغة الرسمية في الفريق اللندني , فضم 7 لاعبين فرنسيين وهم تييري هنري , سيلفان ويلتورد , روبرت بيرس , كولو توري , باسكال سيجان , جوالوم فارموز و جيرمي الياديير , كما ضم النيجيري كانو و الكاميروني لوران ايتامي و كلاهما من دولتين فرانكفونيتين – الفرنسية لغتهما الرسمية الأولى – بالإضافة الى باتريك فييرا الذي انضم للفريق قبل مجيئ فينجر , ليصبح عدد المتحدثين بالفرنسية في الفريق الى 10 لاعبين .. آرسين فينجر الذي يتم عامه الرابع و الخمسين في 22 اكتوبر القادم لم يجيئ إلى الأرسنال خالي الوفاض , بل جاء بحقيبة مليئة بالبطولات سواءاً في فرنسا مع نادي موناكو او في اليابان مع نادي جرامبوس ناجويا . المدرب الحاصل على دكتوراة في الإقتصاد من جامعة ستراسبورج ارتقى درجات مجال التدريب درجة بدرجة , فبدأ حياته كمدرب لناشيئ نادي ستراسبورج - وهي البلد التي ولد فيها – ثم ارتقى بعد ذلك الى مساعد مدرب في نادي كان الفرنسي ايضاً , و بدأ العمل كمدير فني مع نادي نانس , و منه الى نادي موناكو الذي حقق معه لقب الدوري عام 1988 وهي البطولة الأولى في سجله التدريبي , ثم تلاها بكأس فرنسا عام 1991 . بعد ان حقق فينجر البطولتين المحليتين الفرنسيتين مع موناكو فضّل ان يبحث عن جمع بطولات جديدة تضاف الى سجله , فقرر في خطوة جريئة ان يرحل الى الشرق الأقصى , و بالتحديد الى اليابان , ليقوم بتدريب جرامبوس ناجويا و يحصل معه على كأس الإمبراطور الياباني عام 1996 , ثم كأس السوبر الياباني في نفس العام . ورغم البطولات العديدة التي حصل عليها فينجر في فرنسا و اليابان , إلا انه لم يشعر بعد انه قد حقق ذاته و وجد ضالته , حتى واتته الفرصة , عندما عرض عليه مسئولو الأرسنال القيام بتدريب الفريق الأول في وقت كان الأرسنال يسعى فيه للعودة الى الفوز بالبطولات و التخلص من مركز الوصيف . مجيئ آرسين فينجر لتدريب المدفعجية اثار الكثير من الجدال بين جماهير النادي و مسئوليه , حيث انه اول مدرب فرنسي يقوم بتدريب النادي الإنجليزي العريق , و الذي يعتز جمهوره بوطنيتهم كثيراً , خاصةً و ان الكثيرين منهم لايزالوا يعتبرون فرنساً خصماً لهم . لكن فينجر نجح بتكتيكاته الواعية و صفقاته الناجحة في إكتساب الأصوات التي عارضت مجيئه من قبل في صفوفه . و كعادته في كل دولة يقوم بالتدريب فيها , نجح فينجر في الحصول على بطولة الدوري مع الأرسنال عام 1998 في موسمه الثاني مع الفريق , كما حصل على كأس الإتحاد الإنجليزي في نفس العام ايضاً , ليجمع الأرسنال لقبي الدوري و الكأس للمرة الثانية في تاريخه , ثم المرة الثالثة عندما فاز باللقبين المحليين في الموسم الماضي موسم 2001/2002 . لم يكتف فينجر بالألقاب التي يحصل عليها مع الأندية التي قام بتدريبها , بل حصل على العديد من الألقاب الشخصية مثل افضل مدرب في فرنسا عام 1988 , افضل مدرب في اليابان 1995 و افضل مدرب في انجلترا عامي 1998 و 2002 , و هو ما يعد افضل شهادة لكفاءة المدرب الفرنسي الذي اختير افضل مدرب في جميع الدول التي عمل بها , و نجح في زحزحة الشياطين من على العرش المحلي مرتين حتى الآن و الثالثة في الطريق ..