عملاق على الطريق - بييترو بيليجري.. "ليونيل ميسي الجديد" في موناكو

"تربى على الخبز وعشق جنوى" هكذا يمزح زملاء المهاجم الشاب بييترو بيليجري معه دائما بسبب نشأته في بيت يعشق النادي الإيطالي الذي التحق بناشئيه بسبب والده ماركو والذي يعمل كإداري بالفريق.
تألق سريعا في فرق الناشئين وبسبب طول قامته (190 سم) وقوته الجسدية تم تصعيده للعب مع فريق تحت 17 عاما ورديف النادي وهو لم يكمل ال15 بعد ليلفت الأنظار ويجد المدرب جيامبيرو جاسبيريني يستعديه لينضم إلى الفترة الإعدادية خلال موسم 2015-2016 ويشارك لأول مرة وديا في مباراة ودية أمام 500 مشجع فقط ضد كاسالي الناشط في الدرجات الأدنى.
FilGoal.com يستعرض مشوار المهاجم الصغير بعد انضمامه إلى موناكو في فرنسا..
لم يحصل على فرصة للمشاركة رسميا في ذاك الموسم ليرحل جاسبريني ويأتي بدلا منه إيفان جوريتش بداية الموسم الماضي ويواصل تصعيده للفريق الأول، 22 ديسمبر 2016 كان تاريخ لن ينساه الاعب أبدا حيث وجد نفسه يدخل بديلا لتيم رينكون في الدقيقة الأخيرة من مباراة فريقه أمام تورينو في الأسبوع ال18 من الدوري والتي خسرها فريقه بهدف نظيف.
جاءت تلك المشاركة بعمر ال15 عاما و280 يوما ليجعله ذلك أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإيطالي متساويا مع لاعب روما السابق أميدو أمادي والذي سجل مشاركته الأولى في 1937، لم تتكرر المشاركة حتى الأسبوع ال34 من ذاك الموسم عندما حل بديلا أيضا في الثواني الأخيرة في خسارة أخرى لفريقه أمام كييفو فيرونا بهدفين لهدف.
بينما كانت الكرة الإيطالية وجماهير الأولمبيكو تودع فرانشيسكو توتي في لقاءه الأخير مع كرة القدم كانت تلك المباراة تشهد المشاركة الأولى لبيليجري كلاعب أساسي، ليس فقط ذلك فبعد 3 دقائق فقط من عمر المباراة وكان اللاعب يسجل هدفه الرسمي الأول في تلك المباراة التي انتهت 3-2 لروما.
قد يتم تذكرها في المستقبل بأنها المباراة التي شهدت توديع الكرة الإيطالية لأحد أساطيرها ومولد نجمها الجديد.
هذا الموسم وجد جوريتش نفسه أمام لاتسيو في الأسبوع الرابع يلعب بعادل تعرابت مهاجما وهميا لإصابة مهاجمه الأساسي جيانلوكا لابيادولا وبديله جوران بانديف، 33 دقيقة فقط مرت ليجد جنوى نفسه متأخرا بهدف ويتحرك المدرب الكرواتي سريعا ويدفع بمهاجمه الشاب.
الشوط الثاني شهد تعديل بيليجري للنتيجة قبل أن يتقدم لاتسيو مرة أخرى ويعود بيليجري ويسجل هدف التعديل الثاني لفريقه ولكن ذلك لم يمنع لاتسيو من تسجيل الثالث والهروب بالثلاث نقاط ولكن الأضواء كانت مسلطة على صاحب ال16 عاما الذي أصبح أصغر لاعب يسجل ثنائية ليس فقط في تاريخ الكرة الإيطالية ولكن الدوريات الخمس الكبرى كلها.
دموع والده ماركو المسئول الإداري في الجهاز الفني كانت حاضرة على دكة البدلاء وهو يشاهد ابنه يحقق الحلم الذي تمناه منذ أن قاده إلى مقر تدريبات الناشئين للإلتحاق بالفريق.
ماركو بيليجري كان يقول "اليوم الذي أجد فيه أبني "بييترو" يستعد للنزول مرتديا قميص جنوى سأكون مستعدا للموت حينها سأكون قد شاهدت كل شيء" ولكنه عاش بعد تلك اللحظة ليشاهد ابنه مواليد 2001 يدخل تاريخ الكرة الإيطالية مبكرا.
ذاك الحلم جعله يرفض عملا براتب مميز في مدينة مانشستر تم عرضه عليه من قبل يونايتد منذ عام وبضعة أشهر بعد دورة لعبها جنوى في إنجلترا لفت خلالها اللاعب نظر كشافي الشياطين الحمر والذين فشلوا في إقناع بييترو ووالده بالإنتقال إلى الفريق الإنجليزي.
60 مليون يورو هو السعر الذي وضعه رئيس جنوى إنريكو برزيوسي الصيف الماضي للأندية المهتمة بالتعاقد مع "ليونيل ميسي الجديد" كما وصفه في تصريحات سابقة من الرئيس الذي أبدى ندمه سابقا على رفضه عندما كان رئيسا لنادي كومو الإيطالي للاعب قصير ضعيف يبلغ 15 عاما يدعى "ليونيل ميسي" جاء من الأرجنتين ساعيا للإنتقال إلى أوروبا قبل أن يتم قبوله في أكاديمية لا ماسيا الكتلونية والباقي مذكور في تاريخ كرة القدم.
بيليجري يتخذ من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مثلا أعلى له للتعلم منه نظرا للتشابه بينهم في البنيان الجسدي الطويل والقوي وطريقة اللعب، قوته البدنية تلك ساعدته كثيرا في الصعود سريعا للعب مع الكبار في دوري يحتاج من مهاجمه القوة والذكاء للتغلب على مدافعيه.
"أنا أحقق حلمي حاليا، سأتدرب وأعمل أكثر وأحاول جعل فمي مغلقا" هكذا علق بيليجري بعد هدفيه أمام لاتسيو مؤكدا أن الطريق مازال طويلا أمامه.
يمتلك جنوى سجلا رائعا داخل إيطاليا في المواسم الماضية من ناحية تطور مهاجمي الفريق فمن هناك عرف العالم نسخ متألقة من دييجو ميليتو وتشيرو إيموبيلي وستيفان الشعراوي وأخيرا جيوفاني سيميوني وجماهير الفريق ومدربه ورئيسه يطمحون بأن يسير بيليجري صاحب ال16 عاما على خطاهم مستقبلا.
لم ينتظر جنوى كثيرا لتطوير مهاجمه الشاب الذي لم يشارك سوى في 7 مباريات هذا الموسم مع الفريق رغم تألقه في الدقائق القليلة التي يظهر فيها فدخل يوفنتوس وموناكو في منافسة قوية للتعاقد معه هذا الصيف.
يوفنتوس أعطاه خيار البقاء لموسمين مع جنوى ثم العودة للإنضمام إلى السيدة العجوز بعد ذلك وموناكو أقنعه بالرحيل إلى فرنسا والمشاركة مباشرة مع الفريق الأول هناك وهو ما فضله الشاب الصغير على الفور من أجل الحصول على فرص أكثر للعب وإظهار قدراته في نادي يقدر المواهب الصغيرة.
انتهت قصة بيليجري اللاعب مع جنوى سريعا قبل أن تبدأ وإن كان سيظل قلبه متعلقا بالفريق الذي يشجعه وأعطاء الدفعة الأولى في مسيرته الكروية.