إن رفض لاعب ما توقيع عقد جديد مع ناديه ليس خطأ يستوجب الإيقاف لأن أي شخص له كامل الحرية في التخطيط لمستقبه ولكن الإضرار عمدا بمصالح فريقه الذي لا يزال مقيدا في صفوفه إلى الآن جريمة تستحق عقابا أكبر من الإيقاف. لم يكن هناك سببا واضحا لقرار الجهاز الفني السابق للزمالك بإيقاف المعتز بالله "إينو" وإبعاده عن الفريق الأول لأنه يرفض تمديد بقائه في النادي الأبيض. وتسبب هذا القرار في إطلاق موجات من الغضب على أحمد رمزي المدرب العام لأنه لا يمتلك حق معاقبة لاعب الوسط الدولي طالما يؤدي الأخير ما عليه حتى اليوم الأخير في اتفاقه مع النادي، وبعدها هو حر يفعل ما يشاء سواء البقاء أو الرحيل إلى الأهلي كما تشير تقارير صحفية ويلمح أكثر من مسؤول في الناديين. أما أن يتخلف اللاعب متعمدا عن مباراة الزمالك وفيتالو في دوري أبطال أفريقيا حتى لا يفقد الفرصة في المشاركة في البطولة ذاتها مع الأهلي – في حال ما كانت الصفقة حقيقية – فإن ذلك يصنف في خانة الخيانة للفريق الذي يدفع له راتبه .. على الأقل حتى يونيو المقبل. واتخذ إينو المرض حجة لتبرير غيابه عن مباراة الزمالك الأفريقية الأولى منذ نحو عام ونصف، وهو تبرير غريب لأن أحدا من الجهاز الفني أو الإداري لم يعلم بهذا المرض المفاجئ كما لم يتم الكشف عليه من قبل الجهاز الطبي للنادي .. بل هو مرض ظهر واختفى فجأة بالتزامن مع موعد المباراة. ولا أدري إذا كان إينو قد تغيب عن هذه المباراة من نفسه أم بإيعاز من طرف آخر ولكن في جميع الأحوال فإن اللاعب لا يزال يحظى بالفرصة لإثبات حسن نيته لأن الجهاز الفني للزمالك سيستدعيه لقائمة مباراة العودة في بوروندي، وهي الرحلة التي ستكون محكا حقيقيا لمدى صدق إينو من عدمه. وإذا كان من حق الجهاز الفني للزمالك إيقاف أو حتى شطب إينو إذا ما رفض مجددا اللعب للفريق في دوري أبطال أفريقيا، فلا يوجد مبرر منطقي واحد لقرار اتخذه النادي الإسماعيلي بإيقاف لاعب في فريق 15 عاما بسبب إعجابه بمحمد أبو تريكة!
وإذا كان من حق الجهاز الفني للزمالك إيقاف أو حتى شطب إينو إذا ما رفض مجددا اللعب للفريق في دوري أبطال أفريقيا، فلا يوجد مبرر منطقي واحد لقرار اتخذه النادي الإسماعيلي بإيقاف لاعب في فريق 15 عاما بسبب إعجابه بمحمد أبو تريكة! فصحيفة المصري اليوم نشرت خبرا يقول إن خلافا نشب بين رزق تميم مدير عام نادي الإسماعيلي وإسماعيل حفني مدير قطاع الناشئين بسبب قيام الأخير بإصدار قرار يقضي بعودة لاعب في فريق الناشئين اسمه حسام حسن كان قد تم إيقافه بسبب إعلانه على الملأ أنه "أهلاوي" ويحب أبو تريكة. ولست بصدد مناقشة رفع الإيقاف وإنما قرار الإيقاف في حد ذاته، لأنني لا أرى جرما في أن يعجب مراهق لم يبلغ ال16 من عمره بعد بأبو تريكة، الذي يعد واحدا من أفضل اللاعبين في القارة السمراء في الوقت الحالي والفتى المدلل للكرة المصرية .. لمجرد أن الأول لاعب في الإسماعيلي والثاني نجم للأهلي. وبدلا من قيام إدارة النادي بالتحقيق مع حسن الصغير بسبب تشجيعه للأهلي، كان أولى بها أن تحاول معرفة أسباب عدم تشجيعه للإسماعيلي، الذي يوفر له فرصة أن يكون لاعبا دوليا مرموقا في يوم من الأيام. ولعل الحديث المتواصل بلا ملل طوال ال17 عاما الماضية عن الاحتراف يفرض على الجميع التركيز على عطاء اللاعب لناديه بدلا من تفضيلاته الشخصية. وبمناسبة الاحتراف، تعرفت مؤخرا على نوع جديد منه يدفع فيه اللاعب كي ينضم إلى أحد الأندية وليس العكس. الساعدي القذافي، ابن الرئيس الليبي معمرالقذافي، قرر العودة إلى الاحتراف الأوروبي مع سامبدوريا الإيطالي بعدما اتصل به رئيس النادي وأقنعه بحاجة الفريق إلى جهوده لأن الفريق ينافس من أجل الحصول على مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل! لن أعلق على الخبر، ولكني أوردته فقط ليقيني الذي لا يهتز بمدى الاهتمام الشديد من قراء الموقع بأخبار الرياضة في ليبيا الشقيقة التي لا تفوت فرصة للاحتفاء والترحيب بأي فريق مصري يوقعه حظه السعيد في مواجهة أحد أنديتها أو منتخباتها سواء في القاهرة أو طرابلس.